بالأمس وقف ملايين البشر من أنحاء العالم الاسلامي في صعيد عرفات داعين مكبرين.. واليوم تحتفل الامة الاسلامية بفرحة العيد وسروره فتنحر الاضاحي وتمد الايادي بالصدقات ويتزاور الاهل والاصدقاء ويلبس الناس جميل الثياب لذا فان للاسلام هدفا اجتماعيا للعيد وهو ما نراه في العيد في القلوب من سعادة عظيمة وعلى النفوس من بهجة وهو ما يدعو اليه هذا العيد من تجديد لأواصر الحب بين الاهل والاصدقاء والارحام.. ففي العيد تتقارب قلوب الأحبة وتجتمع على الالفة، وتتلاشى الضغائن وتتصافى النفوس ويتصافح الناس بعد الهجران وفي ذلك تجديد للصلة الاجتماعية بين الناس، وفي العيد تذكير للناس بحق اهل الحاجة والفقراء والضعفاء حتى تشمل الفرحة كل بيت من بيوت المسلمين ولذلك شرع الاسلام بعد ذبح الاضاحي التصدق بجزء منها واهداء البعض الآخر والأكل منها جعل ذلك في العيد من اجل ان تعلو شفاه الآخرين بالبسمة والبهجة ليفرح الناس جميعهم، وهناك مغزى آخر ففي العيد يفرح ملايين الناس في مشارق الارض ومغاربها في وقت واحد فاذا بالانسانية تلتقي على الشعور المشترك بالغبطة والفرحة. حقا من اراد معرفة اخلاق الامة فليراقبها في اعيادها اذ تنطلق فيها الاخلاقيات والتصرفات والسلوكيات وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها. اننا نشكر الله تعالى ان مناسباتنا تتسم بمظاهر التماسك من زيارات واتصالات واحتفالات واجتماعات في العيد ولكننا مع هذه الفرحة وهذه المظاهر الطيبة قد ننسى احيانا مصائب اخواننا في كثير من الاقطار الاسلامية وما حل بهم من كوارث ونكبات ومصائب فعند ذكراهم يزيد قربنا من الله فالمسلم اخو المسلم يستشعر ظروف اخوانه واذا استشعرنا ظروفهم ماذا ننوي ان نقدم لهم؟ اننا عندما نتذكر اولئك علينا ان نقدم لهم يد العون والمساعدة واذا لم نفعل ذلك فاننا لم نستشعر مصابهم الجلل الذي حل بهم ففي بعض اجزائها مآتم الحزن على ضحاياها وشهدائها كما هو الحال في سوريا والعراق وغيرها من اوطان المسلمين، والاسلام لا يريد من الناس ان يلبسوا لباس الحزن في العيد ولكن لتظهر اعيادنا بمظهر الامة الواعية التي تشعر بمصائب اخوانها وابنائها في شتى المعمورة ونشعر بالاخاء ونقوي العزائم ونبسط الايدي بالبذل لاسعاف الاسر المشردة والاطفال اليتامى والنساء الارامل فذلك يدل على وعينا بما يجري في العالم الاسلامي ويتذكر كل منا صبيحة العيد حينما يجتمع مع اطفاله واولاده على مائدة الطعام في العيد يتذكر اسرا شردت واطفالا لا يجدون ابتسامة الاب وايامى لا يجدن حنان وسؤال الزوج.. اذكر يا اخي شعوبا شردتها الحروب والارهاب والظلم فاذا هي ايام العيد تشرق عليهم بالدموع وتفقدهم طعم الفرحة. غدا تذبح الاضاحي قربة الى الله كل عام وانتم بخير وأمتنا الإسلامية بخير ربنا أوزعنا ان نشكر نعمتك التي انعمت علينا وعلى والدينا وأن نعمل صالحا ترضاه واصلح لنا ذرياتنا يا رب العالمين.