إن الإنسان ليسر وهو يرى مسؤولا يقطع المسافات الطويلة للوقوف على فروع إدارته وتفقد أعمالها ومستوى الخدمات المقدمة، وهي لا شك خطوة في الاتجاه الصحيح لتحديث وتطوير أعمال تلك الفروع خاصة أن منها ما يكون قد مضى على إنشائه فترة طويلة دون أن يحصل على تطوير يرقى بمستوى العمل ويواكب المستجدات وحاجة المنطقة كماً وكيفا، ولا سيما وقد توسعت المحافظات وتضاعف عدد السكان، وكمثال على هذا محافظة الدوادمي التي تعتبر من أكبر محافظات منطقة الرياض وأظنها تأتي في المرتبة الثالثة بعد الرياض والخرج من حيث كثرة السكان وعدد المراكز وهي لا شك تحظى باهتمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض وسمو نائبه أسوة بالمحافظات الأخرى لكن الذي يجعلني أنوه إلى أهمية تحديث الفروع هناك وأهمية وجود إدارة تشرف على مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات أن بعضا من تلك الفروع أنشئ منذ فترة طويلة ولا يزال في كوادره وأسلوب عمله دون تجديد يذكر، مع أن المرحلة التي نعيشها تستوجب الارتقاء بالخدمات المقدمة لتؤدي دوراً كاملا وتستجيب لمتطلبات التنمية فلا تكون عائقا دون تقدمها تحقيقا للخطط والأهداف التي ترعاها الدولة وترغب في تأصيلها في كل جزء من مناطق المملكة، فهناك حاجة لتعليم جامعي لاستيعاب أعداد الخريجين من المرحلة الثانوية، حيث يبلغ طلاب وطالبات المحافظة ما يزيد على أربعين ألف طالب وطالبة ورغم وجود هذا العدد فلا يوجد لأي من جامعاتنا الثماني أي فروع ومثلها التعليم الفني ولا أعرف كيف غاب عن تلك الجهات حاجة المحافظة رغم وجود الاحصائيات القديمة منها والجديد أمام أنظارهم ولا يزال الأهالي يأملون أن تقوم وزارة التعليم العالي والمؤسسة العامة للتعليم الفني بفتح كليات ومعاهد تسد حاجة السكان عن الانتقال الى المدن الكبيرة. كذلك تحتاج المحافظة الى فتح فرع لوزارة التجارة، فالمؤسسات التجارية كما يتضح من ملفات مكتب العمل تزيد على عشرة آلاف وهناك حاجة لمساعدتها لتطبيق الأنظمة ومن ذلك الحصول على سجلات تجارية وممارسة الأنشطة التجارية بشكل يتفق والاجراءات المعمول بها لدى الوزارة، فالمحافظة وأخص مدينة الدوادمي تخطت ما يوصف بالمدن المتوسطة مما يتطلب متابعة للأجهزة والارتقاء بمستواها تبعا للتطورات الموجودة على أرض الواقع تجارية واقتصادية وعمرانية وما يتطلبه ذلك من تعليم وتنظيم وتنمية صحية واجتماعية ورياضية.