ليس كل ما تحصل عليه في حياتك يُعدُ مكسباً؛ فالمكاسب الحقيقية هي من يخرج أثرُها عليك ينمو بك ويعطيك.. كل شيء مر بنا كان له خياران جيداً كان أو سيئاً؛ نتيجة الحصول عليه ستنسيك ما مررت به على كل حال.. لكن.. هناك ذخائر جاءت ثمن معارك طاحنة قُصت من جنبات أرواحنا. معارك كنا نعتقد من فرطِ شقائها أن النتيجة لن تكون لنا.. ذخرنا بها بعدما مشينا طرقات طويلة ووقفنا على عتبات كثيرة.. ودفعنا سنوات ثمينة.. حتى نذخرها.. غنائم نعدُها ولا تُحصى.. ولكن ليست كل الغنائم « ذخائر !! « ... فأنت وقتما تحصل على غنيمتك فإنك تأخذها في وقتها وتتذكرها كل حياتك.. لكن ذخيرتك هي الشيء الذي يبقى معك كل يوم.. وعلى مدى عمرك وأقدارك تذخرها بتلازم البقاء الأبدي إلى جانبك.. وغالباً ما تكون روح، وهذه هي فكرتها .. !! ثم تبدأ رحلة التنازلات التي تكتظُ في صدرك، وتبدأ الأشياء بأكلك حتى تحافظ عليها. وتكون هناك علاقة عكسية بين وجودها والبذل لها؛ فهي نقطة قواك وضعفك.. فماذا يعني أن تذخر بإنسان ؟! يعني أن تأخذه أخذ الفائز بأعظم أحلامه وتجري به في الحياة كما يجري الخائف على فقدانه.. يعني أن يكون معك طوال ما كنت على يقظة أو حُلم تجدهُ نائماً في جفن عينك... آخر كلمة منه علقت في أُذنك... ولا تكفُ عن شمّ عطره في يدك. أن تكون جيداً وقت حضوره صلباً من صلابته.. لا تخور أبداً حتى وإن كان ذلك هو المفروض.. «ذخيرة» ... باتت حياتي على محمل الجد.. أحلامي تتحقق، ونجاحي يستمر وأيامي تتجدد. العمر هو التقائك بنفسك من جديد في حُلتها التي تُحب وقوامها الذي أردت وشكلها الذي خططت. غير ذلك علقهُ على الحائط... فالعمر الذي لم تعشهُ بقلبك ليس عمراً ..! فاتجاهاتي التي وضعتها لي لم أعد أُجيد المشي في غيرها.. قوانين وجودك أصبحت قوانين حياة. وإني لا أفرط بك يعني أنني اشتريك لا شيء آخر. فنحن نشعر بالدفء الجميل وقت شعورنا أن أحدهم يحاول من أجلنا.. فالوقوف هكذا بشكلين متقابلين على طرف جُرف ليس بالوقوف السهل مطلقاً.. لكنها فكرتي.. أنك أنت من تنقذني من الهاوية في كل مرة.. أو أنا التي أريدك أن تفعل لا يهم..! إلى درجة أن وجودك جعلني لا أرى ذخائر أخرى فلقد جمعت انتصارات البشر في عيني، وملأت ما بين السماء والأرض عندي..وهزمت كل شيء ممكن أن يكون شيء بعدك..!! ** **