كان الأمل بأن يزال كل ما عَلِقَ من زمن.. وما بقي من أزل... وما تكدس من زعل.. ما عاش في قوالب قلوبنا.. وجحور صدورنا، وما انتفض بهِ الوقت وما أوجب منهُ الموت..! وما كان يوماً منحنياً... وظهرهُ كالقوس. كان كل هذا في حاجة ملّحة لخوض الحياة لانتشاله، ولا ينتشلُ شيء من الحياة بدون عتاد. ساحة كبيرة..تمتدُ على مد البصر.. قُتلت فيها أزهار العُمر.. نحتاج بأن يكون لنا عِدَّة نعتادُ بها وقوة نرتكي عليها.. وأن تكون تلك القوة كافية بأن ننتصر اليوم، ونأتي بما كان من خلفنا من موت الزهر. «زهاب» أنت قوتي وعدتي وعتادي... أرضي الصلبة وسمائي... جبالي الرواسي وهوائي. فقد يباغتك الفرج على شكل شخص سليم خالي من عيوب الأنانية والتفاهة؛ شخص أقرب ما يقال عنه بالمعجزة... يملك كل زهابك. يستطيع حمل همك وحملك. ويقاوم كل شيء ممكن أن يكون حدث فوق ظهرك. فيكون ذا حكمة بالغة وبالٍ طويل وقلب مغضرف. كل من غشى داخلهُ الصبر فقد تعود عليه، وهو يراه نجاتهُ الأولى وطريقه الصحيح. ولا يبالي بعدد العمر الذي بذلهُ به فقد أكل منه أكثر مما يظن.. وهذا غالباً جيد. نعتقد أننا ندفن شعورنا في أوقات الحاجة له؛ لأننا لم نجد ما يناسبه.. وكل شيء كان يقول أنه سيموت أو سيخرج بصورة بشعة.. فالتراب لايحسن الخروج من تحته معافى. لكننا نرى بأنه دُفن على أمل الخروج يوماً.. وما دفن بأمل .. لا يموت ولا يخرج بشعاً. فكل تلك الخيبات المتكدسة والتنازلات المفعولة، والانهزامات المتتالية زالت.. ليس بطوع منها بل ب«زهاب» أُعد لها. أصلحتَ الدُنيا من جديد.. سُدت ثقوب الليل وعاد النهار كما كان كاملاً. واستقام ظهر الزمن وتسيد السلام داخلي سيادة العمر.. وقد عبر كل ذلك عبور الخيال. نقف بعد خوض فترة من حياتنا مذهولين كيف كل ذلك عبر؟! كيف خرجنا منهُ بهذا الشكل المقبول الذي ممكن أن نكمل به. فتريثوا في اختيار زهاب يليق بكم كامل لا يجبركم على بحث نواقصه. يعتد لكم ويعدكم. فلا تعتقدوا أن من تباهى بذلك اجتازه بمفرده.. «فأنا لم أجتز كل ذلك إلا بك..!» ** **