إن اختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م، يفخر به كل مواطن سعودي والناظر ومن خلال اجتماع لمجلس الوزراء، تم الاطلاع على مختلف أوجه النشاط والبرامج التي أعدتها مختلف القطاعات الحكومية، والأهلية للاحتفال بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية مع بداية الألفية الثالثة، وقد حث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه على إثراء هذه المناسبة بكافة المعطيات، وخاصة الجانب الثقافي، بوصفه أحد منجزات هذا الوطن العزيز، مع المحافظة على هويتنا الإسلامية والعربية، التي تعد ركيزة لكل تطور تنموي لهذا الوطن، وهذا الاهتمام ليس بغريب على حكومتنا الرشيدة، حيث تسعى دائماً للرقي بالمملكة إلى أعلى مصاف الدول في جميع النواحي. ولقد جاء هذا الاختيار لمدينة الرياض لتصبح عاصمة للثقافة العربية، أمر طبيعي للعطاء المميز في جميع المجالات، سواء التطور العمراني، أو الرياضي، أو الثقافي، هذا كله عرفه الناس من خلال مشاركة هذا الوطن في المحافل الرياضية، واقامة المعارض الخارجية في أغلب دول العالم، وجاءت رعاية أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله لهذه المناسبة قبل أيام لحضور افتتاح حفل مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية، الذي جاء متزامناً مع احتفالات المملكة العربية السعودية بالسنة المئوية على توحيدها وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز ابن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، وهذا بلا شك يعطي دافعاً قوياً لابراز جهود الملك عبدالعزيز رحمه الله في توحيد هذا الوطن الغالي، ونشر الثقافة في كافة انحاء الوطن. وهذا التجمع الثقافي في مدينة الرياض، يرجع لجهود صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ، الذي كانت الثقافة هاجسه الأول، مشغوفاً بها، مشجعاً لروادها، ونحن الآن نجني ثمرة جهود الفقيد الغالي، فهو الذي تبنى هذا المشروع مع وزراء الثقافة العرب، ومع المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو ، الذي في رأيي يعتبر تكريماً لهذه المدينة، التي أصبحت من أرقى العواصم العالمية، وذلك للعناية الفائقة التي يوليها الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذه العاصمة، من التطور والأصالة في وقت واحد. لذا يجب علينا تفعيل واقعنا الحضاري والثقافي، والمعرفة والتعامل مع الثقافات الأخرى، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية والعربية والاسلامية، ونساهم بالانطباع الجيد الذي تملكه المملكة العربية السعودية في علاقاتها الطيبة مع الدول الأخرى,, هذا ودائماً على الخير نلتقي.