في عام (1991) كانت ظروف فريق الهلال الفنية سيئة، وكانت جماهير الهلال قلقة والإدارة الهلالية برئاسة المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- محبطة بسبب المستويات السيئة والنتائج السلبية لفريق الهلال في المسابقات المحلية قبل انطلاقة المشاركة الآسيوية (الأولى) للهلال، فقرر حينها رئيس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- الاستعانة ببعض رجالات الهلال المخلصين والغيورين على الهلال، وقام بتشكيل لجنة للإشراف على فريق الهلال في البطولة الآسيوية برئاسة الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله، وبالفعل لبت تلك اللجنة النداء وبدأت بالعمل وتجهيز الفريق فنياً ومعنوياً لخوض ذلك المعترك الآسيوي، فكانت النتيجة والمحصلة النهائية أن حقق الهلال البطولة الآسيوية الأولى في تاريخه بفضل ثقافة الإيثار وتغليب مصلحة الكيان السائدة في نادي الهلال منذ زمان!!.. تذكرت وعدت إلى هذه القصة وتلك الحادثة بعد أن زادت الأمور الفنية سوءًا وتعقيداً داخل فريق الهلال، وبعد أن أصبحت الأوضاع الهلالية تُدار باجتهادات شخصية، وبعد أن باتت القرارات الفنية في الهلال تصدر بقناعات فردية، وبعد أن أضحت إدارة الهلال عاجزة عن مقاومة رياح الضغوطات الجماهيرية وغير قادرة على تحمل سهام الانتقادات الإعلامية فأصبحت تتخبط يمنة ويسرة لا تعلم إلى أين تتجه ومتى تتجه ومن تواجه، وهو ما ظهر جلياً عندما قررت إدارة الهلال إنهاء عقد اللاعب السوري عمر خريبين ولكن فشلت في إحضار بديل له، وعندما أصدرت إدارة الهلال قرار إلغاء عقد المدرب الروماني رازفان ولكن رفضت استغلال توقف المباريات بسبب أيام الفيفا ومعسكر المنتخب بإحضار مدرب يليق بالهلال وكبير الكبار، وعجزت عن التعاقد مع مدرب يقود فريق الهلال في المرحلة القادمة خضوصًا أن فريق الهلال تنتظره مباريات حاسمة واستحقاقات مهمة محلية وآسيوية لا مجال فيها للقرارات الارتجالية والتخبطات الفنية والمكابرة والعناد بالإصرار على مدرب الفئات السنية!!.. وأفهم وأتفهم ابتعاد بعض أعضاء شرف نادي الهلال، وأفهم وأتفهم أن نادي الهلال قائم وواقف مالياً على دعم وبذل رجل واحد وهو الأمير الوليد بن طلال الذي سيسجل ويدون التاريخ أنه وقف وصمد لوحده أمام التحديات والعقبات المالية الكبيرة والكثيرة في الهلال وسيحفظ له جمهور الهلال هذه الوقفة وهذه المواقف التاريخية في هذه المرحلة الصعبة، ولكن مشكلة الهلال ليست مشكلة ماليةوجود الأمير الوليد بن طلال بل هي معضلة إدارية بالدرجة الأولى. وما أعنيه بالضبط هو في اختزال القرار بالدائرة الضيقة بالهلال والمتمثلة بالإدارة التنفيذية لكرة القدم داخل نادي الهلال، والتي أصبح دورها الفرجة على ما يحدث داخل أروقة فريق الهلال من فوضى إدارية وكوارث فنية ودون خطوات جادة وجريئة لتصحيح التخبطات الفنية والإحباط المعنوية داخل فريق ولاعبي الهلال، وما حدث في مباراة الهلال أمام الاتحاد الجمعة الماضية إلا صورة ونسخة مكررة لأخطاء متراكمة للدائرة الضيقة بالإدارة التنفيذية لكرة القدم داخل نادي الهلال!!.. وعلى كل حال اليوم كأن التاريخ يعيد نفسه، فالهلال يمر بالظروف نفسها وربما أسوأ، وإدارة الهلال في ورطة حقيقية وكربة إدارية لن يخرج منها الهلال إلا بإعادة تجربة شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وهي تصحيح الأخطاء الإدارية وإلغاء الدائرة الضيقة والاستماع إلى آراء رجال الهلال المخلصين والاستعانة بأبناء الهلال الغيورين وتقبل انتقادات وملاحظات الآخرين. وهذا ما ينتظره الهلاليون من الأمير الوليد بن طلال لإنقاذ الهلال قبل فوات الأوان وقبل أن يفقد الهلال صدارته في الدوري وقبل أن يفتقد الهلال هيبته في المشوار الآسيوي!!..