تعتبر الأكزيما البنيوية من الأمراض الجلدية الشائعة عند الأطفال، وتصل الإصابة إلى 10% عند الرضع الأطفال. *كيف نستدل على الأكزيما البنيوية؟ بداية ظهور المرض: عادة ما يبدأ في السنة الأولى من الحياة وتكون البداية دوماً في السنوات الخمس الأولى من العمر، ويميل الطفح لأن يكون متكرراً. الحكة: تعتبر الحكة مظهراً أساسياً من ملامح المرض. أماكن الطفح في الجسم: يتوضع عند الأطفال الصغار على الوجه، المرفقين، الركبتين، أما عند الأطفال الكبار فيمكن أن يتركز في ثنيات المرفقين والركبتين أو أن ينتشر في مناطق واسعة من سطح الجلد كاليد، فروة الرأس، خلف الأذنين والقدم. وقد يحدث بعض الالتهابات الجرثومية والفيروسية نتيجة الحكة المتكررة والخدوش الجلدية. الوراثة: عادة ما تترافق الأكزيما البنيوية مع وجود مرض أو أكثر من أمراض الحساسية في أحد أفراد العائلة «الربو، الأكزيما، التهاب الأنف التحسسي». *هل يعتبر المرض عائلياً وينتقل من جيل لآخر؟ نعم، يمكن اعتبار الأكزيما البنيوية من الأمراض العائلية، ويمكن القول: انه إذا كان أحد الوالدين مصاباً بواحد أو أكثر من أمراض الحساسية المذكورة أعلاه فإن نسبة إصابة الطفل تعتبر حوالي 50%، أما إذا كانت الإصابة لدى الوالدين معاً فالنسبة عادة ما تكون أعلى من ذلك، ومع هذا فهناك حوالي 30% من الأطفال المصابين ليس لديهم تاريخ عائلي إيجابي نحو هذه الأمراض التحسسية. *ما هو السبب الرئيسي للأكزيما البنيوية؟ إن الأكزيما البنيوية مرض غير معد ولا تنتقل من شخص لآخر. والسبب الرئيسي غير معروف ولكن دلت الدراسات على وجود عامل وراثي يلعب دوراً أساسياً في حدوث هذا النوع من الأكزيما، إضافة إلى وجود مؤثرات أخرى متعددة مثل: جفاف الجلد، المحسسات، الجو الحار والتعرق، الالتهابات ومخرشات الجلد. تختلف العوامل المهيجة للأكزيما من شخص لآخر وهي: جفاف الجلد: يعتبر الجلد حاجزاً طبيعياً أمام الكثير من العوامل الخارجية، كالمواد الكيميائية والجراثيم، وعادة ما يحصل جفاف الجلد في فصل الشتاء، نقص الرطوبة، الاستحمام الزائد والمتكرر بدون استعمال المطريات. المخرشات والمحسسات الجلدية: مثل الملابس الصوفية، الصابون، المنظفات الكيميائية، مواد التجميل، العطور، وبر الحيوانات الأليفة المنزلية والغبار. التبدلات في درجات الحرارة والرطوبة. الالتهابات: تكون نسبة الإصابة بالالتهابات الجرثومية والفيروسية أعلى عند مرضى الأكزيما مقارنة بالناس الأصحاء، وتلعب هذه الالتهابات دوراً في ازدياد المرض وانتكاسته. نصائح وإرشادات عامة للمصابين بالأكزيما البنيوية: 1 استعمال الكريمات المطرية بانتظام وعدم ترك الجلد جافاً. 2 استعمال الملابس القطنية وتجنب الملابس الصوفية والنايلون والضيقة. 3 المحافظة على درجة حرارة معتدلة في الجو المحيط، وأخذ حمامات معتدلة الحرارة. 4 استعمال الصابون والذي يحتوي على مرطب، ويكون تمريره على سطح الجلد لطيفاً ودون فرك زائد، وعند الانتهاء من الحمام يفضل تنشيف الجسم بلطف وبشكل غير تام، مع استعمال الكريمات المطرية بعدها مباشرة. 5 تحديد أي بؤرة التهابية في الجلد وعلاجها باكراً.. 6 إذا لاحظت أن هناك نوعاً معيناً من الأطعمة قد تثير المرض «الأطعمة المعروفة عادة هي البيض، الحليب، المكسرات، الشوفان، الأطعمة البحرية» حاول القيام بما يلي: تجنب الطعام الذي تعتقد أنه أدى إلى إثارة المرض لمدة أسبوع، فإذا حصلت على تحسن أعد تناول الغذاء نفسه وراقب إذا حصل «حكة أو احمرار» خلال الساعات القليلة التالية. ويمكن أن يكون هذا دليلاً لوجود تحسس من هذا النوع من الطعام وبالتالي يفضل تجنبه ومن المفيد أن نذكر انه يفضل عدم محاولة تجنب مجموعة متعددة من الأطعمة في نفس الوقت لأن التحسس لأكثر من طعام واحد أمر قليل الحدوث كما أن التوقف عن تناول هذه الأطعمة قد يكون مضراً للطفل في مرحلة النمو هذه التي هو بحاجة لتغذية جيدة خلالها. والجدير ذكره أن التحسس للطعام عند الأطفال أمر قليل الحدوث. قص الأظافر بشكل متكرر للحفاظ عليها قصيرة ما أمكن لمنع الحكة. تجنب فرو الحيوانات والألعاب التي يدخل الفرو في تراكيبها. غسل الغرفة والسجاد والفراش بشكل متكرر واستخدام الأنسجة القطنية في أغطية الوسائد ومن المفضل نزع السجاد في غرف النوم. التفكير دوماً بالعوامل النفسية المحيطة بالطفل ومحاولة العمل على إزالتها وتخصيص جزء من حياتك اليومية لمساعدة طفلك في التغلب على هذا المرض. *ما هي العلاجات المساعدة؟ المطريات: مثل الفازلين غير المعطر، الكريمات الأخرى المطرية، ويجب تطبيقها دوماً على جلد رطب ويفضل بعد الاستحمام مباشرة. ولا تعتبر الزيوت والمحاليل من العوامل المساعدة في الترطيب الجلدي. الكورتيزون الموضعي: يختار الأطباء هذا النوع من العلاج ذي التركيز الخفيف إلى المتوسط والذي لا يحمل مضاعفات جانبية عند استعماله تحت الإشراف الطبي. ويفضل الكثير من الأطباء الإقلال من تطبيق الكورتيزون الموضعي ما أمكن مع ظهور التحسن.. المضادات الحيوية: عن طريق الفم أو الموضعية قد تساعد في الإقلال من شدة المرض. مضادات الحكة: قليلاً ما تستعمل وقد تحدث بعض النعاس عند الأطفال. العلاج الضوئي: وبعض العلاجات المثبطة للمناعة في الحالات المتقدمة والمستعصية. متى نتوقع زوال المرض؟ الإجابة على هذا السؤال ليست بالأمر السهل، ويمكن القول بانه نسبة لا بأس بها من الأطفال يزول لديهم المرض في سن الدخول إلى المدرسة ومعظمهم عند البلوغ وتبقى نسبة ضئيلة قد يلازمها المرض حتى أعمار متقدمة من الحياة.