تتوالى قرارات ولوائح التصحيح في الرياضة السعودية والعمل في أنديتها رياضيًا وماليًا بهدف التطوير والتنظيم وتطبيق معايير حديثة ومنظمة لها، من أجل مستقبل أفضل أكثر احترافية وإنتاجية، من خلال عدد من القرارات والنظم كما هو حاصل مثلاً في نظام الحوكمة الإدارية وإستراتيجية دعم الأندية وفق معاييرها المحددة. أحد أهم أهداف الإستراتيجية دفع الأندية إلى الاهتمام بالألعاب والرياضات المختلفة وفرض تطورها وانتشارها لتسهم مستقبلاً في المشاركات السعودية في الدورات الأولمبية والبطولات القارية، وجاء التركيز على عشر ألعاب في العام الأول (كرة الطائرة والسلة واليد وألعاب القوى والتنس الأرضي والتايكوندو والكاراتيه وكرة الطاولة والسباحة والدراجات)، وأضيفت لها هذا العام خمس ألعاب أخرى هي (الألعاب الإلكترونية والجمباز والريشة الطائرة والجودو ورفع الأثقال). ويدعم هذا العدد من الألعاب التقييم الذي يتم لكل ناد ويستفيد من نظام النقاط الموحّد الذي يعطي لكل لعبة (100) نقطة وقيمة النقطة الواحدة (320) ألف ريال. المفترض أن المبالغ التي تحصل عليها الأندية بموجب هذا النظام تصرف كلياً على تلك الألعاب وتسخّر لتطويرها ودفع مكافآت لاعبيها ومستحقات أجهزتها الإدارية والفنية، وهو أمر لا يحدث حاليًا - مع الأسف - في كثير من الأندية خاصة الكبيرة منها، والتي تحقق البطولات في الألعاب المختلفة، إذ تذهب معظم إن لم يكن جميع مبالغ الدعم لهذه الألعاب إلى غيرها، بل إن مكافآت الفوز بالبطولات لم تصرف للاعبين الحاصلين عليها في بعض الأندية، وهناك ما هو أعظم من ذلك، إذ إن بعض الأندية (أجبرت) لاعبيها على قبول تخفيض ما يخصص لهم من مكافآت البطولات التي حصلوا عليها إلى 30 % من قيمتها، ومع ذلك لم تصرف لهم حتى الآن، وهذا أمر موجود في أكثر من لعبة لفرق حققت بطولات هذا الموسم من غير ذكر الأسماء(!) ولا يستطيع اللاعبون أو المدربون أو الإداريون الحديث عن معاناتهم تلك، علناً أو عبر وسائل الإعلام، خوفاً على ألعابهم ومستقبلهم في أنديتهم، لكن وزارة الرياضة والاتحادات المعنية، تستطيع (إذا رغبت) الوصول بسهولة ومعرفة تلك الأندية والألعاب، بطريقتها وباستفسار مباشر. الواقع الحاصل في الألعاب المختلفة يأمل ممارسوها ومحبوها ومتابعوها أن تلتفت إليها جهود الوزارة الموقرة لتغييره من خلال نظام خاص بها على غرار (شهادة الكفاءة المالية) تكون فقط لهذه الألعاب وتضمن تخصيص مبالغها لها لتطويرها وانتشارها أكثر، وتحفيز وإنصاف لاعبيها وتشجيع المزيد من الناشئين الواعدين على الانخراط فيها. كلام مشفر * مكافآت البطولات التي تُصرف من وزارة الرياضة والاتحادات للألعاب المختلفة لا تُصرف عليها في أندية معروفة، ورواتب المدربين والإداريين العاملين في تلك الألعاب متأخرة في بعض الأندية قرابة ستة أشهر، ويريدون وينتظرون نتائج وتوفيق من الله في الألعاب الأخرى التي يدفعون فيها (حق الغلابة)! * البداية السيئة التي استهل بها فريق الاتحاد لكرة القدم مبارياته هذا الموسم في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، كررها في مستهل الدور الثاني، بل إنه قدَّم أمام الاتفاق نفسه مستوى أسوأ مما كان عليه عند انطلاقة الموسم، تسعون دقيقة هي الأسوأ على الإطلاق، ذكَّرتنا بالأداء الذي كان يقدّمه الموسمين الماضيين، عندما نافس على عدم الهبوط، خسارة الفريق بهدفين فقط، جاءت لأن (الكوماندوز) كانوا رؤوفين وحنينين جداً بمنافسهم، وفرَّطوا في فرصة تحقيق نتيجة تاريخية لم تكن على بال أكثر الاتفاقيين تفاءلاً. * حصول (هبوط حاد) في مستوى لاعبي فريق كرة قدم - أي فريق - في مباراة لا يمكن أن يأتي اعتباطًا أو يحدث فجأة، خاصة إذا كان الهبوط جاء في لاعبيه جميعاً (دفعة واحدة) خلال المباراة، سواء الذين شاركوا في التشكيل الأساسي أو الذين تمت الاستعانة بهم من دكة البدلاء، والأسباب لن تكون (فنية أو بدنية) فقط، فالهبوط الجماعي يعني أن هناك خللاً إداريًا، ونقصًا في التهيئة النفسية، والأهم من ذلك قد يعني وبشكل كبير عدم حصول بعض اللاعبين (وبخاصة المحليون) على مستحقاتهم سواء رواتب أو حوافز (مكافآت) معتادة أو وعود قد تتحوّل إلى سراب. * إذا لم يقم رجال النادي (الخبراء) بتدارك وضعه ومد يد العون للعمل الإداري الحاصل و(المتعثّر) خصوصًا الجانب المادي للاعبين (المحليين) فعلى جماهيره أن تنسى عودة (أكيدة) أو بطولة (قريبة) خارجية أو محلية.. وما زلت أقول إن النادي الكبير لا يُدار عن بعد (!!).