ذكرت صحيفة «آسيا تايمز» الإليكترونية التي تصدر من هونج كونج أن الحرب على العراق وحدت بين الهندوباكستان العدوتين اللدوتين في شبه القارة الهندية. وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إنه إذا كانت هناك مسألة وحيدة تتفق فيها أراء المتنافستين التقليديتين في جنوب أسيا فإنها معارضتهما للحرب على العراق التي تقودها الولاياتالمتحدة. واستعرضت الصحيفة مواقف الدولتين من تلك الحرب قائلة إنه الآن وفي الوقت الذي تشتد فيه حاجة واشنطن إلى الأصدقاء فنجد الدولتين اللتين تتنافسان على ود واشنطن قد نبذتا فكرة مد التأييد للحرب التي تحمل في طياتها كافة بصمات النزعة الاستعمارية التي حاربت الهندوباكستان ضدها عندما كانتا كيانا سياسيا واحدا بكل قوة للتحرر منها قبل وقت ليس بالطويل. وقالت الصحيفة إن باكستان التي تأسست لتكون وطنا لمسلمي شبه القارة الهندية بعد تحرر الهند من الاستعمار البريطاني في عام 1947 قد نجت بمعجزة من محنة التصويت في مجلس الأمن الدولي بعد أن قررت الولاياتالمتحدة عدم المخاطرة بتعرضها للإحراج من الفشل في حمل المجلس على إصدار قرار يجيز الحرب على العراق في الثامن عشر من الشهر الجاري وقررت خوض غمار الحرب. وأضافت أن المسألة لم تكن أكثر سهولة بالنسبة لرئيس الوزراء الهندي فاجباي الذي تفادى قرارا مناهضا للحرب في البرلمان أصر عليه حزب الموتمر القوي وحلفاؤه في المعارضة وذلك فقط من خلال إلقائه كلمة أدان فيها الانفرادية و تغيير النظام في العراق بواسطة قوة أجنبية. وأشارت إلى أنه حتى الآن لا يوجد حزب واحد سواء في الهند أو باكستان لم ينتقد العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق وإن كان البعض قد حاول موازنة هذا الموقف من خلال القول بأنه بوسع صدام حسين أن يفعل المزيد للالتزام بقرارات الأممالمتحدة.