إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا شوقي خياط لمحزونون، تتعجب لبعض أمور الحياة حين تتأملها ومنها توالد أحزان وآلام تقتل ساعات الفرح. بالماضي القريب تلقينا خبر وفاتك يا شوقي من أرض اسبانيا، حيث كنت في رحلة عمل، وبالماضي البعيد منذ نحو عشرين عاما تلقينا خبر تعرضك لحادث سير وعلى إثره أصبحت معاقا، يا الله ما أقساها من لحظات ولكننا نحمد الله أن وجدنا فيك الرضا بقضاء الله وقدره والصبر على إرادة الله، فكان العلم نظريا محفوظا ولكن التطبيق في حاجة إلى أفذاذ. ويوم علمت الناس مؤخرا بمفارقتك الدنيا وما فيها، وانتقالك إلى رحاب الله كانوا بين مصدق ومكذب وبين متقبل ومستنكر لفراقك يا شوقي. الكل أحباب لك، القريب والبعيد والصديق والرفيق، ملأهم الأسى وهم يودعونك، توافد الأحباب لتوديعك وإلقاء النظرة الأخيرة إلى وجه حبيبهم شوقي الابن البار والأخ الودود والأب الحنون والقريب المحبوب والصديق الوفي والزميل محموم القلب، دفنت بجوار والدك وأصبحت ضيفا من ضيوف الله وصارت الناس تدعو لك من أعماق قلبها بالرحمة وبالفردوس الأعلى من الجنة. أقبل أحبابك مسرعين للعزاء وعجزت العيون أن تصدق أعداد محبيك، الناس جميعا تدعو لك بالمغفرة وتهلل وتردد «إنا لله وإنا إليه راجعون». اللهم يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين إن عبدك شوقي قد أفضى إليك وانتقل إلى جوارك فأحسن وفادته وارحم ضعفه واجعل ما أصابه رفعة في درجاته ومحوا لسيئاته ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وألهمنا الصبر والسلوان «إنا لله وإنا إليه راجعون». منير عبدالرحمن خياط (جدة)