قال المدير الجديد لوكالة الطاقة الدولية ان منظمة البلدان المصدرة للبترول «اوبك» قد يكون لديها ما يكفي من الطاقة الانتاجية الفائضة التي تقي الدول المستهلكة الحاجة إلى السحب من احتياطياتها الاستراتيجية اذا اندلعت حرب في العراق. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود ماندل لرويترز في مقابلة هذا الاسبوع انه يأمل ان تتمكن اوبك من احتواء اثر توقف صادرات النفط العراقية ومنع حدوث ارتفاع كبير اخر في اسعار النفط قد يلحق الضرر باقتصاديات الدول المستهلكة. واضاف انه اذا لم تتمكن اوبك من ذلك فالوكالة مستعدة لان تأمر«خلال ساعات» بسحب كميات من المخزونات الضخمة التي يتم الاحتفاظ بها لحالات الطوارىء لحماية امن امدادات الطاقة في بلدان مثل الولاياتالمتحدة والمانيا واليابان. وتقوم الوكالة بدور استشاري لست وعشرين من الدول الصناعية. وقال ماندل انه يتوقع ان تزيد اوبك الانتاج مقتربة من كامل طاقتها الانتاجيةاذا ادى هجوم تشنه واشنطن على العراق إلى وقف الصادرات العراقية التي تقرب من مليوني برميل في اليوم إلى السوق العالمية التي تستوعب 40 مليون برميل في اليوم. واضاف: نحن نتوقع ان يتم ذلك ولن يكون علينا ان نبحث احتمال وجود نقص وضرورة اتخاذ اجراء ما الا اذا لم يتم ذلك او اذا تم بصورة غير كافية. وتابع: نحن على اتصال وثيق بالدول المنتجة الرئيسية وعندما يتعين علينا ان نتخذ قرارا سنضع في اعتبارنا تقديراتنا الاخيرة لطاقتها الانتاجية الفائضة وما اذا كانت ستسد النقص ام لا. وتتراوح الطاقة الانتاجية الفائضة لدى اوبك بين 2 و5 ،2 مليون برميل في اليوم معظمها لدى السعودية. وقد تعاني الدول الصناعية الاعضاء في وكالة الطاقة الدولية من انتكاسة شديدة للانتعاش الاقتصادي اذا صعدت اسعار النفط إلى ما يزيد على 40 دولارا للبرميل كما حدث ابان ازمة وحرب الخليج عامي 1990 و1991 على الرغم من انها الان قرب اعلى مستوياتها منذ عامين عند 35 دولارا للبرميل. وكانت الوكالة انشئت عام 1974 لحماية الغرب بعد الحظر النفطي العربي خلال حرب الشرق الاوسط عام 1973 وهي تقتضي من الدول الاعضاء الاحتفاظ بمخزونات تعادل استهلاك 90 يوما على الاقل. ويبلغ حجم المخزونات الان استهلاك 114 يوما وهو ما يكفي لسد اي نقص في الامدادات قد ينتج عن الحرب ما لم يطل الصراع لفترة تتجاوز تقديرات معظم المحللين العسكريين الغربيين. وقال ماندل ان الوكالة لم تضع تقديرا اوليا بخصوص احتمال الحاجة إلى السحب من المخزونات في حالة اندلاع حرب ولن تتخذ مثل هذا القرار الا في حالة توقف الصادرات العراقية فعليا. واضاف: سننتظر تعطل الامدادات ونحن قادرون في هذه الحالة على التحرك خلال ساعات نحن مستعدون للتصدي لاي تعطل للامدادات ولدينا القدرة على ان نفعل ذلك بسرعة كبيرة. وجاءت تصريحاته في اعقاب تصريحات اخيرة من السعودية تشير إلى ان الرياض لا تتوقع ان تسحب وكالة الطاقة الدولية من المخزونات وهي خطوة لم تتكرر منذ عام 1991عندما سحبت الدول الصناعية من المخزونات بعد غزو العراق للكويت. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي في أبو ظبي في بداية الاسبوع ان المناقشات مع الدول المستهلكة اقنعت تلك الدول بالثقة في قدرة اوبك على سد أي عجز دون اللجوء إلى السحب من الاحتياطيات. وتأمل اوبك التي تخشى من انهيار الاسعار بعد الحرب في اقناع وكالة الطاقةالدولية بعدم وجود حاجة للسحب من المخزونات ما لم يتمكن العراق بصورة غيرمتوقعة من الحاق اضرار جسيمة بالمنشآت السعودية أو الكويتية. وقال كلاوس جاكوبي رئيس تخطيط الطوارئ في وكالة الطاقة الدولية سيكون اهم شيء هو تقدير احتمال اتساع نطاق الحرب لتطول دولا اخرى. ولما كان من الصعب على الدوام تقدير العوامل الاساسية في سوق النفط العالمية فالقرار دقيق بالنسبة لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا. وقال ماندل ان العوامل التي يتعين وضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرار كثيرة ومن بينها مدى الاضرار التي قد تلحق نتيجة للحرب بالمنشآت النفطية في العراق أو في دول مجاورة ومستوى القيادة في انتاج فنزويلا وحالة الطقس وتباطؤ معدلات الاستهلاك بعد ذروة الطلب في فصل الشتاء. وتنتج السعودية مزيدا من النفط بالفعل لتعويض النقص في انتاج فنزويلا التي تعطل جانب كبير من صادراتها بسبب اضراب مضى عليه شهران تسعى من خلاله المعارضة للاطاحة بالرئيس هوجو شافيز. ويرتفع انتاج فنزويلا بعد ان هبط في يناير كانون الثاني إلى ما دون 700 الف برميل في اليوم في المتوسط وهو ما يقل عن ربع انتاجها العادي. وقال ماندل ان وكالة الطاقة الدولية تتمتع بالمرونة التي تمكنها من مراجعة اي قرار بالسحب من المخزونات يوما بيوم. واضاف: قد يتعين علينا ان نتخذ قرارا في يوم ما ثم نتخذ قرارا مختلفا بعد ثمانية ايام مثلا بامكاننا ان نقيم الموقف من جديد كل يوم.