المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    منطقة العجائب    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    مكالمة السيتي    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    «سعود الطبية» تستقبل 750 طفلاً خديجاً    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    ستة ملايين عملية عبر «أبشر» في أكتوبر    لغز البيتكوين!    الله عليه أخضر عنيد    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    خامس أيام كأس نادي الصقور السعودي بحفر الباطن يشهد تنافس وإثارة    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وهي تعيش نشوة احتفالاتها بمئويتها الأولى
الأمير سلمان: اختيار الرياض عاصمة للثقافة جاء
نشر في الجزيرة يوم 24 - 01 - 2000

اكد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ان انتخاب الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م جاء وهي تعيش نشوة احتفالاتها بمئويتها الاولى وكلها استبشار بمستقبل زاهر على طريق التنمية والرخاء والاستقرار تحت ظلال راية التوحيد التي نستمد منها طاقاتنا على العمل والبذل والابداع ونحدد بها وجهة حركتنا في هذه الحياة.
وقال سموه خلال رعايته مساء امس للحفل الافتتاحي لبرامج ونشاطات اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م: اننا كعرب ومسلمين لا نرى في تيار الزمن المتدفق ارقاما صما او محطات بكما يتوقف الإنسان عندها يتأمل ويحتفل وانما الايام والسنون عندنا يخلف بعضها بعضا تأخذ قيمتها مما يصنع الانسان فيها من الخير الذي يحقق الهدف من استخلاف الله له في الارض.
وبيَّن سمو الامير سلمان خلال كلمته التي القاها في قاعة المؤتمرات الرئيسية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بمدينة الرياض ان عام ألفين ليست له مزية في الرقم الذي يحمله ونرجو ان تكون مزيته فيما يتحقق فيه من الخير لبني الانسانية كافة.
وفيما يلي نص كلمة سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز والتي القاها في حفل الافتتاح:
كلمة الأمير سلمان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على خير خلقه، المصطفى من رسله وعلى آله وصحبه أجمعين.
معالي مدير عام اليونسكو السيد/ كوتشيرو ماتشورا.
معالي مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
الاستاذ/ محمد الميلي.
اصحاب السمو اصحاب الفضيلة والمعالي ايها الاخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاتزال مملكتنا الحبيبة تعيش فرحة ذكرى مرور قرن من الزمان على اعادة توحيد كيانها الشامخ ولا تزال الرياض تذكر بافتخار وغبطة يوم ان وطئت قدما ابنها البار عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ترابها الزكي لتشرق عليها شمس غير التي غربت بالامس.
وبينما لاتزال الرياض في نشوة احتفالاتها بمئويتها الاولى، اذا بها تنتخب عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م لتتواصل افراحها وتتوالى مسيرتها المعطاء، وكلها استبشار بمستقبل زاهر على طريق التنمية والرخاء والاستقرار تحت ظلال راية التوحيد، التي نستمد منها طاقاتنا على العمل، والبذل والابداع، ونحدد بها وجهة حركتنا في هذه الحياة.
أيها الاخوة:
اود ان اعبر عن تقديري لما اطلعت عليه من افكار ومقترحات بناءة متنوعة تقدمت بها القطاعات والمؤسسات والشركات والجمعيات اضافة الى ما سوف يتم انجازه من برامج عربية هنا في الرياض او سعودية في الدول الشقيقة والصديقة، وما ستقوم به سفاراتنا في الخارج من عناية بهذا الحدث ليكون بحق موسما ثقافيا عربيا اسلاميا يجلو لشعوب العالم مقومات ثقافتنا ومنطلقاتها وتوجهاتها.
انا بوصفنا عربا ومسلمين لانرى في تيار الزمن المتدفق ارقاما صماً او محطات بكماً يتوقف الانسان عندها يتأمل ويحتفل، وانما الايام والسنون عندنا يخلف بعضها بعضا (لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا) تأخذ قيمتها مما يصنع الانسان فيها من الخير الذي يحقق الهدف من استخلاف الله له في هذه الارض.
لذا فإن عام الفين ليست له مزية في الرقم الذي يحمله، انما نرجو ان تكون مزيته فيما يتحقق فيه من الخير لبني الانسان كافة.
ايها الاخوة:
انتهز هذه الفرصة لاقدم لمنظمة اليونسكو، ولاصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في الدول العربية، وللمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ولجميع الهيئات والمنظمات المعنية خالص التقدير والامتنان على اختيار الرياض عاصمة ثقافية للعرب عام 2000م، وآمل ان يرى الجميع ان هذا الترشيح قد جاء في محله، وان يلمسوا بانفسهم مدى اسهام المملكة العربية السعودية في الحياة الثقافية.
كما اود ان اشكر الوزارات والهيئات والشركات والجمعيات والمؤسسات المشاركة في هذه المناسبة، وكذلك اعلام الثقافة ورواد العلم، والمؤسسات الاعلامية التي آمل ان تبرز هذا الحدث وتوليه ما يستحق من اهتمام، ليعرف العالم قدر ما حققناه بفضل الله من انجازات ثقافية متميزة تنطق بها: المؤسسات الثقافية والاجهزة الاعلامية، والصحف ودور النشر، والجوائز العالمية المختلفة في شتى ميادين العلوم والفنون والآداب، التي نعم بثمارها المواطنون وتلاميذ المدارس وشباب الجامعات.
كذلك اود ان اشكر اعضاء اللجنة العليا المشرفة على اعداد وتنفيذ برامج هذه المناسبة والامانة العامة المنبثقة عنها، وفرق العمل المساندة لها.
على ان دورا بعينه ينبغي علينا ان نذكره في غياب صاحبه، وهو الدور الذي قام به فقيدنا الغالي صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله حين تبنى هذا المشروع امام وزراء الثقافة العرب في الشارقة وها نحن اولاء اليوم نجني ثمرة جهوده جعلها الله في ميزان حسناته ثم جاء من بعده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه الامير نواف بن فيصل، يواصلان المسيرة والعطاء في رعاية الشباب والعناية بهم.
أيها الحفل الكريم,.
في ختام كلمتي هذه يسرني ان اعلن: باسم الله وعلى بركة الله انطلاقة برامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م .
وبهذه المناسبة ارجو من الاخوة اصحاب السمو والمعالي الوزراء وامراء المناطق وسفراء خادم الحرمين الشريفين في انحاء المعمورة والمسئولين في كافة القطاعات، ومجالس ادارات الشركات والمؤسسات، ان يسهم كل منهم في اغناء هذا الحدث بالفعاليات طوال العام وتوفير ما يحتاجه من عوامل النجاح، لانه حدث فريد لن يتكرر وهو فرصة لابراز الثقافة العربية السعودية المسلمة بكل معانيها السامية ووجوهها المشرقة، سائلا المولى الكريم ان يوفق سعينا، وان يبارك جهودنا وان يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني حفظهم الله وان يديم علينا نعمه، ويوفقنا الى شكرها، انه اكرم مسؤول.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد كان في استقبال الامير سلمان لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة العليا المنظمة لبرامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م واعضاء اللجنة العليا ووكلاء الرئيس العام والمديرون العامون,
حيث بدأ الحفل الخطابي الذي اقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم.
كلمة الأمير سلطان بن فهد
ثم القى صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة العليا المنظمة لبرامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م الكلمة التالية:
الحمد لله الواحد الأحد,, الفرد الصمد,, الذي علم بالقلم,, علم الإنسان ما لم يعلم,.
والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين,.
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز
أمير منطقة الرياض,.
,, أصحاب السمو,.
,, أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة,.
,, أيها الحفل الكريم,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فإنه يسرني أن ارحب بكم في هذه المناسبة السعيدة، التي نحتفل فيها بإنطلاقة برامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م ويزيد من غبطتنا جميعا,, ان يشرف ويرعى هذا الحفل، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، الذي أولى هذه العاصمة كل عنايته، ووقته وجهده، حتى اصبحت تلك المدينة الحديثة ترفل في حلل عصرية، محافظة على الأصالة في آن واحد آخذة مكانتها عن جدارة بين أرقى العواصم في الدول المتقدمة.
كما اذكر بالتقدير والامتنان تلك الاستجابات الكريمة التي بادرت بها الجهات المعنية بالثقافة في بلادنا العزيزة، للمشاركة في فعاليات تلك الاحتفالية الثقافية التاريخية، على أمل ان يحظى التنفيذ بما يستحق من عناية، ليرقى الى مستوى الحدث، وما يليق بعاصمة هذه الأرض الطيبة، التي درجت عليها لغتنا العربية منذ نشأتها وشهدت ثقافة عربية إسلامية، هي مزيج من جذور التراث وأصول الإسلام، استوعبتها وعبرت عنها لغتنا الجميلة أروع تعبير.
,, أيها الجمع الكريم,.
لقد أراد الله سبحانه للرئاسة العامة لرعاية الشباب، أن تحمل هموم الشأن الثقافي في بلادنا منذ قيامها,, وعلى رأسها الأمير فيصل رحمه الله الذي كانت الثقافة هاجسه الأول، وكان شغوفا بها، حفيا بمفكريها ومبدعيها، مشجعا لروادها، مرتادا لاعراسها ومغانيها.
وقد استطاع الفقيد، ان يزاوج بين الرياضة والثقافة تحت سقف واحد، وأن يطوع معطيات كل منها، لصالح الشباب لتستثير طموحاته وملكات الإبداع لديه.
ولقد تعددت وتنوعت وانتشرت النشاطات الثقافية في طول البلاد وعرضها، وتجاوزت الحدود المحلية الى القارية والعالمية, وكانت ثقافتنا بحق خير سفير لنا في الخارج، بفضل الله ثم برعاية وتوجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، وبجهود الامير فيصل - رحمه الله -.
ان الواقع يدعونا نحن المسؤولين عن الشؤون الثقافية والمشتغلين بها في الوطن العربي في هذه المرحلة التاريخية، لتفعيل طاقاتنا الثقافية، وتنمية مضامينها الإنسانية، واثرائها بالتفاعل مع متطلبات العصر، والتعامل مع غيرها من الثقافات على محوري الأخذ والعطاء، مع الحفاظ على هويتنا الثقافية العربية الإسلامية وان نطرح ثقافتنا كحل لمشاكل السلام ونهاية لمآسي الشعوب بعد إفلاس الحضارات المادية في تحقيق ذلك.
والآن ياصاحب السمو، أود أن اضع أمام سموكم خلاصة أعمال اللجنة من البرامج والفعاليات التي ستكون بداية عمل هذه المناسبة وستظل اللجان العاملة ترحب بمشاركات القطاعات الحكومية والجمعيات والهيئات والشركات والمؤسسات والأفراد ويتم جدولتها ضمن اعداد الكتاب الشهري الذي سيصدر تباعا إن شاء الله.
كما سيتم بإذن الله بعد اختتام هذه المناسبة وفي بداية العام القادم إصدار كتاب توثيقي بلغات مختلفة يوزع على نطاق واسع داخل وخارج المملكة يكون مرجعا دقيقا لانجازات هذا الحدث التاريخي,, داعيا المولى عز وجل ان يحفظ بلادنا العزيزة حصنا للإسلام ومنارة لدعوته ومنطلقا لثقافته.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة مدير عام اليونسكو
بعد ذلك القى معالي المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو كويبشيرو ماتسوورا الكلمة التالية في الحفل:
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز
حضرات السادة المشاركين الأفاضل،
يسرني بالغ السرور ان اكون اليوم بين ظهرانيكم للمشاركة في هذا الاحتفال؛ وانه لمن دواعي غبطتي ان تقوني اول زيارة رسمية لي الى دولة عضو، الى المملكة العربية السعودية، ارض مكة التي هي مهد الاسلام الذي يمثل احدى الديانات الكبرى للبشرية.
ان المملكة العربية السعودية هي من اعرق حلفاء اليونسكو ومن اشدهم التزاما بها في قضايا التربية والعلم والثقافة.
واذ ابدأ مهام منصبي على رأس هذه المنظمة، فانني حريص كل الحرص على الشروع في حوار متعمق مع اقرب شركائها واصدقائها.
وكما تعلمون، فانني احمل معي الى منصب المدير العام للمنظمة مجموعة من الاولويات الواضحة المعالم مع رؤية عن دور المنظمة في عالم اليوم, بيد ان النجاح في تنفيذ هذه الاولويات لا يمكن ان يتحقق الا من خلال الحوار واجراء المشاورات عن كثب, وهذا ما دفعني الى ان اقبل مسرورا الدعوة التي وجهها إليّ وزير المعارف، الدكتور محمد الرشيد، لزيارة بلدكم.
واود ان اعرب عن امتناني لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد ولسمو الامير على ما لقيته من حفاوة الترحاب بي.
لقد اتاحت لي اجتماعات وزيارات متنوعة وعديدة ان اطلع على الانشطة الكثيفة والانجازات المرموقة التي حققتها المملكة العربية السعودية في مجالات التربية والعلم والثقافة وغدا، ستستمر النقاشات عن خطط المستقبل للتعاون بين اليونسكو والمملكة وستتوج بالتوقيع على مذكرة تفاهم.
سمو الامير، انني على وع تام باهتمامكم الاكيد انتم وحكومتكم ومؤسساتكم الثقافية، بصون التراث الثقافي لبلدك, وانكم لجديرون بالتهنئة على ذلك وعلى سعيكم الدؤوب من اجل النهوض بالثقافة التقليدية لمختلف مناطق المملكة.
ان الوقت لا يسمح لي بالخوض في تفاصيل ما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم سخي ومتعدد الجوانب للعديد من برامج اليونسكو لكنني لا املك الا ان اتوجه بالشكر الى سلطات بلدكم على مساندتها الدائمة لبرنامج صون التراث الثقافي، ولا سيما فيما يخص القدس والبوسنة والهرسك.
لقد احتفلتم قبل عام بالذكرى المئوية لنشوء المملكة العربية السعودية، وكانت اليونسكو سعيدة في المشاركة في هذا الحدث واليوم، ها هي اليونسكو تعلن مدينة الرياض عاصمة ثقافية اقليمية للعالم العربي في عام 2000م فهذه السنة ستكون حافلة بالفرص الثقافية للمدينة وللمملكة العربية السعودية وللمنطقة برمتها انها ستساعدكم على النهوض بالتراث الثقافي وبشتى الاشكال الغنية لابداعكم الثقافي من خلال تشكيلة من الانشطة الثقافية, فبرنامج العواصم الثقافية قد انشىء لهذا الغرض وقد اثبت انه عامل حفاز فعلا لهذه الانشطة.
وثمة اتفاق واسع النطاق اليوم على ضرورة رفد التنمية ببعد ثقافي فالكل يدرك ان الثقافة هي اكثر من مجرد نشاط ترفيهي اذ انها تؤثر في النسيج الاجتماعي لحياتنا اليومية كما انها يمكن ان تكون عاملا ايجابيا للغاية في تشجيع التسامح والتوافق والتفاهم بين الشعوب.
ان الهدف من برنامج العواصم الثقافية هو بالفعل التأثير على كل المنطقة بما يتجاوز حدودها، وذلك باستثارة الاهتمام بشتى الاشكال الفنية وبالتشجيع على تقدير التنوع الثقافي حق قدره.
اننا عندما نذكر الثقافة، كثيرا ما نفكر لاول وهلة في التراث المبني, ولقد كانت شبه الجزيرة العربية مهدا لحضارات عديدة، وثمة مواقع لا حصر لها لا تزال تشيد اليوم على وجود مراكز ثقافية متنوعة في ارجاء شبه الجزيرة هذه وكانت الرياض احد هذه المراكز التاريخية.
وهناك على مسافة قريبة جدا من العاصمة الحالية للمملكة العربية السعودية آثار الدرعية.
كما ان مدينة الرياض كانت مركزا للعهد الديني السياسي الذي ابرم بين المصلح، الامام محمد بن عبدالوهاب واسرة آل سعود.
ان كل حجر في المملكة العربية السعودية يشهد على الماضي، ولكل منظر طبيعي فيها تاريخ ثم ان الرياض كانت تشكل مع الواحات المتاخمة لها كواحة الخرج مركز منطقة اليمامة التارخية.
ولا يزال بامكان المرء ان يعجب في اقدم جزء من هذه المدينة بمنظر مجمع المصمك التاريخي بقلعته وقصره ، وهو مجمع ما برح يشكل اهم اثر من آثار الهندسة المعمارية.
لكن المملكة العربية السعودية هي ايضا بلد ذو ثقافة حية ينبض بحياة فنية معاصرة.
واسمحوا لي ان اتوجه بتهاني الحارة الى السلطات السعودية على نجاحها في انجاز سلسلة من المشروعات الخاصة بمتحف وطني وباقامة مركز رائع لمؤسسات ثقافية اخرى, اما مدينة الرياض، فقد اصبحت تضم مباني رائعة لعرض مجموعات المصنفات العديدة التي تجسد التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية ويمكن القول بالتأكيد ان انجاز هذه المشروعات قد فتح المجال لسنة حافلة بالانشطة الفنية.
كما ان اليونسكو تفتخر بأنها شاركت في مشروع ثقافي بارز اخر في هذه المدينة وهو مشروع انشاء متحف مكرس لحياة الملك فيصل، رحمه الله، وذلك بالاضافة الى مكتبة حديثة ومركز للبحوث ومختبر لترميم المخطوطات, وقد تولى المهندس المعماري الياباني، كنزو تانغة ، تصميم المبنى الذي يضم جميع هذه المرافق الثقافية، ولا يسعني الا ان اشهد وليس قصدي من ذلك التحيز لمواطن من بلدي! بأن مدينتكم تجمع بين افخر شواهد الهندسة المعمارية الحديثة والمباني الاثرية القديمة.
سمو الأمير،
أصحاب السعادة،
انني اهنىء السلطات في المملكة العربية السعودية وبلدية الرياض والمنظمات غير الحكومية وجميع الاطراف التي ساهمت بجهودها الدؤوبة في اعداد الانشطة التي ستجعل من الرياض العاصمة الثقافية للعالم العربي حتى نهاية هذا العام.
ان هذا البرنامج الزاخر بالانشطة الثقافية يعزز مفهوم النهج العالمي في مجال التراث الثقافي، اذ انه يجمع بين التراث المادي وغير المادي، وبين ما هو تقليدي وما هو حديث, وفضلا عن ذلك، فان الوضع الجغرافي للمملكة العربية السعودية مؤات لاقامة برنامج ثقافي شامل من هذا النوع فيها، شأنها في ذلك شأن طريق القوافل المشهور بين بلدان الجنوب وبلدان الشمال، والذي كان يربط بين العالم الآسيوي والعالم العربي وعالم البحر المتوسط لاغراض تجارية وثقافية, فالمملكة العربية السعودية ملتقى شعوب وثقافات وهذا ما سيضمن بلا شك النجاح للرياض في ان تكون عاصمة ثقافية للمنطقة.
هذا ولا يسعنى ختاما الا ان اعرب عن الامل في ان يكلل برنامج الرياض، العاصمة الثقافية الاقليمية لعام 2000م بنجاح ساحق وان يسهم اسهاما جليلا في تعزيز القيم الثقافية لهذا البلد بما يخدم قضية السلام والتنمية.
كلمة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
بعدها القى مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد الميلي كلمة قال فيها:
يوم جد قريب، هو ذلك الذي استرجع فيه عبدالعزيز آل سعود، مدينة الرياض وانتصب فيه، اميرا على نجد، إذا حسبنا الزمن بقياس اعمار الامم.
لكن اين هي رياض اليوم التي نحتفل بها عاصمة للثقافة من رياض الامس القريب جدا.
إذا نحن استنطقنا الرياض اليوم وقد بلغت هذه الدرجة من النمو، وازدانت بأهم مظاهر الحضارة، واكتست ابهى حلل العمران، واستقرت بها مجامع علوم وفكر، واشعت فيها ومن حولها جامعات ومعاهد تهيئ أجيال الغد في تواصل واع بماض مجيد، هذه المدينة الرائعة التي اصبحت عاصمة اقتصادية وسياسية، وتعتز اهم عواصم العالم بأن ترتبط بها، فيؤمها قادة في السياسة، وجهابذة في الاقتصاد وزعماء امم اذا استنطقناها لمعرفة السر الاساسي في هذا التطور العملاق، لقالت لنا ما معناه: اني مدينة، مدينة في ذلك كله لرجل لخص في شخصه كرامة شعب، حمل في قلبه خلاصة عقيدة، وجعل فكره موطن تخطيط نشيط لعملية توحيد، ومركز توجيه يرنو الى المستقبل قارئا في الغيب، وقد جعل بينه وبين الاحباط سدا.
فأقدم في ظروف يأس، مع مجموعة لا سلاح لها الا الايمان، على فتح الرياض، مفاجئا حاميتها بقلة عدد الرجال وقوة الاستبسال والاصرار على انتزاع النصر.
لقد شكل دخول عبدالعزيز آل سعود للرياض، نفسا جديدا ومنعرجا حاسما في مسيرة الحلف بين طهر العقيدة وصرامة السيف الذي يخدمها، حلف التحم في شخصية الفتى عبدالعزيز الذي كان في آن واحد امير نجد وإمام الدعوة.
واضاف إن الحديث عن عبدالعزيز ومعجزته وعن الرياض يطول، على ان هناك عبرة اساسية نخرج بها من استقراء تاريخ هذا الرجل الفذ.
فقد ادرك اهمية الربط بين القلب نجد وبين المتنفس البحري، وادرك ان مشروعه لتوحيد المملكة وبناء الدولة متوقف الى حد كبير على بناء اقتصادي وثقافي، وتكوين اداة عسكرية ملائمة تحفظ المكاسب وتردع الاطماع، وهكذا علم الانضباط لفئات تعودت على الفوضى، بفعل عقيدة تعطي للانضباط معنى وتنظيم يربط ين الخدمة العسكرية وخدمة الارض، او يربط بين السياسة والاقتصاد.
وبذلك يكون قد وفر اهم العناصر المؤسسة للدولة التي تشكلت في ذهنه تصورا قبل ان تبرز للوجود واقعا حيا في هذه المملكة الموحدة المترامية الاطراف التي تزهو اليوم بعاصمتنا الرياض بعد ان حباها الله بالحرمين الشريفين زينة ابدية الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
حيا الله الرياض.
كلمة الأدباء والمفكرين
بعد ذلك القى معالي الدكتور محمد عبده يماني كلمة الادباء والمفكرين والتي عبر فيها عن اعتزازه لاختيار مدينة الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 20000م.
وقال: ان الثقافة عنصر اساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع واي تنمية لابد ان تنطوي على بعد ثقافي جوهري ما دامت تستهدف غاياتها خير الانسان, مشيرا الى ان برنامج العواصم الثقافية يشتمل على جملة من الابعاد التي تتمثل على وجه الخصوص في امور اساسية منها تنشيط المبادرات الخلاقة وتثمين الرصيد الثقافي المتنوع والتركيز على القيمة الحضارية لتلك العاصمة واشعاعها على الصعيدين الاقليمي والعالمي وتثمين ما تزخر به من تراث ثري ومتنوع وكذلك على الانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والسلم بين الشعوب وتعميق الحوار الثقافي واندماج واع في سياسية العصر مع الاعتراف بالخصوصية الثقافية.
وقد نوه الدكتور يماني بالاهتمام الذي توليه جامعة الدول العربية لقضية الثقافة وخصوصا المعاهدات الثقافية التي تمت بين الدول العربية وانشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي قامت بانشاء مشروعات ثقافية وقومية بين الدول العربية ودول اوروبية وغربية,
بعدها القى عضو مجلس الشورى الدكتور احمد عثمان التويجري قصيدة بهذه المناسبة .
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض بازاحة الستار عن مجسم شعار الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م.
ثم تسلم سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من اللجنة العليا قدمها لسموه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة العليا المنظمة لبرامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م.
وقدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز هدايا تذكارية من اللجنة العليا لكل من مدير عام منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو كويشيرو ماتسوروا ومدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد الميلي.
وقد حضر الحفل اصحاب السمو الملكي الامراء ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي وزير المعارف الدكتور محمد بن احمد الرشيد ومعالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ومعالي الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جميل الحجيلان ونائب رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله نصيف وامين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف ال مقرن وعدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين ورجال الفكر والادب والاعلام والصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.