صرح رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس عقب مباحثاته مع الرئيس القبرصي جلافكوس كليريديس بأن حكومة أثينا ستسعى للتوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع القبرصي دون أي تأخير. وقال سيميتيس عقب مباحثاته مساء «السبت» مع الرئيس القبرصي اليوناني جلافكوس كليريديس «نأمل في التوصل إلى اتفاق دون تأخير، وهذا يعتمد، في الوقت نفسه، على إرادة الطرف الآخر ونحن لن نوافق بأي حال من الأحوال على أمر لا يرضينا». وكانت الأممالمتحدة قد طرحت على زعيمي القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك خطة لتسوية القضية القبرصية في وقت سابق من الاسبوع الحالي، على أمل إنهاء مشكلة تقسيم الجزيرة التي مضى عليها 30 عاما، والتي تقع شرقي حوض البحر المتوسط. وطلب سكرتير عام الأممالمتحدة كوفي عنان من الزعيمين أن يحسما الأمر خلال بضعة أسابيع إذا كانا يقبلان الخطة كأساس للتفاوض. وفي غضون ذلك، عقد طيب رجب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية، الذي حقق فوزا حاسما في الانتخابات العامة التي شهدتها تركيا مؤخرا، جولة من المباحثات المتوازية مع زعماء القبارصة الأتراك بالشطر الشمالي من قبرص لبحث خطة الأممالمتحدة. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين لدى وصوله إلى الشطر الشمالي من العاصمة المقسمة نيقوسيا. قال أردوغان «نحن عاقدون العزم على التوصل إلى تسوية بقدر عزيمة (الطرف الآخر)». إلا أنه أوضح المهلة التي منحها عنان للطرفين للرد على خطة المنظمة الدولية قصيرة للغاية في ضوء حقيقة أن زعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكتاش كان قد أجريت له مؤخرا عملية جراحية في قلبه بينما لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة جديدة في تركيا. غير أن بيان أردوغان الإيجابي إزاء خطة الأممالمتحدة تناقض بشكل كبير مع تصريحات أعضاء الحكومة التركية المنتهية ولايتها، والذين كانوا قد أكدوا أنه من المستحيل قبول بعض جوانب الخطة. وتقترح خطة السلام شراكة بين دولتين تعيشان على قدم المساواة تحت قيادة حكومة مشتركة وخفض عدد أي قوات أجنبية وقيام القبارصة الأتراك بالتخلي عن أراض، في إطار تلك الشراكة. وذكرت الأممالمتحدة أنها تتطلع إلى قيام الجانبين بالتصديق على الخطة في مطلع كانون الأول/ديسمبر المقبل، قبل انعقاد قمة خاصة بالاتحاد الأوروبي التي ستعلن رسميا بدء مفاوضات الانضمام إلى عضوية هذا التكتل الغربي مع قبرص. كما شددت المنظمة الدولية أيضا على ضرورة إجراء جولة ثانية من المفاوضات بحلول 28 شباط/فبراير الحالي والتصويت على الاتفاق في استفتاءين منفصلين بحلول 30 آذار/مارس من العام المقبل.وكان كليريديس قد وصل إلى أثينا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول لإجراء مباحثات مع الحكومة اليونانية تركز على الاستراتيجة التي يجب تبنيها في التعامل مع خطة السلام. وأعرب رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي عن قبولهما الخطة باعتبارها أساسا لمفاوضات، لكنهما شددا على أن ثمة نقاطا معينة بالخطة تتطلب مفاوضات مكثفة بينما تحتاج جوانب أخرى منها إلى مزيد من الإيضاحات. وقال سيميتيس «يجب أن ننظر إلى الخطة ككل، وبمعنى آخر النظر إلى الغابة بآسرها وليس إلى شجرة واحدة منها، سنتخذ قرارنا بحيث تتواكب مع النتائج الكلية للمفاوضات». من جانبه، حذر كليريديس قائلا «إذا لم يكن الحل عمليا، فإننا سنواجه توترا جديدا على الفور». وقال خبراء في اليونان إن آمال تركيا في الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ستتزايد بدرجة ملحوظة للغاية إذا تم تسوية القضية القبرصية. وكان قد تم تقسيم قبرص منذ عام 1974م، بعد انقلاب قام به قبارصة يونانيون بتخطيط من قبل الحكومة العسكرية في أثينا في ذلك الوقت. ورد الجانب التركي باجتياح الشطر الشمالي من قبرص لحماية السكان المنحدرين من أصل تركي هناك ويشكلون حوالي 18 في المائة من تعداد السكان بالجزيرة. وقبرص واحدة من بين عشر دول مدعوة إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في إطار عملية قادمة لتوسيع العضوية في التكتل الغربي. ودأبت تركيا على التهديد مرارا بضم منطقة القبارصة الأتراك إذا انضمت قبرص إلى الاتحاد الأوروبي دون تسوية قضية التقسيم السياسي للجزيرة.