ندد الصحافيون الفلسطينيون بجريمة قتل زميلهم مازن دعنا 43 عاماً المصور في وكالة "رويترز" برصاص القوات الاميركية في بغداد. ودان الصحافيون الذين خرجوا في مدينة غزة امس للمشاركة في جنازة رمزية ل"دعنا" ما اعتبروه "استهدافاً للصحافيين والكلمة وحجباً للحقيقة". وحمل عدد منهم نعشاً ملفوفاً بالعلم الفلسطيني وعليه ايضاً العلم العراقي وساروا بصمت في جنازة رمزية نظمتها نقابة الصحافيين في قطاع غزة. وجاب نحو 150 صحافياً عدداً من شوارع المدينة، وصولا الى مقر الاممالمتحدة، فيما رفع بعضهم آلات التصوير الخاصة بهم، وحمل آخرون لافتات بالعربية والانكليزية تندد بجرائم قتل الصحافيين. و"دعنا"، الذي اصيب بجروح مرات عدة خلال اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي او المستوطنين اليهود في الخليل، هو ثاني صحافي فلسطيني يقتل في العراق على ايدي قوات الاحتلال الاميركي. وقتل في الثامن من نيسان ابريل الماضي، يوم سقوط بغداد، طارق ايوب مراسل قناة "الجزيرة" القطرية، بصاروخ اطلقته طائرة اميركية على مبنى القناة في بغداد. ونعى وزير الاعلام الفلسطيني نبيل عمرو والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات من سجنه في مدينة اريحا، "الرفيق المناضل" دعنا. وجرى تنظيم الجنازة الرمزية في غزة بالتزامن مع تشييع جثمانه في الخليل. واتهم روبير مينار السكرتير العام ل"صحافيون بلا حدود" الولاياتالمتحدة بالاخفاق في اجراء تحقيقات مناسبة في قتل صحافيين ولا سيما بروتسيوك ومصور اسباني في فندق فلسطين في بغداد. وقال: "القوات الاميركية لم ترتكب أخطاء فادحة خلال الحرب فحسب، بل حتى هذه اللحظة لم يجر في هذه الانتهاكات تحقيق يستحق الاسم". واضاف: "ان ما يسمى بتحقيق البنتاغون في قصف فندق فلسطين... يبرىء الجيش الاميركي بصورة مخجلة". وحض واشنطن على نشر التحقيق كاملاً. وفي تقرير صدر في الشهر الماضي اعترفت منظمة العفو الدولية بصعوبة موقف الجنود الاميركيين في تمييز المقاتلين من المدنيين في العراق. ولكنها دعتهم الى ضمان احترام قواتهم المقاتلة قواعد الاممالمتحدة الاساسية لحماية المدنيين. وترفض الولاياتالمتحدة ان تقدر عدد المدنيين القتلى ولكنها تعترف في بعض الاحيان بقتل بعضهم ولا سيما عندما يكون ذلك موثقاً من جهات مستقلة. في 27 تموز يوليو قال شهود ومسؤولو مستشفى ان القوات اطلقت النار على خمسة اشخاص عندما اقتربت سيارتهم من فيلا كانت القوات الاميركية الخاصة تدهمها. وفي واحدة من ابشع الحوادث المسجلة قتل الجنود الأميركيون في الفلوجة على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة 13 شخصا على الاقل كما اصابوا 75 بجروح في 29 نيسان ابريل وفقا لما ذكره الاطباء عندما اطلقوا النار على متظاهرين خارج موقعهم المحصن. وطالبت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك وجماعة "صحافيون بلا حدود" ومقرها باريس، السلطات الاميركية باجراء تحقيق لمعرفة كيف اخطأ جندي اميركي حسب الرواية الرسمية الاميركية الكاميرا وظنها قاذفة صواريخ. وتريد "رويترز" التحقيق في مقتل ثاني مصور لها برصاص اميركي. وكانت قذيفة دبابة قتلت في 8 نيسان الماضي تاراس بروتسيوك مصور "رويترز" في فندق الاعلاميين في بغداد. وقال الرئيس التنفيذي للوكالة توم غلوسر في بيان "من الصعب تحمل حادث القتل الاخير الذي جاء في اعقاب مقتل تاراس بروتسيوك الذي سقط ايضا بنار دبابة اميركية". واضاف: "لهذا اطالب شخصياً المسؤولين الاميركيين على اعلى المستويات باجراء تحقيق كامل وواف في هذه المأساة المروعة".