ودع رجال الفكر والأدب والصحافة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر رجب زميل الأدب والفكر والصحافة الأستاذ عبدالله باهيثم بعد معاناته مع المرض الذي ألم به وألزمه الفراش طويلاً.. وقد كان خبر وفاته الذي نزل على الجميع كالصاعقة وخيم الحزن على وجوه جميع محبيه رحمه الله وأذرفت الدموع حزناً على فراقه. كيف لا يخيم الحزن على الوجوه.. وكيف لا.. تذرف الدموع على وداعه إلى مثواه الأخير الذي شهده ذلك الجمع الغفير من رجالات الفكر والأدب ورجال الإعلام وألسنتهم تلهج له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه رب العزة والجلال فسيح جناته جنات النعيم وأخذ الجميع يرددون {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} . أخذت أنظر إلى وجوه أهله وأبنائه الذين أصابتهم الفاجعة على رحيله وهم غير مصدقين أنه سيتركهم بدون رجعة بعد معاناته مع ذلك المرض والذي كان أهله يعدون العدة لسفره إلى خارج المملكة لتلقي العلاج بعد أن أمر صاحب السمو الملكي سيدي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» صاحب الأيادي البيضاء والقلب الرحيم كعادته «حفظه الله» في مساعدة المحتاجين والمعوزين وخاصة المرضى منهم، أدعو الله لسموه أن يكتب جميع أعماله في موازين حسناته. ولكن القدر لم يمهل باهيثم طويلاً حتى يسافر إلى الخارج لمواصلة علاجه.. واختطفته يد المنون إلى مثواه الأخير بعد رحلته المرضية الطويلة. فكيف لا أعرف عبدالله باهيثم؟ إنه نعم الرجل رجل الفكر والأدب والثقافة والزميل الذي عملت معه فترات طويلة ابان عملي كصحفي في جريدة الندوة سنوات طويلة وكان دائماً يتصل بي ويطلب مني أن أذهب إلى رجالات الفكر والأدب لإجراء التحقيقات والمقابلات الصحفية معهم بعد أن ينسق معهم المواعيد لإجراء المقابلات وكنت أمكث معه في الجريدة ساعات طويلة من الليل وهو يعد لظهور صفحاته الشعبية وقد شجعني ذلك كثيراً على مواصلتي العملية الصحفية.. وكم تعلمت الكثير والكثير على يديه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعوضنا فيه كل الخير. أدعو الله أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.. وعزاؤنا أن عبدالله با هيثم قد توفي.. فإن فكره وأدبه وثقافته لم ولن تموت وستظل راسخة في عقول الجميع فأقول إلى الفردوس الأعلى يا باهيثم إن شاء الله.