لست بصدد الحديث عن هواية العز والمجد، فتاريخها الأصيل منذ فجر التاريخ وعراقة سيرتها الموثقة في المؤلفات العديدة الخاصة بكل تفاصيلها المشوّقة كفيلة بذلك وإن كنت سأعرج على وصف الصقر (الطير) وأنواعه وبعض نماذج الشعر الشعبي لكبار الشعراء الشعبيين ومشاهيرهم في تماهٍ وتجانس ينحو صوب الإلمام بكافة جوانب الموضوع المشار إليه أعلاه، ولكني أشير بادئ ذي بدء لأهمية ورود - الصقر- في شأن بلاغي له أهميته القصوى وتحديداً «التشبيه» في يوم يعتز به أبناء المملكة العربية السعودية قاطبة وهو فتح الرياض إيذاناً بتوحيد الوطن وتأسيسه على يد موحده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه- من ذلك قصيدة الشاعر الحوطي - من أهل ضرما - (1) الحربية (العرضة السعودية) حينما فتح الملك عبدالعزيز الرياض فكان أول من رفع عقيرته بحربيته المشورة: ومنها: وفِي السياق نفسه يجسّد شاعر الحربيات -العرضة- فهيّد بن دحيّم - رحمه الله- في تشبيهه المتمحور حول - الصقر- كريم الصفات النادرة كعزة النفس وعلو الهمة والشجاعة بقوله: وقد اشتهر ملوك ورموز المملكة العربية السعودية بهواية الصيد بالصقور (المقناص) ووثّقت نصوص الشعر الشعبي «مقانيصهم ومواضعها» منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وأبناؤه الملوك من بعده - رحمهم الله- سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وآدام عزه- من ذلك ما ورد عن أحد مقانيص الملك فيصل -رحمه الله- في صحيفة الجزيرة صفحة الوراق العدد 12449 الموافق 7 شوال 1427ه وتحديد مواضع منها (أجله، البريكه، القهب، ذريّع، سجا) وكذلك حوت القصيدة الموثقة لكل ذلك في ديوان ابن بليهد (عزام) وهو اسم صقر الملك فيصل - رحمه الله-: ومنها: ومن رموز هذه الهواية المُشرِّفة الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمهما الله- والأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز - أمير منطقة تبوك أطال الله عمره وآدام عزّه- الذي أولى عنايته الخاصة وتشجيعه الكبير لهذا الشأن المتمثل بتأسيسه في عام 1998م لمركز فهد بن سلطان للصقور كصاحب سبق ومنجز يحسب لسموه الكريم في هذا المعلم الحضاري في المملكة العربية السعودية . كذلك فإن مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور هو مهرجان دولي ينظمه نادي الصقور السعودي وهو المسابقة الأكبر في العالم للصقور أقيمت النسخة الأولى منه في الفترة من 25 يناير حتى 3 فبراير 2019م. ودخل المهرجان موسوعة «غينيس». وقد أُلّفت مراجع عدة من قبل المهتمين في أنواع الصقور العربية منها كتاب» الصقر والصقار حب وإيثار» لمؤلفه فلاح المنصور الذي جاء فيه: (تختلف المسميات من بلد إلى آخر - وتختلف التصنيفات.. وتختلف الألوان.. وفِي كل بلد تختلف هذه المصطلحات فمثلاً الباز في دول الخليج هو من فصيلة الصقور ولكنه غير مرغوب جداً عند الصقارين - بينما هو أساس الصقارة في بلدان أخرى مثل الدول الأوروبية والمغرب العربي. ولكن هنا في المملكة العربية السعودية عرف صقار الجزيرة نوعين فقط من الصقور: 1- الحر وجمع المفرد منه حرار - بفتح الحاء والراء. 2- الشاهين ومؤنثه شيهانه وجمعه شياهين. (1) الحر وينقسم إلى أ- وكري جبلي. ب- حر بحري. (2) الشاهين وينقسم إلى أ- شاهين جبلي. ب- شاهين بحري. قالوا من الصفات المميزة لهذا النوع من الطيور الجارحة أنه يبيض ثلاث أو أربع بيضات وتكون الفراخ على نحو مندرج من حيث الجودة أو الصفات فدرجوها كالآتي: 1- نادر . 2- لزيز. 3- محفوره. 4- تبع. 1- النادر: هو أكثر الفراخ قوة وأشدها صيداً وأكثرها رغبة من قبل الصيادين. 2- اللزيز : أقل من النادر وهو قريب منه. 3- المحقورة: وهي أقل شأناً من الاثنين السابقين. 4- التبع: وهو غالباً الذكر وهو لا يساوي شيئاً: في عرف المحترفين من الصقارة وتبعاً لهذا التصنيف الذي يطلقه الصقارين على الفراخ يكون هناك تصنيف آخر للصقور الكبيرة فيطلقون عليها كالآتي: 1- حر كامل وهو يشمل النادر واللزيز من الفراخ. 2- حر مثلوث: وهو يعني المحقورة وما يطلع عليه بعض الصقارين الكوبج. 3- حر ربع وهو التبع). وهناك عدة شعراء برعوا في وصف الصقر (الطير) في قصائدهم مثل بدر الحويفي الحربي- رحمه الله- وعبدالله بن عون وشاعر هَوازن عبدالرحمن العطاوي الذي يقول: ... ... ... (1) أهازيج الحرب أو شعر العرضة- عبدالله بن محمد بن خميس