تجاعيدها التي تحتل وجهها وكفيها، وتحاصر شفتين تبتسمان فرحاً ب"قرعة"عاندتها لأكثر من 13 عاماً مضت في انتظار أن تخضب كفيها ب"حنة الجنة". "خيرية"التي تبدأ عقدها التاسع بفرحة لا مثيل لها، صبغت أناملها بالحناء احتفالاً بزيارة بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى، كما تفعل التونسيات غالباً. انتظرت 81 عاماً لتصبح"الحاجة خيرية". ترفع يديها مفتخرة ب"حنة الجنة"، التي تعتبر موروثاً تونسياً للذاهبات للوقوف بعرفة، تقول بابتسامة تنطق بالسعادة:"وأخيراً صبغت يدي بحنة الحج. كنت أنتظر هذه اللحظة برشا". رمت خيرية التونسية أعوامها الكثيرة وراء ظهرها أمام تحقيق حلمها بالحج إلى بيت الله الحرام، فإضافة إلى حنائها، خاطت ملابس الحج البيضاء التي تعتبر أيضاً من تقاليد بلادها، فألاً بأن تعود إلى الديار بيضاء النفس والروح، خالية من كل ذنب.