وعدت الولاياتالمتحدةالهند بدورين رئيسيين في العراق بعد اطاحة النظام: "مشاركة في اعادة الاعمار وفي تأسيس المجمتع المدني". لكن الاحزاب الهندية اعتبرت هذا الوعد رشوة لرئيس الوزراء آل بيهاري فاجبايي كي لا يتخذ موقفاً مناهضاً للحرب، وتحدّته ان يعلن هذا الموقف استجاب للتحدي، محذّراً واشنطن من ان اي عمل عسكري وطالبها باعطاء المفتشين مزيداً من الوقت. وجاءت تصريحات فاجبايي امام البرلمان الهندي بعد اصرار المعارضة على الحصول على توضيحات من الحكومة، بينما تجري مناقشة مشروع قرار جديد مطروح على مجلس الامن وطلبت واشنطن من الهند التي تعد من ابرز الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز ان لا تعارض الحرب. وقال فاجباي ان على "مجلس الامن ان يعطي المزيد من الوقت". واضاف: "نأمل بأن تدرس الدول الاعضاء في المجلس هذا الخيار". وبعدما اكد الدور المهم للمنظمة الدولية في هذه الازمة، عبر رئيس الحكومة الهندية عن موقف اكثر وضوحا حول معارضة نيودلهي اي عمل عسكري احادي في غياب الاجماع الدولي. وحذّر من "تغليب النزعة الانفرادية الذي سيؤدي الى اصابة الاممالمتحدة بجرح عميق والنظام العالمي بنتائج كارثية". واوضح ان "الحكومة الهندية تطالب بقوة بألا يتم اللجوء الى العمل العسكري من دون حصوله على تفويض من المجتمع الدولي". وتابع: "اذا كان منح المزيد من الوقت ووضع معايير اكثر وضوحاً لنزع اسلحة العراق يسهل عملية اتخاذ قرار في اطار الاممالمتحدة فإننا نعتقد انه يجب اعطاء فرصة لهذا الخيار". وتأتي هذه التصريحات الجديدة فيما كانت الهند تعبّر عن معارضة اقل حدة للحرب بضغط من واشنطن. وتحدث رئيس الوزراء الهندي الاثنين والثلثاء عن "طريق وسط" بين الولاياتالمتحدةوالعراق، مجدداً تأكيده ان الهند "لا تريد الحرب"، ومشيراً الى انها اذا اندلعت "فإن جهودنا ستنحصر في حماية مصالح البلاد". وواصلت الولاياتالمتحدة الاربعاء الماضي مسايرة الهند ووعدتها ب"دور اكبر" في عملية اعادة اعمار العراق بعد الحرب. وقال السفير الاميركي في نيودلهي روبرت بلاكويل ان المسؤولين الاميركيين اكدوا "على اعلى مستوى" ان الهند سيكون لها "دوران اساسيان" بعد "تغيير النظام" في العراق يتعلقان بإعادة إعمار العراق وبناء المجتمع المدني فيه، بسبب علاقاتها القديمة مع هذا البلد. واضاف ان "الهند ستلقى ترحيباً ... وهذا الامر لا ينطبق على كل الدول". ورأى الديبلوماسي الاميركي ان الولاياتالمتحدة "لن تهيمن" على جهود اعادة الاعمار التي "ستجري برعاية الاممالمتحدة". ورداً على سؤال عن محاولات واشنطن اجبار حكومات على اتخاذ موقف مؤيد للحرب على رغم معارضة الرأي العام، قال بلاكويل ان "الديموقراطيات لا تعمل عن طريق استطلاعات الرأي وافتتاحيات الصحف اياً تكن درجة ذكاء هذه الافتتاحيات". واضاف ان "افضل الحكومات" تتحرك "على اساس محاكمتها للامور وحكمتها ومجرى التاريخ. ما نحاول ان نفعله هو اقناع هذه الحكومات وهذا يسمى العمل الديبلوماسي".