سبحان الذي كتب الآجال وقدر الاقدار، جعل الموت راحة لعباده الابرار القائل في كتابه الكريم: { فّإذّا جّّاءّ أّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ } والقائل {إنَّ الذٌينّ قّالٍوا رّبٍَنّا اللهٍ ثٍمَّ اسًتّقّامٍوا تّتّنّزَّلٍ عّلّيًهٌمٍ المّلائٌكّةٍ أّلاَّ تّخّافٍوا وّلا تّحًزّنٍوا وّأّبًشٌرٍوا بٌالًجّنَّةٌ الّتٌي كٍنتٍمً تٍوعّدٍونّ (30) نّحًنٍ أّوًلّيّاؤٍكٍمً فٌي الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّفٌي الآخٌرّةٌ وّلّكٍمً فٌيهّا مّا تّشًتّهٌي أّنفٍسٍكٍمً وّلّكٍمً فٌيهّا مّا تّدَّعٍونّ } . ولكنها حكمة الله وارادته ومشيئته نافذة ولا راد لقضائه. فكم هي اللحظات المحزنة والمفجعة في هذه الحياة؟ وكم هي المواقف المؤثرة في هذه الدنيا؟ دنيا الاحزان والتعب والشقاء غير ان اشدها وقعا وأكبرها تأثيراً هي لحظات فراق الاحباب ووداع الاصحاب. فلكم اثارت من شجون وارقت من جفون لاسيما فقد الاحبة وفراق الاعزة. فكم هو شديد الوقع على النفوس خبره، عند فراق الاحبة يجتمع الرضا والحزن. الفجيعة والعزاء، غير ان المؤمن يسلم لله امره ويرضى بقضائه وقدره خيره وشره.. حلوه ومره ويقول {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} ... وقد فجعت بخبر عز علي مسمعه واثر في نفسي موقعه، خبر هز الآذان والوجدان واذرفت العيون دموعاً ذلكم هو نبأ وفاة اخي وصديقي وحبيبي وابن عمي الملازم اول عبدالرحمن بن عبدالله بن شداد المطيري وزوجته اثر حادث مروري أليم «رحمهما الله»- فماذا عسى ان يكتب القلم او ينطق اللسان عما يدور في الخاطر من احاسيس ومشاعر فياضة تجاه من احب؟ مصابنا فيك يا عبدالرحمن وزوجتك عظيم، وخطبنا بفراقكما جلل. ولقد كان رحمه الله من اعز الاصدقاء على نفسي وقد عاشرته عدة سنوات وكان رحمه الله مثالا للصدق والخلق الرفيع يحبه الناس ويرحم الصغير والكبير ويحمل من رضا والديه عليه الشيء الكثير وكان عطوفاً ودوداً رحوماً. رحلت يا عبدالرحمن وتركت مكاناً وفراغاً كبيرين لن تملؤه السنون مهما تعاقبت الايام والشهور!!.. واخيراً وليس آخرا لانقول الا كما قال عليه الصلاة والسلام:« ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون» و «انا على فراقك يا عبدالرحمن لمحزونون». لا جرم انه لحزن تتفطر له القلوب ولكننا بقضاء ربنا مؤمنون. ومالم اسطره من افضال اخي عبدالرحمن فانه مكنون في القلوب منقوش في الصدور ولا تحتمله السطور. واحسن الله عزاءنا جميعا وجبر مصابنا وغفر لموتانا، وادخلهما فسيح جناته وجعل لهما مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. لله ما أخذ ولله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى. {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.