لا تؤخذ الأخبار ولا تؤخذ الروايات من أقوال الناس في حالات سلفت من: خبر/ رواية/ أثر أو حدث ما لم يكن ذلك حاضرًا، ويُثبته الموجودون عيانًا، أما ما مضى وغبر عليه السالف من الأيام فلا بد هنا من ضوابط تصلح حقيقته طُرًا فالنسب/ والرواية/ والخبر/ والحدث يكون الضابط في ذلك كله ما يأتي: 1 - صدق وأمانة وعقل الراوي. 2 - أن يتم السند المتصل. 3 - أن يكون الراوي يتكئ على قاعدة. 4 - أن يكون الراوي ثقة عالمًا خبيرًا. 5 - أن يُوثق/ رواياته/ أو روايته بدليل حسي يقبله العقل السليم النزيه؛ ولهذا ترك الناس كتاب (الأغاني) وكتاب (مروج الذهب) وكتاب (حدائق الأنوار) وجل كتاب (العقد الفريد) وجل كتاب (البيان والتبيين) وكتاب (الإمامة والسياسة) وتفسير (فخر الدين الرازي) أعني: (البحر المحيط)؛ لأنه عند قواعد النقد والعرض على أصول وضوابط صدق وصحة الرواية والأخبار والتفسير سقطت كلها ولا ينظر إلى من يقرأ ويأخذ من هذه الكتب لمجرد شهرتها وما فيها من غرائب وروايات ممتعة، تقوم على الخيال وبطلان السند، وكطب الرواة. إن الاعتماد على شهرة الكتاب أو شهرة المؤلف أو كثرة ظهوره وكثرة آرائه وتحقيقاته الاعتماد على هذا بحد ذاته مما يجعل النفس تخادع العقل، وتحتال عليه، ويلعب الهوى والإعجاب وتلعب العاطفة كذلك لعبًا يجعل العقل الجيد العميق في حال إبعاد وطرد؛ لتكون النفس وحيلها ولفها ودورانها هي التي تصدر الحكم فيبطل لها الخوى، وتصفق لها العاطفة تصفيقًا حارًا، لكنه دائم، وهذا سر انتشار/ المبالغات/ والتصدر/ والتعالم/ والمركزية.. جرب أن تقرأ من خلال العقل الحر المتجرد رواية أو نسبًا أو خبرًا أو قصة، جرب وحافظ على يقظة العقل وحاذر طفيان العاطفة، والعجلة أو الرؤية برؤية غيرك، ثم بعد ذلك ناقش أيضًا بعقل حاضر قوي ذوي الاختصاص، وهنا يحسن أن تتجنب كثيري الظهور تجنب هذا (النوع)؛ لأن بعضهم كحاطب ليل، أو هو مجرد ناقل من الإنترنت، أو أنه يكتب له غيره، أو أنه ينقل من المطولات ظنًا منه أن هذا هو الصواب. حاول أن تقرأ (جامع الأصول) للإمام ابن الأثير بتحقيق أخينا شعيب الأرنؤوط، وسوف تجد هناك ما تبحث عنه حسبما يأتي: 1 - السيرة. 2 - النسب. 3 - المعاملات. 4 - العبادات. 5 - سياسة العمل. 6 - النقل والتأسيس. 7 - الصحيح والضعيف. 8 - الخطاب العقلي. جرب أن تقرأ وتتأمل لكن لا تمل، ولا تستعجل فتقول: أحاديث وأحاديث، نعم الكتاب كذلك لكنه كنى بصورة ألفاظ.. وعبارات تأخذ منها سياسة العمل/ والعبادة/ والخبر/ والتاريخ. فلعلك تنسف ما بين يديك من كتب عبارة عن/ آراء/ ومذاكرات/ وعواطف/ قل لا تُغني ولا تُسمن من جوع.. وليس الخبر كالعيان. ولا يصح الرقم على الماء. ولا يصح النفخ في الرماد. ولا تقل (الصيف ضيعت اللبن). ولعل: البكري.. والكلبي.. والهمداني.. وابن سعد تكفي قراءة هؤلاء بجانب كتب أخرى غيرها كنت قد دونتها في (موازين اللغة) (ط. 1) فعد إلى هذه وتلك (عداك الذم). بريد الجمعة 1 - حمود بن هداي بن ملوح العازمي/ مكة «العلم» العلم في أصله الأول (موهبة) النقاش والبحث وسعة الأفق هذه كلها تصقل الموهبة. 2 - خالد. م. ع/ الرياض 3 - فهد. أ. م. العتيبي (الجرح والتعديل) أصل في معرفة حال الرواة لا بد من هذا «العلم».