كنت ومازلت أكتب بمداد حروف تشكو الضيم والهجران.. ومع تسابق الأيام وتخاطفها.. أجد أن الصمت في أكثر الحالات أبلغ من الكلمات المحنطة والحروف النازفة بلا حدود.. وأجدني اتخذته موقفا مع (عشقي وصفحات الإبداع.. عزيزتي الرأي) وما تلبث الأيام تجري واقلامنا في أثرها تخط الورق لنضع في الاعتبار أن الكلمة مسؤولية وأن المسؤولية مواجهة للواقع أو المفروض.. أو المطروح على ساحة المناقشة.. والكلمة في أكثر الحالات تفاؤلا مساهمة لابد من الاعتراف بدورها دون هروب أو سقوط. وكثيرا ما تداهمني.. أوجاع وآلام.. تندد بواقعي وتفرض عليّ أن اكتب (لعزيزتي الرأي) أن أسأل نفسي.. هل يواجه الكاتب الحقيقة يوما بلا خوف؟ بل هل يعيش الواقع من أعماق نزفه المتواصل؟ وهل يغمس الكاتب قلمه في أعماق الوجود بحثا عن الحروف المفعمة بالألم الدافقة بالحقيقة المضيئة كالشمس أم تراه يتحول إلى موسوعة يكتب عن الجديد والمثير. ولا أدري كيف تنتابني لحظة تأمل وأنا أرى جيل العلم يلج أبواب المدارس والجامعات في بدء عام دراسي جديد.. ولحظة التأمل هذه تجعلني أترقب نقطة البدء ونهاية الخطوة.. وعيون الجيل وهو يصافح المنهج والمقرر ويمضغ الساعات الطوال للاستذكار.. ومتابعة الدرس يعايش السهر.. ويكابد التعب.. ويخلق التوتر في أجواء المنزل لأنه انطلق من نقطة البداية.. نحو هدف ونحو غاية.. وحين يصل به المشوار الى نهاية الخطوة يحصد النجاح.. أو يضرس الفشل.. فتشرق البسمة على الوجوه الناجحة.. وتنطفىء على الوجوه المتعثرة.. لتنتظر فرصة أخرى تعيد فيها محاولة الغرس، أنظر الى جيل العلم يحتضن.. يحتضن احترام المعلم ويطبع قُبلة على جباه الأسرة التي تعايش هذا الجيل.. بالمتابعة وحث الخطا. وأنظر الى جيل العلم.. قلوبا تستوعب (وعقولا تفكر) لا تهدر ساعات الزمن من خلال عبث زائل أو لهو خاسر. أنظر الى جيل العلم يتعامل مع وسائل العصر.. خدمة تفيد ولا تضر.. ويقارن بين ساعات الفرح وأيام الألم.. ولحظات الحزن.. حين تتيه به خطا الأيام بلا توجيه، أو تدبر أمثل.. أعان الله جيل العلم وأسعد به جيل الآباء.