لقي شخصان مصرعهما وأصيب 30 آخرون على الأقل في مواجهات اندلعت يوم «الجمعة» في مدينة كاراكاس بين معارضي ومؤيدي الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز، حيث تزداد الأحداث سخونة مع توقعات بتصعيد أكثر فيما تضمحل قدرة البلاد على انتاج النفط. وتحدث شافيز عن قرب وصول عمال من الجزائر وعدة دول أخرى لضمان تدفق النفط. وأكد مسئولون حكوميون أن شخصين لقيا مصرعهما بالرصاص فيما أصيب ستة أشخاص آخرين بطلقات نارية وتم نقل سبعين شخصاً إلى المستشفيات للعلاج من مشاكل في التنفس بعد تعرضهم للقنابل المسيلة للدموع. ووقعت المواجهات في اليوم الثالث والثلاثين على حدوث إضراب وطني دعت إليه المعارضة بهدف الاطاحة بشافيز. واحتشد عشرات الآلاف من أعضاء المعارضة من مختلف أنحاء العاصمة أمام أكبر قاعدة عسكرية في البلاد للمطالبة باستقالة شافيز وحثوا الجيش على الانضمام إلى معركتهم ضد الرئيس. واحتشد على مقربة عدة مئات من أنصار شاز. وتحركت الشرطة العسكرية لفض المظاهرة وبدأ المتظاهرون بإلقاء الزجاجات والحجارة والمقذوفات النارية. وعندئذ أطلق الضباط الغازات المسيلة للدموع التي خيمت على تلك المنطقة من العاصمة بالقرب من القاعدة العسكرية بينما سقط بعض المتظاهرين في الحدائق من تأثير الغازات وفر آخرون من المكان. واندلعت المظاهرة في نفس اليوم الذي نفت فيه المعارضة الشائعات بأن حدة الاضراب بدأت في التراجع. وتعهد الزعيم النقابي ألفريدو راموس بأن الشعب سوف يظل في الشوارع حتى يتنحى شافيز. وذكر بيان للمعارضة «أن الإضراب حاليا صار أقوى من بدايته وسوف يتعزز في الأيام المقبلة». وذكر دبلوماسيون في كاراكاس أن الإضراب الذي عطَّل صناعة النفط المهمة في البلاد قد تسبب في الوقت ذاته في نقص الوقود في سبع دول في منطقة الكاريبي على الأقل. وأشار المبعوثون إلى أن نقص الوقود يحدث في جاميكا وهاييتي وترينداد وتوباجو وكوبا وجمهورية الدومينيكان وجويانا وباربيدوس. وأسفر الاضراب عن ارتفاع أسعار النفط في مختلف أنحاء العالم بسبب تراجع حكم المعروض. وذكر معهد النفط الامريكي أن كمية النفط المتوافرة انخفضت بنسبة 11 بالمئة عن مستوياتها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ولم يؤد الإضراب، الذي تدعو المعارضة من خلاله إلى استقالة شافيز أو عقد استفتاء حول ما إذا كان يتعين عليه أن يظل في منصبه، إلى تضرر صناعة النفط في فنزويلا التي تعد خامس أكبر منتج للنفط الخام في العالم فحسب، بل نجم أيضا عن حدوث أزمة غذائية.ولكن شافيز تعهد بتطبيع سريع في إنتاج النفط الفنزويلي، الذي كان يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً قبل حدوث الإضراب الذي بدأ يوم الثاني من كانون الأول ديسمبر. وقد قررت حكومة شافيز الاستعانة بعاملين أجانب من الجزائر وربما من الهند والفلبين لوضع نهاية لاضراب مستمر منذ 33 يوماً ينظِّمه معارضو الرئيس هوجو شافيز.وقال شافيز للصحفيين في قصر الرئاسة «نتوقع وصول وفد يضم أكثر من 20 فرداً من الجزائر خلال الساعات القادمة. وستصل أيضا أطقم لقيادة الناقلات وبعض الخبراء في شؤون الطاقة وعمليات التكرير والانتاج.». وفي الوقت ذاته، قام السكرتير العام لمنظمة الدول الامريكية سيزار جافيريا بزيارة لفنزويلا بعد بدء جولة ثالثة من المفاوضات بين ممثلين عن المعارضة وحكومة شافيز يوم «الخميس». ولكن كارلوس أورتيجا زعيم النقابة والمعارضة أعرب عن شكه في أن جهود جافيريا ستحقق نجاحاً وظل على تمسكه باستمرار الاضراب قائلا «إن فنزويلا تقترب أكثر وأكثر من الدمار بسبب تشدد شافيز وعدم رؤيته». وأضاف قائلا «إن الحكومة شارفت على الموت». ورغم الاضراب، يحتفظ شافيز صاحب الشعبية الذي فاز مرتين بالانتخابات الديموقراطية بقاعدة تأييد قوية بين الفقراء في فنزويلا