قامت «شواطئ» برحلة قنص برية في ربوع صحاري منطقة حائل الخلابة وكانت هذه الرحلة الخاصة مع عدد من هواة القنص بالصقور الذين تحدثوا لنا عن عشقهم لقنص طيور «الحبارى» بواسطة الصقور وتحدثوا لنا عن انواع واسعار الصقور وبعض المواقف التي تعرضوا لها فإليكم ما دار في هذه الرحلة.. يقول عبدالله العريفي وهو من قدامى الصقارين بالمنطقة حيث بدأ القنص بالطيور منذ عام 1380ه وكان القنص يتم على الأرجل او الجمال لكون وسائل النقل حينها قليلة والحبارى والارانب كثيرة جدا في ذلك الزمان لاتحتاج الى تعب او ارهاق حتى امتلكت سيارة فورد موديل 59 وواصلت القنص حتى ساعتنا الحاضرة ولله الحمد. ويشاركه الحديث حمود الخزعل وهو من قدامى الصقاقير ايضا وعمره الآن 69 عاما وما زال يمارس هذه الهواية فقال: هناك فرق شاسع جدا بين الماضي والحاضر ففي الوقت الماضي السيارات قليلة ووسائل التطور لاتوجد ايضا كما أن الصقارين معروفون ويعدون بالاصابع اما الآن سيارات جديدة واجهزة مكالمات واجهزة تحديد مواقع والصغير والكبير تراه يمتلك طيراً الا ان الماضي افضل بسبب توافر الصيد. اما نواف متعب الهديب فيقول ان هناك ملاحظات على بعض الصقاقير الذين يستخدمون السلاح لصيد الحبارى مهدرين جهود زملائهم الذين تعبوا في قرنسة الطيور صيفا وخسروا في ذلك المال والجهد رغبة منهم في الاستمتاع بالصيد ليتفاجأوا بأن هناك من يحرمهم هذه المتعة بسبب طلق طائش لا يحسب له حساب وهذه دعوة لجميع الصقاقير بأن يتعاونوا على منع من يفعل ذلك ويضرب المثل بأن هناك احد زملائه وجد حبارى وهو يحمل سلاحاً ولا يحمل طيراً فاتصل عبر جهاز المكالمات بان لديه حبارى من يريدها فليتجه اليه عبر جهاز تحديد المواقع وبالفعل جاءوه واصطادها شاكرا مقدرا له صنيعه وهذا العمل يشكر عليه فاعله وهو من شيم الرجال. ويقول فهد العريفي احد اكبر تجار الطيور في حائل بأن افضل هذه الطيور الحرار المطلوبة المرغوبة بين الناس واسعار الطيور متفاوتة فالحرار مابين خمسة الاف وعشرة آلاف الشياهين البحرية مابين ثمانية الاف وعشرون الف ريال الشياهين الجبلية من الف الى الفين وخمسمائة اما الوكارى من الف وخمسمائة الى ثلاثة آلاف وزبائننا من داخل المنطقة وخارجها وهناك اقبال لا بأس به من فئة الشباب لإحياء هذه الرياضة العربية الاصيلة. ويؤكد محمد النفيسة ان منطقة حائل وخاصة في فصل الشتاء الذي ينزل فيه المطر بإذن الله وتغير الارض لونها الى الاخضر، تشتهر بمواقع جميلة تتكاثر فيها الطيور المهاجرة مثل طير الحبارى الشهير وطيور السمان التي تكون مقصداً لكل صقار يحمل في يده الطيور «الصقر» وطير الحبارى الذي يسمى فيه الذكر «الخرب» والأنثى تسمى «الدجاجة» ويقول فيه الشاعر: ياهدو الاشقر اللي فيه مسباقي لا شافه الخرب جوه يختلف لونه وكذلك طيور السمقان المقصد الثاني لهواة الصيد بالصقر وهذا يأتي بعد انتهاء الوقت المحدد لهجرة طير الحبارى اما طيور القطاء والقميري المهاجرة كذلك فلها عشاقها ويستخدم في صيدها السلاح الهوائي او البنادق. ويقول فهد مرضي الشمري إن الصقارين يدفعون المال والجهد ولا يأخذون الا الترويح عن النفس ومعرفة الرجال ويكفيك بأن الصقار يتعرض طيره لأمراض عدة يعرفها صاحب الطير يضطر البعض منهم ان يعالج طيره في مستشفى متخصص وهذه دعوة لاصحاب الاموال لفتح مستشفى لعلاج الطيور بمنطقة حائل لأنه لا يوجد مستشفى متخصص الا بالرياض. ويؤكد نايف العقيلي أن وقت بداية المقناص في 1/ديسمبر من كل عام الذي يصادف دخول ايام المربعانية المشهورة ببرودة الاجواء فيها وتبدأ رحلة القناص بعد طلوع الشمس بقليل حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا ثم يتوقف لأخذ قسط من الراحة وتأدية صلاة الظهر وتناول وجبة خفيفة وفنجال من القهوة والشاي ثم يواصل البحث حتى صلاة العصر ثم يواصل حتى قبيل غروب الشمس بقليل ليتوقف لدعاء الطير واعلافه اذا كان الطير لم يوفق في هذا اليوم بصيد احد طيور الحبارى اما اذا كان الطير قد اصطاد مثل ذلك فإنه يكون قد علف ويعفى من الاعلاف في ذلك اليوم. ويقول منصور مزيد التريباني وفهد صالح الضبعان بأننا ننتهزها فرصة لنوجه النداء للاخوة في بلدية حائل لوضع سوق متخصص لبيع وشراء الطيور اسوة بالمناطق الاخرى لكون المكان الحالي الصغير الواقع في سوق الابل والغنم صغيراً ومتسخاً ولا يصلح نهائيا لأنه يجمع الابل والغنم وجميع انواع الطيور والامل بالله ثم بالبلدية لتنفيذ هذا المطلب. ويتفق ناصر الفرهود وخليف القعيميل وحسان العريفي على أن الصقار يتعرض لمواقف مختلفة منها السعيد وهو عندما يوفقه الله تعالى او يوفق زملاءه بصيد الحبارى، والمحزن عندما يتعرض هو او احد زملائه بفقد طيره لأي سبب من الاسباب والطريف ما يحدث من مواقف طريفة له او لاحد زملائه وهذا ما يميز هذه الرياضة الرجولية المحببة. ويقول رشيد الرشيدي، وسعود الصعيدي، ويحيى المسطح، ومشعل الموسى، وعواد بداي وجمال الرشيدي وفايز الحسن وعبدالعزيز اليعقوب وابو عبده إن هذه الهواية لها عشاقها وجمهورها والشخص الذي يتابع هذه الرياضة لايمل منها لأننا نرى أن هناك اشخاصاً يسافرون ويتعبون فقط لإشباع غرائزهم وهم لا يملكون طيوراً لمشاهدة الطير وهو يصطاد الحبارى او السمقان وهذا دليل على حلاوة هذه الرياضة.