يأتي العيد ونذكر معاً بيت أبي الطيب المتنبي: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمرٍ فيه تجديد يعود العيد والأمة الإسلامية تعيش ظروفاً قاسية وآلاماً كثيرة. عيدٌ مشوبٌ بالآلام ومتنوعٌ بالأحزان لحال الأمة الإسلامية، جرحٌ يتسع في فلسطين وآخر في كشمير وثالثٌ في الفلبين ورابعٌ في أفغانستان وجروحٌ لم تندمل في الشيشان وفي تركستان وفي الصومال وغيرها من البقاع. إننا نريد عيداً تُضمدُ فيه الجراح وتعود فيه الأوطان، وينتصر فيه المظلومون. نريد عيداً تغتسل فيه الأمة من الأحزان. نريد عيداً تحلُ فيه الأمة مشاكلها. نريد عيداً تجتمع فيه الأمة على كلمة الحق بإذن الله. وها نحن نعيش العيد فهو فرصة لتتصافى فيه النفوس، وتتصافح فيه القلوب قبل الأيادي. العيد عيدُ محبةٍ وإخاء وعيد تزكيةٍ للنفوس. نريدُ عيداً يأمن فيه الخائف، ويُطعمُ فيه الجائع ويفرح فيه الحزين، ويضحك فيه الباكي ويغتني فيه الفقير. نريدُ عيداً تُمسحُ فيه دموع اليتامى وتُرسَمُ فيه البسمة على الشفاه ويفرح فيه الجميع. نريد عيداً مطرزاً بالمحبة، ومتوشحاً بالمودة. وفي العيد دعوة إلى المتباعدين ليتقاربوا، وإلى المتقاطعين ليتواصلوا، وإلى المتخاصمين ليتصالحوا. العيد نقاءٌ وصفاء، وبهجةٌ وسرور، ومرحٌ بحدود. وفي العيد أكلٌ وشربٌ دون إسراف. {وّكٍلٍوا وّاشًرّبٍوا وّلا تٍسًرٌفٍوا إنَّهٍ لا يٍحٌبٍَ پًمٍسًرٌفٌينّ}. وفي العيد أخذ للزينة من ملبسٍ ونحوه {قٍلً مّنً حّرَّمّ زٌينّةّ اللَّهٌ الّتٌي أّخًرّجّ لٌعٌبّادٌهٌ وّالطَّيٌَبّاتٌ مٌنّ پرٌَزًقٌ}. هذا هو العيدُ الذي نريد. جُعلت جميعُ أيامكم أعياداً