عندما يقع الإنسان في مفترق الأمور يُطلبُ منهُ أن يكون ذا قلب رشيد وعقل عطوف.!! وهذا من الاستحالة ومن يدعي ذلك كاذب. فإن وضعتُ قلبي في عقلي فقدتُ رُشدي.. فلا شيء يأتي مكان شيء إلا أفسده! نحن نعيش على طاقة أرواحنا وسلامة قلوبنا طاقة ندعو الله ألا تنفذ ولا تبلى.. تلاشي التحمل من تصرفاتنا تلا شيء مرعب يجبرنا على افتعاله رغم تضادنا. وأنا بنيتُ لك في عيني أسواراً مشيدة من زُبر الصبرِ وأفرغتُ عليها من التعاويذ قطرا..! وظننتُ من صلابتها أن لن يستطيع عليها أمرا.. لكنها «لظى» نزاعة للقِوى.. جعلت من ضلوع جسدي محتطبا. لو أن نساء الكون تموت حقاً في عينك.. لو أن وجهي وصوتي وعطري يعدهم عدا. فأنا لن أستفيق من غضبي حتى يتشكل الغيم بي.. ويرسم ضوء القمر على وجهه وجهي.. وترسم الشمس ظلالها على المنازل رسمي.. حتى تشعر بأن الطريق لزج من دوني.. والمنعطفات كأنها منعطف جسدي.. ويخيل لك أن اللافتات عناوينها اسمي.. إلى أن تشعر بأنك أضعت المدينة من غيري.. هل يخاف الإنسان من غضبه؟ لماذا غضبي يخيفني؟! يخلع مني جلابيب صبري.. وكرامات قوتي.. فتحسب أنك صلباً حتى تغضب.. وأنك فظاً حتى تنضب.. لماذا أرى بأن يدي على أسوار صدري تترمد ولا يجدي معي الزُبر ولا يسندني قطرا!! نحنُ نفقدُ ترتيب أنفسنا لحظة الضجر نكون حمقاء ومن حولنا يرون أننا قدوة.! التعايش أصعب من العيش.. ثقيل على الإنسان أن يُفرض عليه شيء لا مفر منه إلا تقبله.. تجدهُ يعصرُ روحهُ حتى يعبر هذه الحياة بأقل التضحيات.. يجبر نفسهُ عليه جبراً مروعاً يسقط في طريقه الكثير من توازنه واتزانه.. لكنهُ يكابر ليستمر أو بمعنى أقرب هو يريده أن يستمر.! تراعي الأشياء بعضها بعضاً في دواخلنا حتى لا تذهب منا.. «لظى» قلبي عندما أكون منك غاضبا!! ** **