لا تحتاج ميريل ستريب لأي نوع من الشرح أو الوصف، فهي أفضل مثال كلاسيكي على الجمال حين يلتقي مع الموهبة، وهي الممثلة الأكثر إنتاجاً وعظمة من بين جميع الممثلات في يومنا هذا، منذ أول ظهور لها في السبعينيات، وهي تحكم المسرح والشاشة بأدائها المذهل وقدراتها التمثيلية المبهرة. يقول الناقد آدم وايت: تبدو بطلة فيلم «The Prom» مشغولة دوماً وتحصد الجوائز، وثمة استخفاف بأدائها وميل إلى اعتبار أعمالها جدالية أكثر من جدارتها بالاحتفاء والثناء. خلال مهنتها التي دامت لخمسة عقود من الزمن، لعبت ستريب عدداً كبيراً من الأدوار المتنوعة ما أكسبها لقب (الحرباء)، بخلاف الكثر من الممثلين غيرها الذي فضلوا الحفاظ على هوية خاصة ومتفردة في أفلامهم، والمثير في الأمر هو أن ستريب قد استطاعت أداء جميع أدوارها بحرفية عالية وبإتقان وكفاءة مذهلين. أمضت ستريب سنين مهنتها الأولى في التأدية لبعض الإنتاجات المسرحية في نيويورك ونيوجيرسي، وقد عملت لعدد من الإنتاجات مثل: «The New York Shakespeare Fastival Productions Of Henry V»، و»The Taming Of The Shrew»، وأيضاً «The Measure Of Measure»، كما مثلت في مسرحية برودواي الموسيقية «Happy End». شوهدت ستريب مرة أخرى في برودواي عام 1976 في «27 Wagons Full Of Cotton»، ومسرحية آرثر ميلر «A Memory Of Two Mondays»، ومسرحية الأديب الروسي أنطون تشيخوف «The Cherry Orchard» لا أحد يُمثل كميريل ستريب، إنها، كما يدعي عديد من منتقديها، مخزن من الحركات والتقنيات، وسيكون بوسعك تصور عدد من إيماءات ستريب وحركاتها الشهيرة في ذهنك، يشمل ذلك التعابير في وجهها، وأطراف أصابعها على فمها، وحركة عينيها، وتلك الابتسامة المتحفظة والماكرة. وقد وُسِمت تلك الحركات والإيماءات على مدى عقود، بوسم «ستريبي» (اشتقاقاً من ميريل ستريب)، يعني ذلك كله أن أداء ستريب يندر أن يتسم بالسلاسة والاسترسال الحر، بل إنه أداء منضبط ومشغول عليه بوضوح. ويظهر ذلك الأداء في أعمال ك»August: Osage County»، فيغدو طاغياً وزائداً على حده، فيشبه أداء قطط محبوسة في كيس تكافح كي تتنفس، وفي كل الأعمال الأخرى تقريباً، يأتي أداؤها متسامياً أو متعالياً. تعتبر ميريل ستريب أكثر ممثلة جسدت شخصيات حقيقية حتى الآن، كما أنها تمتلك القابلية لتتمكن من أي لهجة في العالم، وقد ترشحت 17 مرة لنيل الأوسكار، وهو أعلى رقم مسجل لممثل، ربحت ثلاثة منها، كما ترشحت 14 مرة لنيل «BAFTA Award»، وربحت اثنين منها، فيما ترشحت 27 مرة لنيل «Golden Globe Award»، وربحت 8 منها.