شكسبير مسرحي عبقري استطاع ان يبقى حياً في وجدان شعبه كرمز قومي يمثل حضارته ويجسد حقبة من الزمن كانت من أبهى مراحل تاريخه. حتى انك لتجد مؤلفاته الى جانب الانجيل في كل بيت. وقد قدم شكسبير روائع لا تزال خالدة حتى اليوم. لأن معالجته للمشاكل النفسية التي تعاني منها شخوص مسرحياته، مثل غيرة عطيل، أو تردد هاملت، أو شراسة كاتارينا، تدل على فهم عميق لأغوار النفس البشرية، ما يعطي مسرحياته مكانة عالمية. وما يدعو الى الاعجاب والتقدير، تلك الجهود التي تبذلها الفرق الانكليزية في إعادة تمثيل مسرحيات شكسبير وعرضها، ليس في انكلترا فحسب وإنما في معظم أنحاء العالم ايضاً. ومن أحدث العروض للمسرحيات الشكسبيرية، تلك التي قدمتها فرقة شكسبير الجديدة لمسرحية ترويض النمرة The Taming of The Shrew على مسرح نقابة الفنانين في مدينة حلب، وقد اثبتت الفرقة من خلال عرضها مقدرة فنية عالية، واستطاعت ان تحافظ على رونق المسرحية، ونقلت المشاهد الى اجواء عصر النهضة الانكليزية، بأزيائها، ولغتها، وطابعها العام. وعلى رغم الاختلاف الشاسع بين لغة عصر شكسبير واللغة الانكليزية الحديثة فقط حفظ الممثلون أدوارهم وأدوا تلك اللغة الصعبة بطلاقة تدل على تدريب متواصل وجهد مضن. ناهيك عن تأدية الحركات بعفوية وسلاسة. ففي بعض المشاهد كان يحتشد عدد كبير من الممثلين على خشبة المسرح. ومع ذلك كان كل ممثل يتحرك بحرية من دون ان يقيد حركة الآخرين. جمانة الناصر حلب - سورية