تصرفات أمريكا في مجلس الأمن، منذ زرعت هي والدول الأوروبية الخلية السرطانية (إسرائيل) في الشرق الأوسط عام 1948م وحتى اليوم.. تصرفات أكثر من عجيبة..! وأعجب منها استخزاء شركائها الأساسيين في هذا المجلس! الذي أنشىء أساساً لحفظ (أمن العالم) فأصبح بفعل الامريكيين موقوفا على (أمن إسرائيل) فحسب.. مهما اعتدت، وفسقت، وأجرمت في حق العرب عامة، وحق الفلسطينيين خاصة.. لم يعد لدى أمريكا في غمرة غرورها بقوتها! وشعورها بعدم وجود من هو أقوى منها في عالم القوة المادية اليوم لم يعد لديها شعور ولا إحساس بالحقوق الإنسانية، ولا القوانين الدولية.. ولا سيما إذا كانت هذه الحقوق تخص شعبا أعزل إلا من ايمانه بحقه في الوجود.. كالشعب الفلسطيني، الذي يناضل في سبيل استقلاله وازاحة المحتلين اليهود عن أرضه ومقدساته الإسلامية. حتى مندوبو الأممالمتحدة الذين تبعثهم للاشراف على اغاثة اللاجئين الفلسطينيين لم تعد لهم حماية من العدوان الإسرائيلي.. بفضل دفاع أمريكا المستميت عن جرائمها ووحشيتها. وطبيعتها اللا انسانية. ألم تنقض أمريكا أول من أمس آخر قرار لمجلس الأمن، تقدمت به سوريا لادانة الدولة الصهيونية العنصرية لقتلها مندوب الأممالمتحدة لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين في (مخيم جنين)؟ ربما لأنه تفوه بكلمة فيها تعاطف مع ضحايا العدوان الإسرائيلي القائم الآن ومنذ زمن طويل على قدم وساق في كل شبر من الضفة الغربية وقطاع غزة..؟ * القرار السوري وافق عليه جميع أعضاء المجلس تقريبا.. ومع ذلك فهو لايخص (العرب) الذين تكن لهم أمريكا كل (محبة وتقدير) يفضي بهم إلى عالم النسيان موتا أو انهزاما.. لا قدرالله ولكن من أجل (عيون اليهود) مارست أمريكا حق نقضه..! أمريكا ضحت، ليس بالعرب والمسلمين وحدهم بل وحتى بالامم المتحدة في صورة موظفيها الذين (تسرع) بهم (اسرائيل) إلى الموت رحمة بهم حتى لايشيخوا.. بدءاً من (البرت برنادوت، وداج همرشولد..) وآخرهم وليس الأخير، مشرف الاغاثة في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين..!! فبا الله ماذا بقي لأمريكا من شيء لم تعطه لاسرائيل..؟ أمريكا جعلت من نفسها الوسيط الوحيد في قضية الاحتلال الإسرائيلي، وفي ذات الوقت هي المدافع والمحامي عما ترتكبه حليفتها (الاثيرة) من جرائم حرب ووحشية لم يشهد العصر لها مثيلا.. فكيف تكون (وسيطة) وهي تميل كل الميل مع الطرف اليهودي الظالم المعتدي..؟! حبذا لو أصغت أمريكا إلى ما في الإسلام من العدل والانصاف بين الخصوم... وهذا مثال واحد أسوقه ليعرف من لم يعرف، سماحة الإسلام وحرصه على أن ينال كل ذي حق حقه من خصمه.. وليعرف من لم يعرف كيف تكون الوساطة بين (الخصمين)..! قال سيد الخلق ورسول رب العالمين.. محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم «انصر أخاك ظالماً أو مظلوما..» فسئل: كيف أنصره اذا كان ظالما..؟ قال نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام «تردعه عن ظلمه» هكذا العدل الإسلامي. أما أن تنصر الظالم والمعتدي بتشجيعه على التمادي في ظلمه بأي وسيلة كان هذا التشجيع.. فليس هذا هو طريق الإصلاح أوالوسطية الإصلاحية. اللهم اهد ضال البشرية إلى ما تحب وترضى يارب العالمين.