في ثلاث مباريات فقط.. بدءاً بشباك النصر ومروراً بالاتحاد ووقوفاً عند الأهلي.. قدم «الكوبرا» الجديد يسري الباشا «24 عاما» نفسه كواحد من ألمع النجوم والهدافين السعوديين وهو يرتدي قميص فارس الدهناء في بطولة فيصل.. ففي المباريات الثلاث استطاع تسجيل ستة أهداف حاسمة من أصل تسعة أهداف توجت الاتفاق بالكأس الذهبية.. زارعاً الفرحة والبسمة على شفاه الاتفاقيين ادارة ولاعبين وجمهوراً وتاركاً الحسرة في نفوس أنصار الأندية التي فاوضته ولم تفلح في الفوز بتوقيعه لها..! في «الجزيرة» حرصنا على مقابلة هذا النجم وتسليط الضوء على جوانب عدة في حياته تكاد تخفى على الاتفاقيين أنفسهم.. اليكم الحوار وأشياء هامة عن باشا الاتفاق القادم لعالم الشهرة والنجومية من قرية «الحليلة» في محافظة الأحساء حيث مسقط رأسه وأحلامه الصغيرة التي كبرت عبر بوابة ناديه السابق العدالة. الحب للاتفاق * لحظة توقيعك للاتفاق.. هل كنت تتوقع مثل هذه النجومية والشهرة بهذه السرعة؟ - بصراحة.. لا لم أكن أتوقع لكني كنت مليئاً بالعزم والاصرار على اثبات وجودي وتعريف جمهور الاتفاق أولاً بي كلاعب قادم من ناد يلعب في الدرجة الثانية صاعد لتوه من الدرجة الثالثة.. وكي أثبت لهم أيضا أنني صفقة مربحة للاتفاق واني عند حسن ظن من تعاقد معي. * وكيف وجدت الأجواء الاتفاقية؟! هل عانيت صعوبة مع الفريق؟ - اطلاقا.. بل على العكس من ذلك وجدت ولمست كل الترحيب والتعاون وحقيقة «الشباب ما قصروا معي».. وساعدوني في الوصول الى ما وصلت اليه من نجومية وشهرة مثل ما تقول في سؤالك الأول وشعرت وكأنني في نادي العدالة.. لم تختلف عليَّ الأمور كثيراً.. الكل معي وقريب مني رغم ان الفترة التي أمضيتها مع الفريق قليلة نوعاً ما فهي شهر ونصف الشهر تقريباً لكني الحمد لله استطعت التأقلم مع الفريق وزملائي اللاعبين.. وحتى الادارة والمدرب لم يبخلا عليَّ بالاهتمام والتوجيه.. وكانا قريبين مني أيضا. * لماذا الاصرار على ارتداء القميص رقم «11» سواء في العدالة أو الاتفاق؟! - لأنني منذ ان كنت لاعباً ناشئاً في العدالة وتدرجت الى الشباب والفريق الأول وأنا ألبس الفانيلة رقم «11» وليس القصد تقليد لاعب معين.. مجرد تعوّد وتفاؤل بهذا الرقم.. فأنا ارتاح وأفضل هذا الرقم كثيراً. * من هو اللاعب الذي تأثرت به محلياً وتتمنى الوصول لمستواه؟. - والله هناك أكثر من لاعب بصراحة.. لكن أنا أعتز باللاعب والمهاجم الكبير ماجد عبدالله. * معنى ذلك ان لك ميولاً نصراوية عندما كنت لاعباً في العدالة؟ - لا أبداً.. أنا اتفاقي منذ الصغر والحمد لله أنني لعبت للفريق الذي أحببته عندما كنت صغيراً وبرزت معه كهداف. * وماذا عن الصعيد الدولي.. من هو لاعبك المفضل؟ - حقيقية.. أتمنى ان أصل لمستوى ريفالدو ومعجب جداً بموهبة ومستوى اللاعب الكبير مارادونا. كلمات مؤثرة * أثناء استقبال أمير المنطقة الشرقية لكم لاحظنا سموه يتحدث اليك بكلمات.. وكذلك عند صعودك للمنصة لاستلام ميداليتك الذهبية تحدث معك أمير الشباب هل لنا ان نعرف بماذا تحدث سموهما معك؟ - ما في شك ان حديث وكلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية خلال الاستقبال كانت مشجعة لي ومؤثرة في الوقت ذاته فقد طلب سموه مني البقاء في الاتفاق والمواصلة معه وعدم التفكير في الانتقال لأي ناد آخر وأنا وعدت سموه بذلك. أما بالنسبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أمير الشباب والرياضة فقد قال لي كلمات تحفزني على المزيد من البذل والعطاء ومضاعفة الجهد بقوله «اجتهد أكثر» وأنا أعد سموهما الكريمين بمواصلة العطاء للأفضل ان شاء الله حتى الوصول الى صفوف المنتخب وتحقيق البطولات مع الأخضر ومع الاتفاق. طموحي الأخضر * رغم تألقك ونجوميتك كلاعب هدّاف إلا أنك ما زلت تعيش مرحلة البدايات بعد انتقالك من ناد صغير أو مغمور الى آخر كبير ومعروف بتاريخه وبطولاته كالاتفاق.. ما هي طموحاتك وأحلامك كلاعب؟ - بلا شك ان طموح أي لاعب ان يصل لصفوف المنتخب.. وهذا هدفي الأول.. وبالنسبة لي مع الاتفاق هذا الموسم فإنني أتمنى أن أحقق لقب «الهداف».. ولكن لست مستعجلاً في الانضمام للمنتخب. * ماذا تقصد ب«لست مستعجلاً»؟ - يعني إذا تم استدعائي خلال الفترة المقبلة فسأكون سعيدا بلاشك لأنني حققت الطموح والهدف الذي أسعى له.. ويبحث عنه أي لاعب.. لكن في حالة تأخر هذا الاستدعاء أو الانضمام فلا مشكلة لدي.. فسوف استمر في مضاعفة جهدي والتعود بصورة أكبر وأفضل على الأجواء التنافسية في الدوري الممتاز كي أثبِّت أقدامي أكثر وأتعلم ما يفيدني أكثر كلاعب بعد الاستفادة من توجيهات زملائي والمدرب واداريي الخبرة لتطوير مستواي حتى أصل للمنتخب وأنا في قمة جاهزيتي ومستواي وأكون قد استفدت من المرحلة السابقة في تلافي الأخطاء.. كما أنه من الصعب عليَّ الآن اللعب في صفوف الأخضر واثبات وجودي كلاعب أساسي لأن المنتخب الآن يضم لاعبين دوليين كبارا أمثال الكباتنة: سامي الجابر، طلال المشعل، والحسن اليامي.. وأنا سوف اجتهد ان شاء الله في تطوير مستواي كما قلت لك والسعي بقوة للوصول الى صفوف الأخضر عاجلاً أم آجلاً. * قد تكون مخاوفك مبنية على تجارب من سبقوك من اللاعبين الذين برزوا وتألقوا وعندما تم ضمهم لصفوف الأخضر تراجعت مستوياتهم وأفل نجمهم.. هل هذا صحيح؟ - لا أخفيك صراحة.. هذا الأمر قد حسبت حسابه ووضعته في بالي أيضا.. فأنا أريد ان العب مع الفريق أكثر حتى أثبت وجودي واكتسب مزيداً من الخبرة واستفيد من التوجيه.. فأنا كما تعرف لاعب قادم من دوري الدرجة الثانية وفريقي صاعد لتوه الى هذه الدرجة قادما من الدرجة الثالثة.. واحتاج لمزيد من الخبرة للتأقلم أكثر للعب مع الفرق الكبيرة وفي الدوري الممتاز. * هنالك لاعبون برزوا سواء كمهاجمين أو هدافين مع أنديتهم لموسم أو موسمين.. تسلطت عليهم الأضواء الاعلامية لكنهم لم يلبثوا أن اختفوا بمثل السرعة التي تألقوا بها وهنالك أمثلة عدة مع أندية كبيرة وصغيرة.. هل تساورك مخاوف بمثل هذا النوع؟ - والله أنا واثق من قدراتي كلاعب وأطمح للمزيد واعداً الجميع بأنني سوف أطور من مستواي للأفضل.. ومع احترامي للاعبين الذين قصدتهم في سؤالك.. أنا مختلف عنهم.. وصدقني ان الأخ هلال الطويرقي المشرف على الفريق نصحني بعدم الانسياق وراء الاعلام والصحافة في هذه الفترة وطالبني بالابتعاد عن اجراء الحوارات والمقابلات الصحافية وكان يقصد ان يحافظ عليَّ من الغرور أو «شوفة النفس» وأنا تفهمت ذلك ووعدته بالابتعاد والتوقف عن الحديث للصحافة.. وهذا الحوار معك يا أخ سامي في «الجزيرة» هو الأخير بعده سأتوقف احتراماً لوعدي وتقديري للطويرقي. رغبة الانتقال * قلت ان طموحك الوصول الى المنتخب وتحقيق لقب الهداف.. أليس من ضمن طموحاتك الانتقال الى صفوف ناد كبير كالهلال أوالاتحاد على سبيل المثال؟ - بصراحة حالياً لا أفكر في الانتقال فأنا مرتاح جداً خصوصاً من الناحية النفسية في الاتفاق وسألعب له هذا الموسم كاملاً وأنا بحاجة للعب والحمد لله ان الله وفقني في الحصول على بطولة في أول مشواري مع الاتفاق. * لكن يبدو أن نية الانتقال موجودة لديك؟! - مثل ما قلت لك حالياً لا.. لكن اذا تحصلت على عرض مغرٍ في المستقبل والله أراد أن انتقل سوف أفعل.. خصوصاً وأننا نعيش عصر الاحتراف.. لكنني الآن مرتاح في الاتفاق وأحب ان اطمئن الجماهير الاتفاقية بأنني باق مع الفريق. * قبل مباراتي الاتحاد والأهلي ألم يراودك شعور كبير بأنك سوف تسجل أو هل أخبرك أحد المقربين لك بأنك سوف تسجل أهدافاً حاسمة؟ - حقيقة كلمني أكثر من مرة الكابتن عمر باخشوين وهو بالمناسبة كان يشجعني كثيراً.. وقال لي سوف تسجل يا باشا.. كذلك الطويرقي وكلاهما كانا متفائلين كثيراً بأنني سوف أسجل.. وكانا يقولان لي «إحنا متفائلين فيك». * كيف كانت مشاعرك والجماهير الاتفاقية تحملك على الأعناق في المطار وفي النادي؟ - ما تتصور وش كثر كنت فرحان وسعيد.. وهذا الحب والاستقبال الكبير من جماهير الاتفاق حمَّلني مسؤولية وحملا أكبر وان شاء الله ربي يوفقني في رد هذا الحب لهم وأكون عند حسن ظنهم. مفاوضات الهلال * بصراحة كابتن يسري.. هل ندمت على عدم انتقالك للهلال أم حمدت الله أنك تحولت للاتفاق وابتعدت عن الهلال؟ - لا.. بالعكس أنا حمدت ربي كثيراً أنني انتقلت للاتفاق خصوصا وان مفاوضات الهلال توقفت.. وأنا برزت الآن مع الاتفاق والحمد لله على كل حال ولا تنس أنني اتفاقي منذ الصغر. * ما السبب وراء توقف مفاوضات الهلال وعدم انتقالك اليه؟! - لم تكن هناك عوائق موجودة في المفاوضات لكنها توقفت فجأة بسبب سفر الأمير بندر بن محمد وفي خلال فترة التوقف هذه فاوضني الاتفاقيون بسرعة وأنهوا اجراءات انتقالي بنفس السرعة والحمد لله على انتقالي للاتفاق ومثل ما يقولون لعلها «خيرة» بالنسبة لي ان ألعب للاتفاق وليس الهلال..! * لكن غالبية الجماهير الهلالية تشعر بالحسرة على تفريط مسؤولي ناديها بلاعب مثل قدراتك وامكاناتك خصوصا بعد بروزك بهذا المستوى الرائع؟ ما رأيك؟ - هذه شهادة لي من هذه الجماهير الهلالية بأنني ولله الحمد صفقة ناجحة وليس صفقة فاشلة..والحمد لله ولا يفوتني ان أذكر بأن الجماهير الهلالية جماهير «ذواقة» للكرة وللعبة الحلوة. * وهل استمعت الى النصيحة التي أسداها اليك الأمير بندر بن محمد عبر لقاء فضائي أجري معه مؤخراً؟ - لم استمع اليها حقيقة مباشرة.. لكن أحد الأصدقاء المقربين لي نقلها لي وأشكر سمو الأمير على نصيحته وان شاء الله أعده بأن يتطور مستواي وأكون عند حسن ظن الجميع.. ونصيحة سموه ستكون دافعا لي لتقديم المزيد والأفضل من العطاء والمستوى. رسائل مهمة * لو طلبنا منك توجيه ثلاث رسائل لادارة وأعضاء شرف وجمهور نادي الاتفاق.. ماذا ستقول فيها؟ - لنبدأ بالجمهور الاتفاقي العزيز على قلبي وأقول له: اللاعبون والفريق بحاجة ماسة لمزيد من التشجيع والمؤازرة منكم ووقفتكم معنا مطلوبة في الدوري. ولادارة النادي أقول: لم تقصروا فقد قدمتم الشيء الكثير ووفرتم لنا الدعم والاهتمام. أما أعضاء شرف الاتفاق فأقول لهم: لابد من دعمكم فهو المطلوب في المرحلة المقبلة.. أتمنى ان تستجيبوا لهذه الرسالة. * ما هي كلمتك الأخيرة في نهاية هذا الحوار؟ - اشكر الله على ما تحقق لي شخصياً وللاتفاق ثم اشكرك يا أخ سامي على هذا الحوار والشكر موصول لكل العاملين في القسم الرياضي بصحيفة «الجزيرة» وأعدكم بمزيد من التألق والأهداف.