والهمّ يفتك بي والقلب من حرّ ما يلقاه منفطرُ والعين تستر دمعاً لا مثيل له لكنه في زوايا القلب ينحدرُ قالت: (أليس فراقي اليوم من وجل ألست مني؟ إني فيك أفتخرُ) (ما كنت أرغب في هذا الفراق ولا أسعى إليه وإن يهلكني القدرُ) (لكن خشيت ازدياد الحب يا أملي انظر إلى عمرنا إذ فيه معتبرُ) فقلت يا غادتي ما الهجر مجلبة إلى الشفاء وما في وصلنا حذرُ والحب يا غادتي لو كنت صادقة ما كان فوق عثار العمر ينكسرُ والحب يا غادتي لو كنت جاهلة على جميع عثار الكون ينتصرُ لكن رأيت بهجري اليوم داعية إلى السرور فقلت اليوم أعتذرُ لا تكذبي لا تقولي أرتجي شبهاً لمثلكم.. لن تري كمثله القمرُ لا تكذبي لا تقولي أنت غايتنا أنت الفؤاد وأنت السمع والبصرُ إني أراك إذا قلنا اللقاء غدا أسرعت في هجرنا هل ذاك يغتفرُ؟ لا لا تقولي وكيف الوصل يا أملي دروب وصلي إما تعزمي كثرُ ما بين يوم ويوم قلت في ملل إلامَ نحن بنار الحبّ نستعرُ؟ إني أراك بنار الحب ضاحكة وكيف يضحك من في النار ينصهرُ لا تكذبي لم تكوني اليوم عاشقة الله في عون من يهواك يا قمرُ ماذا تريدين مني والهوى كذب وفيّ يا غايتي من كذبكم عبرُ لا تجزعي أن مضى دهر على زمني إذ كيف يجزع من قد فاته الضررُ لا تذكري العهد مني إذ أكدره صفاء عيشك مني جاءه الكدرُ قالت: (وكيف تحب اليوم) قلت لها الحب جاء به يا غادتي القدرُ لا تذكري ثوب شعر قد وهبتكم فليس منك سوى النكران يشتهرُ وسوف أبنيك شعراً يا معذبتي فأنت دوني وردٌ ما له مطرُ قالت وقالت ولم أصغِ لمنطقها ماذا يفيد إذا حل النوى الهذرُ لا تنظري لدروبي بعد هجرك لي أخاف أن تحزني يوما فأستعرُ وإن دربك ملء العين غايته أنسٌ فأنت له يا غادتي النظرُ حل الوداع ففاض الدمع من حرق ودمع قلبي فوق القلب ينهمرُ عليك مني سلام لا أكدره بالوصل إني عن التكدير أنزجرُ ليهنك اليوم يا حسناء هجرك لي ليهنك اليوم أن الصدّ يزدهرُ إني على عهدنا ما زلت أحفظه إني بدرب الوفا يا (حب) أفتخر ُ رشيقة القدّ ما أحلى ابتسامتها منها الحياء وفي أجفانها حورُ حل الفراق فقولي كيف حالكم بعد الفراق وهل يأتي لكم خبرُ؟ مصعب بن سلطان السحيباني