منذ أكثر من سبعة عشر عاماً والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تُمنّى أهالي محافظة الدوادمي بمركز تدريب مهني لكنه لا يزال حبراً على ورق. ولعل الحال بعد هذه المدة الطويلة من الوعود تدعو الى التفكير في أكثر من مركز مهمته استقبال الشباب ذوي المؤهلات البسيطة فالمحافظة توسعت أكثر من ذي قبل وتمدد البنيان كيلوات بمعنى أن السكان تضاعف عددهم وتنوعت حاجاتهم مما يتطلب تعليماً عالياً، فالمؤسسة لديها الكثير من البرامج مثل الكليات التقنية والمعاهد الصناعية والتجارية ومعاهد المساعدين الفنيين وإن كان الوقت لم يستغل في السابق بالشكل المرجو في إيجاد تعليم فني لأبناء المحافظة وأخص خريجي الثانوية العامة فإن المجال لا يزال رحباً ويتطلب الكثير من الجهد لانتشالهم من البطالة عن طريق فتح كلية تقنية ومعهد صناعي فأعداد الطلاب في المحافظة من بنين وبنات يربو على أربعين الف طالب وطالبة هذا العدد لا يتوفر أمامه سوى كلية واحدة للبنات طاقتها الاستيعابية لا تزيد على ثلاثة آلاف طالبة والبقية عليهم الاتجاه نحو جهات تقبل بهم وهي مشكلة تؤرق أولياء الأمور ولن تنتهي إلا بإيجاد تعليم يوفر للأهالي بغيتهم مثل فتح كليات ومعاهد للجنسين بحيث تستوعب تلك الأعداد من الطلاب والطالبات. وهو ما يغني عن الانتقال الى المدن الكبيرة كما أن الهجرة التي نشاهدها بكثرة بحثا عن مقاعد دراسية نتج عنها ضغط نفسي ومادي للأسر وهم يتركون منازلهم ليبحثوا عن سكن جديد وهنا تبدو الأمور أكثر إلحاحاً لعمل ما يمكن لإبقاء السكان في مقراتهم دون النزوح إلى جهات أخرى هي في الأصل تنوء بسكانها فكيف الحال وهي تستقبل الهجرات المتزايدة كل عام والتي يأتي في مقدمتها هجرة السكان من أجل إلحاق ابنائهم وبناتهم في الجامعات والمعاهد الفنية. نرجو أن تقوم وزارة التعليم العالي ووزارة المعارف والتعليم الفني بافتتاح فروع لها في هذه المحافظة الكبيرة ذات الكثافة السكانية وسد حاجة الأهالي وإغنائهم عن الترحال هنا وهناك. عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب - الدوادمي