طلبت منظمات اعلامية من الولاياتالمتحدة تقديم ردود بعدما قتلت النيران الامريكية ثلاثة صحفيين في بغداد. وقتل مصوران يعمل احدهما في رويترز والثاني بالتلفزيون الاسباني ومراسل لقناة الجزيرة التلفزيونية بعد ان اطلقت دبابة امريكية قذيفة على فندق في بغداد مكدس بالصحفيين وغارات جوية امريكية على مقر الجزيرة مما اثار دعوات لفتح تحقيق. وقالت سيفرين كاز رئيسة قسم الشرق الاوسط في منظمة «مراسلون بلا حدود» المعنية بمراقبة اوضاع الاعلاميين ومقرها باريس «من الصعب تصديق ان الامر مجرد خطأ. نريد دليلاً على انه لم يكن هجوماً متعمداً على صحفيين». وبهذا يرتفع الى عشرة عدد قتلى العاملين في وسائل الاعلام منذ بدء الحرب يوم 20 من مارس آذار، ومن بين العشرة مترجم بهيئة الاذاعة البريطانية، وتوفي صحفيان آخران لاسباب آخرى في العراق. واتضح ان الصراع اكثر دموية للصحفيين من حرب الخليج عام 1991 والصراع الافغاني. وقال البنتاجون انه يأسف لسقوط قتلى من الصحفيين لكنه اوضح انه حذر مراراً منظمات الاعلام من المخاطر في العراق. وقالت فكتوريا كلارك المتحدثة باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) للصحفيين «الحروب خطيرة.. اعمال خطيرة.. ولا تكون في مأمن عندما تكون في منطقة حرب». لكن منظمات الاعلام تقول ان هذا ليس كافياً. وقالت لجنة حماية الصحفيين المعنية بمراقبة حرية الصحافة ومقرها نيويورك في رسالة الى وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد «رغم ان مسؤولين امريكيين أبدوا أسفهم للخسائر في الارواح في هذه الهجمات وأفادوا انهم لا يستهدفون صحفيين فقد تركوا انطباعاً بأنهم لا يتحملون اي مسؤولية عن حماية الصحفيين العاملين بشكل مستقل في العراق». وتقول منظمات مراقبة الاعلام ان هناك اكثر من الف صحفي يغطون تطورات الحرب في العراق بينهم اكثر من 200 في بغداد. واغلب من قتلوا من الصحفيين حتى الآن مراسلون مستقلون، وهناك مئات يرافقون القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة ويتابعون الاحداث من خطوط الجبهة. وهاجمت لجنة حماية الصحفيين الولاياتالمتحدة بسبب اساليب تتسم بالغلظة. وقالت في رسالتها «رغم ان مصادر في بغداد أبدت شكوكاً عميقة بشأن تقارير بأن القوات الامريكية تعرضت لاطلاق نار من فندق فلسطين .. وحتى لو كان الامر كذلك.. فإن الادلة توحي بأن رد القوات الامريكية كان مبالغاً فيه وبالتالي ينتهك القانون الانساني الدولي». ومضت تقول «نطالبكم بفتح تحقيق فوري وشامل في هذه الحوادث واعلان النتائج». وتزعم القوات الامريكية انها كانت ترد على نيران قناصة عندما اطلقت دبابة امريكية قذيفة على فندق فلسطين في بغداد مما أسفر عن مقتل مصور رويترز تاراس بروتسيوك (35 عاما) وخوسيه كوزو (37 عاما) الذي يعمل في تلفزيون تليسينكو الاسباني. لكن الصحفيين في مكان الحادث قالوا انهم لم يسمعوا اصوات طلقات. وفي حادث منفصل قالت قناة الجزيرة ان مراسلها طارق أيوب قتل في غارة امريكية في وقت سابق من يوم الثلاثاء على مكاتبها. وتبحث عدة منظمات اعلامية سحب مراسليها من العراق بعد سقوط الضحايا الجدد. وقالت منظمات اعلامية اسبانية ان وزارة الدفاع في مدريد أوصت مراسليها بمغادرة بغداد وقالت شبكة تليسينكو انها ستسحب مراسليها. وأدان ابراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب الهجوم على الصحفيين اثناء وجودهم في بغداد «لتغطية العدوان». وقال صلاح الدين حافظ الامين العام للاتحاد «تعمد قصف وقتل الصحفيين بهذا الشكل الفظيع يعني شيئاً واحداً هو ان القوات الامريكية والبريطانية الغازية تعمل بوحشية على عرقلة الصحافة والصحفيين عن اداء الرسالة المحددة وتمنع بالتالي الصحفيين من نقل الحقائق الجارية في العراق». وقالت لجنة حماية الصحفيين «نذكركم بأن الصحفيين مدنيون ويحظون بالحماية بمقتضى القانون الانساني الدولي ولا يمكن استهدافهم عمداً». ومضت تقول «نحثكم ايضاً على اتخاذ اجراءات لضمان الا تتكرر مثل هذه الحوادث في المستقبل».