وكيف للعصافير أن تغرِّد مجدداً.. هل بإمكان الحرب التي تدق طبولها.. أن تترك متسعاً لمياه الخليج كي تحتضن مجدداً نوارس بيضاء.. أم هي تستعد الآن لاستقبال بقع الزيت المهدر وبقايا أجنحة الطيور المهاجرة إلينا... التي كانت تظن أننا سنظل كما نحن.. شواطئ دافئة بالأحلام والأمنيات. معبأة بصوت الغواصين وحدائهم الجميل ولحظات الاغتراب الطويل في زرقة البحر ولجة الحلم الذي تنسجه على الحافة الأخرى شابة سمراء تنتظر بلهفة لحظات العودة الموشاة باللؤلؤ والأصداف! ** في زحام الأخبار والتحليلات.. والحرب التي تهدر بصمت.. تنتظر كلمة من بوش الابن.. وصدام يغزل من تجاعيد السنين المحفورة في وجوه نساء العراق.. رداءً يتقي به الهزيمة.. ويبقى طاووساً لا يعرف من الحياة سوى التبختر والكبرياء... ** كل الوجوه التي صنعها صدام شبيهة له.. يتقي فيها شر الاغتيال.. لن تمنحه طعم الراحة.. ولن تمنحه مذاق الحياة الحقيقي.. فيكفيه ما تقوله دموع الأطفال وتجاعيد وجوه النساء حتى يعرف حجم ما اقترفه طوال السنين. ** كيف نسرب الماء... باتجاه ورداتنا.. وكيف نبقي لأحلامنا وجهها الأبيض ونحن في عالم تقدِّم لنا شاشاته وجه الغطرسة القميء حين تتبادل مواقعه شرقاً وغرباً.. فالله المستعان. الرياض 11496 ص.ب 26659 [email protected]