فتحت الأممالمتحدة امس مقراً دائماً لها في البصرةجنوبالعراق، واعتبرت ان هذه المنطقة تعاني "أزمة مزمنة وبنيوية خطيرة". وقالت منسقة عمليات الأممالمتحدة في منطقة البصرة كيم بولداك في ختام اجتماع مع ممثلين عن المنظمات غير الحكومية العاملة في العراق، وعسكريين بريطانيين: "لسنا أمام أزمة انسانية بل أمام أزمة مزمنة وبنيوية خطيرة، ولا بد من اعادة العمل في الخدمات الاساسية والبنى التحتية وتأمين فرص عمل وضمان الخدمات الاساسية". وتوجد مناطق معزولة في جنوبالعراق لا يزال من الصعب الوصول اليها لأسباب أمنية، وتريد الأممالمتحدة دخولها في اسرع وقت لتحديد حاجات سكانها. وأوضحت بولداك أن الاممالمتحدة تريد التدخل حيث توجد "ثغرات"، من دون الاشارة الى إطار المهمة لأن مجلس الامن سيحدد هذا الاطار عبر التصويت على قرار جديد. فوضى أمنية إلى ذلك، حذر منسق الشؤون الانسانية في العراق راميرو لوبيس دا سيلفا من ان العراق لا يزال مهدداً بكارثة انسانية ويغرق يوماً بعد يوم في فوضى أمنية، على رغم توقف المعارك. وقال إن "الاسباب التي قد تدفع الى كارثة انسانية لا تزال قائمة". وشدد على ان نحو ثلثي العراقيين كانوا يعتمدون على المساعدات الغذائية التي كانت تقدمها السلطات العراقية، موضحاً ان سوء التغذية يزداد. وكانت مديرة منظمة "اوكسفام" البريطانية غير الحكومية بربارا ستوكينغ اعتبرت ان القوات الاميركية والبريطانية لا توفر حماية كافية لمنظمات المساعدة الانسانية في العراق. واكدت في تصريح إلى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي اول من امس، ان الحال الامنية أظهرت "ان من الخطورة البالغة ان تعمل فرقنا في العراق حالياً". وطالبت القوات الاميركية والبريطانية بأن "توفر الأمن وتهتم بإزالة الالغام والقذائف المدفعية التي لم تنفجر". وقالت: "على قوات الاحتلال توفير الامن لكنها لا تفعل ذلك، هذا واجبها الشرعي في اطار اتفاقات جنيف، ونريد ان توزع الاممالمتحدة المساعدة الانسانية معنا". مساعدات سعودية ودشنت اللجنة السعودية لإغاثة الشعب العراقي امس، أول قافلة إغاثة تضم 16 شاحنة تحمل 400 طن من المواد الغذائية، خصوصاً الرز والسكر والزيت والدقيق، وكذلك ملابس وأدوية ومستلزمات طبية، إضافة إلى ست سيارات إسعاف. وقال رئيس اللجنة مستشار وزير الداخلية السعودي الدكتور ساعد العرابي الحارثي، إن عدداً من قوافل الإغاثة سيتبع هذه القافلة، وساهم وفد اللجنة القطرية المشتركة للاغاثة في تغطية رواتب 3001 موظف في مستشفى الكاظمية في بغداد أمس. وأحصى احتياجات المستشفيات وبعض المرافق الحيوية في البلاد، بعد جولة تفقدية لعدد من أحياء ومناطق بغداد. وقال رئيس الوفد مدير محمد جوهر، ان البرنامج المعد لإغاثة الشعب العراقى يسير وفق الخطة المرسومة. وأضاف ان مواد ضخمة من الاغاثة حجمها 50 طناً تنقل الى بغداد في شاحنات انطلقت أمس من عمان، محملة مواد غذائية وطبية. وفي عمان، أعلنت السفارة اليونانية ان طائرة من طراز "سي-130" وصلت اول من امس الى العاصمة الاردنية تحمل 16 طناً من المساعدات ارسلتها جمعيتان يونانيتان إلى الشعب العراقي، ونقلت امس الى بغداد. وذكرت السفارة ان هذه المساعدات التي تشمل بطانيات وأدوية وأغذية جمعتها منظمتا "اطباء العالم" الفرع اليوناني و"الفريق اليوناني للانقاذ"، مشيرة الى ان الخارجية اليونانية التزمت دفع نفقات نقل هذه المساعدات.