المكرم سعادة الاستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد استثارني الامير الشاعر «بدر بن عبدالمحسن» في رائعته التي نشرتموها قبل فترة: يا سيدي هبت وثور لها غبار لا شك خشم العان باقي محله ولو كنت شاعراً لعارضتها واستغرب ان الشعراء لم يوافقوها سواء بالفصحى - وهي الاولى - او العامية! اذ انه - وفقه الله للخير - اختزل فيها كثيراً من الاحداث بجمل ومعان سامقة حقيقية بالمداخلة والمماحكة.وأما القصيدة فقد أكد الشاعر فيها على ثبات ورسوخ التلاحم الوطني الذي أساسه الاخوة الاسلامية المنبثقة من العقيدة الاسلامية، وان ما يثار من زوابع اعلامية مجحفة بحق المملكة العربية السعودية انما هي زوابع مثيرة للغبار، قد تقصر مدى الرؤية لكنها تنجلي - باذن الله - ويظل الطريق سالكاً! ثم انه انحى باللائمة على الذين هرولوا فركبوا موجة العداء وخاصة ممن هم في مقام الاهل والعشيرة، واستقصدوا - بطريق مباشر او غير مباشر - شعب هذه البلاد وقادتها، وعلمائها فقال عنهم في معنى عقدي واضح: لي ملة ما تعرف ظروف واعذار ترى العذر عن ملة الحق ملة قلت: لان حقيقة العداء للمملكة انما هو لارتباطها الوثيق بالعقيدة الاسلامية ومبائها الثابتة من قضايا المسلمين سواء العربية منها او غير العربية. والصورة نفسها تتكرر عندما قامت الدولة السعودية الاولى بعد اتفاق الدرعية المبارك عام 1157ه الذي تم بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - والامير محمد بن سعود - رحمه الله - فقد كان العداء للدولة من قبل المناوئين لها بسبب ارتباطها بالدعوة والدفاع عن العقيدة الصحيحة التي قام بها المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب غفر الله له وجزاه الله عن امة الاسلام خيراً. فقد كان هناك انصهار بين الدعوة والدولة، فعدو الدولة عدو الدعوة، وعدو الدعوة عدو الدولة! وهو على أي حالة عداء مستحكم بين دعاة الحق ودعاة الباطل في كل زمان. ثم ان هذا العداء وسام نعتز به كما انه لا يضيرنا ولا ينقصنا بل يزيدنا شرفاً وتمسكا بالحق الذي نحن عليه، فانه مهما اجلب الباطل بخيله ورجله وهملج بدعاياته فان الحق يزداد سطوعا واشراقا، ويزداد اهله ثباتا عليه ودفاعا عنه! واما هؤلاء المهرولون في صف الاعداء فانهم بركضهم هذا خسروا وداً ولم يكسبوا حمداً. فانهم ان ضحوا بالصديق القريب والاخ في العقيدة والنسب فانهم ما كسبوا مقابل هذه التضحية تقديرا ممن ضحوا لاجلهم!! فهم كمن قال الله تعالى عنهم:{أٍولّئٌكّ الذينّ اشًتّرّوٍا الضَّلالّةّ بٌالًهٍدّى" فّمّا رّبٌحّت تٌَجّارّتٍهٍمً وّمّا كّانٍوا مٍهًتّدٌينّ} فلا المهرول اليه قدر هذا، ولا المهرول عنه شعر بهذا. وعلى كل حال يبقى السنام سناماً والغارب غارباً، وانما الدية على العاقلة! ثم ألمح الامير- وفقه الله للخير - الى الخير العظيم الذي كتبه الله على يد الملك عبدالعزيز - بعد توفيق الله - وما قام به من جهد كبير لجمع شتات البلاد المترامية الاطراف في دولة واحدة بعد ان كانت كما قال:«كل نخلتين دولة مستقلة». وهذا هو الشاهد الذي دعاني الى كتابة هذه الرسالة اليكم، اذ انني طلبت من طلابي في الصف السادس الابتدائي وبعد ان درسنا تاريخ الملك عبدالعزيز طلبت منهم - ودون اعداد مسبق - كتابة رسالة الى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فكان ان اخترت منها هذه الرسائل التي ترونها أمامكم كتبها الطلاب بشفافية صادقة عبروا فيها عن مكنوناتهم تجاه الوالد المؤسس جزاه الله عنا خيراً، وتفاعلت معها بمقدمة كتبتها - والله - بمشاعر دافقة. ولان هذه المقدمة، وتلكم الرسائل تتفاعل مع قصيدة الامير بدر ولكن هناك من لا يقدر هذه النعمة التي نعيشها وكيف اصبح الناس بنعمة الله اخواناً، متآلفي القلوب، متحدي المشاعر، في ظل دولة ثابتة البنيان، عزيزة السلطان، آمنة الارجاء، تحكمها شريعة الله وتؤالفها الاخوة الاسلامية، وتحوطها عناية الرحمن. ولقد عز على الاعداء ان يروا هذه الدولة بهذه المكانة العالية تتفيأ ظلال الامن والاستقرار الذي هو نتيجة طبيعية لتحكيم شرع الله، فكان أن بحث الاعداء عن سلبيات ابرزوها واغفلوا عمداً هذا الخير العظيم، وذلك رغبة منهم في ايغار الصدور، وتفريق الصف وزرع بذرة الخلاف والشقاق.. لكنهم لن يستطيعوا - ان شاء الله - ان يدخلوا من هذا الباب، فان شعباً عرف نعمة الله التي حباه بها والتي اهمها واجلها نعمة الايمان والامن في الاوطان، لن يقبل مساومة على هذا الخير، فانه ليس بعد الحق الا الضلال، وليس بعد الخير الا الشر، وليس بعد الامن الا الخوف.وانني بهذه المناسبة احذر من دعوات ترسل من أبواق مشبوهة القصد منها اثارة الشبه، والدعوة الى اختلاف الكلمة، وتفريق الصف.. فانه يجب وفي هذا الوقت بالذات زيادة التلاحم، وتراص الصفوف، واجتماع الكلمة. كما اننا ننبذ ونحتقر كل شخص من اهل هذا البلد المبارك يكون عوناً للاعداء على تفريق الامة وخلخلة الصف، فاننا امرنا ان نناصح من ولاه الله امرنا، لا أن ننابذهم. ومما أعجبني في رائعة الامير قوله: فينا عيوب ومن بلا عيوب ما صار من فيهم الكامل ترى الكامل الله وقوله: اقطار كنا ويا ترى وش ه الاقطار كل نخلتين دولة مستقلة وقوله: العمل يشفي غل وافين الاشبار والا الردي يشفي من الحكي غلة