توارت أيام الفرح التي كانت تجمعني بكِ مابين رنة هاتف ولحظة لقاء.. عبثاً لرجل ٍ كسر قوالب عهودنا ومزق أشرعة صداقتنا المتكأة على أريكة الصدق والولاء ..أتعلمين ياصديقتي أن فراقك جعلني أتكبد خسائر شعورية فادحة مابين حنين مضني .. وشوق مُبكي.. فوخز الفراق مؤلم والأشد إيلاماً : أني بتُ لا أشعر بكِ كما ذي قبل ..فقد كانت نسائم الشعور المتبادل تزورني عند غفوتي وعند مجالستي لصمت أفكاري .. كنتُ قد أدمنتكِ وأدمنت تهكمك وغموضك.. كنت أرتشف صورتك مع قهوتي الصباحية .. وأبتلع أحاديثك مع شطائري المسائية ..من أنت يارجل الأمس : لتدخلني متاهة الخذلان .. ومرارة الفقدان .. وتساؤلاتٍ على حافة الإستسلام .. فعذراً أيها المتلبس بجلابيب العنجهية المبجلة.. فصداقتنا لاتقبل المساومة ولا حتى الركون بين رفوف الزمن المنسية ..فنحن خُلقنا أوفياء .. متدثرين بذكرى ..ولحظة صفاء .. تذكر : أنت من أبكمتها وأنت من سيطلقعنان كلماتها ..إختطفتها من بين أحضان الصبا..لتفتك بأنوثتها .. وتُسقط حقوقها.. وتُنقض عهودها .. لتشوه معالم ذكرياتنا الجميلة.. راكلاً ضحكاتنا وغمراتنا المرموقة .. تاركنانرزح تحت وطأة الممشاعر المكلومة ..مرتكباً بذلك جُرماً لايغتفر.. فكن على يقين يا رجل الأمس ..إن كانت «صديقتي» تحت تأثير رجوليتك الفضه ، فستصحوا يوماً ..وإن كانت غير ذلك .. فلا داعي لكل ذلك ..! «همسة»إلى كل شمعةٍ أطفئتها أنفاس رجل تذكري :«أن أكثر الأوقات ظُلمة تلك التي تسبق طلوع الفجر» ** **