يقبل رمضان هذا الرائع الذي يثير أكواماً من الأحزان وأنت غائبة.. وأنت بعيدة.. وقلبي يدق أبواب الانتظار يفضح كل الأسرار.. يحكي حديث العشق الذي تبتكره لك بحيرات الشوق وما كان وما سيكون في المناسبات التي أنت كنت حورية وأميرة الأقمار.. يا أمي انتظر فرحك الإيماني بمقدم رمضان.. انتظر صوتك الذي يملأ بيتنا ذكراً وتلاوة وعبادة.. انتظر الأيام البيضاء التي تصنع يدك الحبيبة السحور والفطور ونلتهم صمتنا ونصمت من دون أن نكون صوتاً مقدراً.. احتاج وجودك الآن.. احتاج حضورك الآن.. احن الى صدرك الحبيب.. فلا شيء بعدك حلو كل شيء علقم مر.. اعرف ان كلماتي مكررة.. وصوتي مثقوب.. وحياتي باردة.. صوتك وحده يدفئني وحضورك كل الحضور لا أرى وجوها إلا علها تذكرني بوجهك.. وفي وجوه الأمهات.. اراك تتلقفين حاجتي واشتياقي.. ألتفت باحثة لاهثة.. أجدهن يحنون وأنت بعيدة ولو كنت.. لكان حنوك أكبر وحبك أعظم.. اشتاق ان أناديك.. أمي أمي أمي.. نامت طويلا هذه الكلمة العظيمة.. في شفاهي.. أرددها في سكوني ووحدتي.. أشتاق أن أقولها بحضورك.. يا أروع أم.. وأعظم قلب.. ليس إلا ان رمضان يفرض وجودك.. حين تكوني الوجه النوراني المعلق برحاب البيت العتيق.. تلمين متاعك وتقصدين بيت الله تشترين الآخرة بتفاهة الدنيا ليس إلا أن بيتنا يفتقد صوتك وحبك ودفئك.. ليس إلا رحمك الله رحمة واسعة.. رمضان.. رمضان.. رمضان: يقبل هذا الضيف القادم بعد طول انتظار.. يقبل يزرع في نفوسنا إقبالة التسامح والحب والرضا والسكينة.. يقبل فيترك لنا مساحات كبيرة من المحاسبة والمراجعة.. يقيم بيننا ونطير في روحانيته نسأل الله أن نكون من المقبولين.. المقبلين بشوق للعبادة، الماضين أبداً نحو طريق السعادة.. المتمسكين بستر الهداية.. وكل عام وقلوب أحبابنا بخير.. فلكل الأحباب.. كل رمضان.. والجميع بخير.. [email protected]