نعم: تكريم خادم الحرمين الشريفين.. تكريم للتعليم.. أقولها وأنا أقرأ نبأ تقديم «وسام الأليكسو» لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي حضر لأجله معالي المنجي بوسنينة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. نعم: إنه تكريم للتعليم في شخص خادم الحرمين الشريفين.. باعتباره أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية.. بعد أن أصبحت وزارة كاملة التشكيل.. وقد كانت قبل ذلك موجودة بمسمى «مديرية المعارف».. فواصل وزير المعارف «الأمير فهد بن عبدالعزيز» ما بدأه المربون الأولون.. ودفع بأنظمة الوزارة إلى الأمام.. هنا: يجدر بنا التوقف قليلاً حول معاني التكريم.. فقد كانت لهذه البلاد «حرسها الله» منجزات في السياسة.. وكانت لها منجزات في الاقتصاد.. لكن منجزاتها في التعليم لا تقل أهمية عن تلك.. كيف لا: والسياسة التعليمية التي وضعت منذ أكثر من ثلاث وثلاثين سنة لا تزال حية طرية كأنما وضعت اليوم.. كيف لا: والتميز في التعليم غير المختلط يثبت نجاحه يوماً بعد يوم.. وعاماً بعد عام.. كيف لا: والاكتفاء بالمعلمين الوطنيين كاد يبلغ مئة في المئة.. كيف لا: ومناهج هذه البلاد «حرسها الله» قادرة على بناء شخصية الطالب المسلم.. ويبقى مع المدرسة دور البيت والمسجد والإعلام والمجتمع.. لتكتمل الرسالة.. وتكتمل الصورة.. فبناء الطالب ليس مقصوراً على المدرسة.. خاصة.. في هذا الزمان الذي تعددت فيه مصادر التأثير.. وتبقى الرسالة الأسمى.. والمطلب الأعلى.. بمناسبة هذا التكريم.. أن نقرن التربية بالتعليم.. وأن نهتم ببناء الشخصية قبل التحصيل الدراسي.. وأن نعد للحياة.. قبل أن نعد للوظيفة.. وهي رسالة أثق أن التربويين يتبنونها.. ويأملون تضافر جهود المجتمع لتحقيقها.. وما الحوارات في الندوة التاريخية «ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع» إلا خير شاهد.. والله الموفق،،،