اجمع عدد من كبار دعاة الاسلام في ماليزيا على اهمية الدور الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الاسلام والمسلمين في ارجاء المعمورة شتى وخاصة في مجال دعم الانشطة الدعوية وتعريف المسلمين بصحيح الشريعة الاسلامية. واشاد دعاة ماليزيا خلال زيارتهم للمملكة بعطاء الملك فهد المفدى وجهوده لخدمة قضايا الامة الاسلامية التي تتضح في العديد من المعالم والصروح الاسلامية الضخمة مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ومصنع كسوة الكعبة، والتوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين. وفي السطور التالية نتعرف على واقع ومعوقات الدعوة الاسلامية في ماليزيا والمؤسسات الدعوية هناك، وكيفية تفعيل هذه المؤسسات من خلال التأهيل الشرعي لدعاتها باستطلاع رأي عدد من الدعاة الماليزيين. خدمة العقيدة في البداية اكد الشيخ غزالي شهاب الدين رئيس وفد دعاة ماليزيا ان حكومة خادم الحرمين الشريفين وما توليه من اهتمام بالاسلام والمسلمين في مختلف انحاء العالم يقدم المثل والقدوة ويجعل المملكة هي بالفعل زعيمة العالم الاسلامي، باعتبارها مهد الرسالة ومهبط الوحي وذات دور فاعل في خدمة العقيدة الاسلامية وجموع المسلمين. واضاف الشيخ غزالي ان جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مجال الاهتمام بالحج والحجاج جعلت من رحلة الحجاج الى المملكة رحلة سعيدة وآمنة للعبادة والتقرب الى الله، مشيراً الى ان التطور الهائل الذي تشهده المملكة يقدم الدليل علي ان الحضارة الاسلامية حضارة انسانية تقدر العلم والعلماء، وان الشريعة الاسلامية فيها صلاح الدنيا والآخرة، وهو الامر الذي جعل الرئيس الماليزي د. محاضير محمد يقول في اكثر من مناسبة ان المملكة العربية السعودية هي الرئيس والقدوة لكل بلاد المسلمين في جميع المجالات الدعوية والانسانية والتطور الاقتصادي والدور السياسي. الأخذ بوسائل العصر واوضح رئيس الدعاة الماليزيين ان النشاط الدعوي في ماليزيا يستفيد كثيراً من جهود وعطاءات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تقوم بها وزارة الشؤون السالامية والاوقاف والدعوة والارشاد للارتقاء بمستوى الدعاة في ماليزيا، وهو ما تطرق اليه معالي وزير الشؤون الاسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وكذلك الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة، اثناء لقائهما بالوفد الماليزي، وتأكيدهما اهمية دور الدعاة في التعريف بالاسلام الصحيح وبذل الجهد والتعاضد لتحقيق هذا الهدف بعيداً عن الخلافات والفروقات التي تشتت الجهود وتضر بالنشاط الدعوي، كذلك التأكيد على ضرورة الاخذ بوسائل العصر والاستفادة من دور النشر ووسائل الاعلام لتفعيل المناشط الدعوية والوصول بالدعوة الى جميع المسلمين في كل مكان. سطحية فهم الدين من ناحية اخرى تحدث الداعية الشيخ محمد عارفين محمد عارف عن ملامح النشاط الدعوي وواقعه في ماليزيا وابرز المؤسسات الدعوية فأكد ان في مقدمة المعوقات سطحية الفهم للدين وعلوم الشريعة، وانتشار كثير من البدع والخرافات ذات الدوافع العلمانية والوثنية، كذلك وجود اتجاهات تغلو في الدين من ناحية الفهم مثل القديانية والباطنية والبهائية في بعض ولايات ماليزيا. اما فيما يتعلق بالمؤسسات الدعوية، اضاف الشيخ عارفين: هناك كثير من الهيئات والجمعيات الاسلامية، الحكومية في كل ولاية في ماليزيا، بخلاف هيئات غير حكومية تعود الى ما قبل استقلال البلاد، وهذه الجمعيات غير الحكومية تخضع لوقاية الحكومة، وأدت دوراً كبيراً في تحقيق الاستقلال، ويقوم عليها دعاة ممن درسوا الاسلام في المملكة العربية السعودية ومصر.. الا ان ضعف الامكانيات المادية لجميع المؤسسات الدعوية يحول دون تحقيق التطلعات المنشودة. واشاد الشيخ عارفين بالدور الذي تبذله المملكة لدعم الانشطة الدعوية والاهتمام بأحوال المسلمين في داخل وخارج بلدان الاسلام، وفي مقدمتها طباعة وترجمة ملايين النسخ من المصحف الشريف بكل اللغات، ودعم الانشطة الدعوية واستقبال طلاب علوم الشريعة والفقه للدراسة بجامعات المملكة لحمل لواء الدعوة على اسس صحيحة في بلادهم بعد اتمام تعليمهم. تفعيل العمل الدعوي اما الشيخ نور ازامير بن الياس مسئول قسم الدعوة بولاية بوليس بماليزيا وعضو وفد الدعاة الماليزي فاشار الى ان واقع الدعوة الاسلامية في ماليزيا قبل الاستقلال يختلف بعض الشيء عن الوقت الراهن، حيث كان الهدف الرئيس في الماضي هو الحصول على اعتراف رسمي بالدين الاسلامي كدين رسمي معترف به في البلاد، وكان هذا الاساس دافعاً قوياً لتفعيل العمل الدعوي بين سكان ماليزيا المختلفين من ناحية الجنس والدين وقتها، وواجه النشاط الدعوي وقتها معوقات من قبل حكومة الاحتلال، اما الآن فالمؤسسات الدعوية منتشرة في جميع ارجاء ماليزيا منها هيئة الشؤون الاسلامية والمركز الاسلامي وجميعها تخضع للاشراف الحكومي، ومن ابرز اهداف هذه الهيئات الدعوية تنفيذ احكام الشريعة والعمل بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية. تأهيل الدعاة وحول سبل تفعيل العمل الدعوي في ماليزيا اضاف الشيخ نور ازامير أن ذلك يتحقق بتأهيل الدعاة والاستفادة من دعاة الدول الاسلامية الكبرى وفي مقدمتها المملكة، يلي ذلك تكثيف الجهود للتقريب بين المذاهب الاسلامية جميعها، والاهتمام بالتعليم الاسلامي في سن مبكرة وحتى مرحلة الجامعة. قواعد العمل الدعوي من جانبه اوضح الشيخ عبدالحليم بن عيسى الداعية الماليزي، ان التواصل بين دعاة الاسلام في ماليزيا وكبار العلماء في المملكة، يعطي دفعات قوية للنشاط الدعوي في بلادها مشيراً الى ان اللقاء الذي تم مع الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الاسلامية والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة، ارسى قواعد العمل الدعوي على اسس صحيحة تقترن بين العلم والعمل وتتفهم روح الشريعة الاسلامية وسماحتها وما تحمله من خير لكل الانسانية. تطبيق الشريعة واشار الشيخ عبدالحليم بن عيسى الى ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات، والاستفادة من الامكانيات الهائلة لمجمع الملك فهد للمصحف الشريف في توفير تراجم معاني القرآن الكريم بكل اللغات، باعتبارها من اهم الوسائل للتعريف بحقيقة الاسلام، مؤكداً ان جهود المملكة في هذا الصدد تأتي في المقدمة باعتبارها مهبط الوحي، وحاضنة بيت الله الحرام، وراعية الحجاج القادمين، من مختلف انحاء العالم. واضاف الشيخ ابن عيسى ان النهضة العلمية والتطور الهائل الذي تعيشه المملكة، يجعلها مؤهلة لقيادة العالم الاسلامي حضارياً في المستقبل على اساس من الشريعة الصحيحة التي لا غلو فيها او انحراف، مؤكداً ان تطبيق الشريعة الاسلامية في المملكة يحمي المنجزات العلمية والاقتصادية بسياج اخلاقي ويحول دون انهيار منظومة القيم والاخلاق الذي حدث في كثير من الدول الغنية في الغرب. مراحل وخطوات صعبة اما الشيخ أنوار حمزة بن طاهر «الداعية الماليزي» فيؤكد ان الدعوة الاسلامية في ماليزيا مرت بمراحل صعبة للغاية ابان فترة الاحتلال البريطاني، للحصول على اعتراف بالدين الاسلامي كدين رسمي في ماليزيا، وهذا الوضع الصعب اثر كثيراً في عمل المؤسسات الدعوية القائمة حالياً وقدراتها سواء المؤسسات الحكومية او غير الحكومية، بسبب ضعف القدرات المالية لهذه المؤسسات، والافتقار الى وجود الدعاة والعلماء المؤهلين للقيام بمهام الدعوة على اسس صحيحة. ويضيف الشيخ بن طاهر ان تأهيل الدعاة وتحقيق التواصل مع بلاد العالم الاسلامي ولاسيما المملكة، اصبح ضرورة لتفعيل النشاط الدعوي القائم على الفهم الصحيح للشريعة الاسلامية وكيفية العمل بها وفق قضايا وظروف العصر الذي نعيشه، مشيراً في هذا الى الاهمية الكبيرة للالتقاء مع قيادات العمل الاسلامي بالمملكة، واستفادة دعاة ماليزيا من مثل هذه اللقاءات بخلاف ما تم الاتفاق عليها في مجال تأهيل الدعاة وتبادل الآراء. حمل مسؤولية الدعوة في حين اشار الداعية الماليزي الشيخ فضل مختارإلى ان الامكانات الكبيرة للمملكة في مجال خدمة الدعوة الاسلامية يمكن ان تفيد كثيراً في تأهيل دعاة ماليزيا وغيرها من الدول الاسلامية وليس ادل على ذلك من مجمع الملك فهد الذي يستطيع ان يلبي احتياجات المسلمين في جميع انحاء العالم من المصاحف وترجمات معانيها بكل اللغات، كذلك الجامعات الاسلامية وعلماء المملكة الذين يجب التواصل معهم كمؤسسات وافراد لمضاعفة عدد الدعاة المؤهلين لحمل مسئولية الدعوة في مختلف انحاء العالم وليس ماليزيا فقط. واضاف الشيخ مختار، ان جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مجال الدعوة اثمرت الكثير، ولاسيما في ماليزيا التي تشهد الدعوة بها اطراداً ملحوظاً نتمنى ان يتضاعف في المستقبل من خلال توثيق التعاون والاتصالات بين القيادات الاسلامية في البلدين لما فيه خير الاسلام والمسلمين.