سحبت أندية المنطقة الشرقية البساط من الأندية الأخرى بتفوقها في الألعاب الفردية، حيث حقق رياضيوها إنجازات دولية ومحلية في عدد كبير من البطولات وفي ألعاب مختلفة، وعرفت بعض الأندية بألعاب معينة جعلت منها علما في جميع البطولات ولسنوات عديدة، كما تميز بعضها بإبراز عدد كبير من المواهب التي مثلت المنتخبات السعودية، ويأتي في مقدمة هذه الأندية نادي الترجي الذي برز في لعبة رفع الأثقال، وناديا الخليج والصفا في ألعاب القوى والسباحة، ونادي الخويلدية في لعبة الجمباز ورفع الأثقال، وأندية الساحل والهدى والجزيرة والنور والهداية بلعبة المبارزة، كما عرف ناديا السلام والابتسام بألعاب الدراجات والتنس والجمباز، ونادي مضر بألعاب القوى، ونادي المحيط بلعبة التنس. ثقافة الأندية فاضل النمر ورأى رئيس نادي السلام فاضل النمر أن تميز أندية المنطقة الشرقية وخاصة في القطيف ليس محصوراً في الألعاب الفردية فقط، بل متميزة في جميع الألعاب الجماعية باستثناء كرة القدم ما عدا نادي الخليج الذي ينافس في دوري ركاء لأندية الدرجة الأولى للمحترفين، وأندية أخرى مثل القادسية والاتفاق»، مؤكدا أن ثقافة الأندية في المنطقة الشرقية مختلفة مقارنة بباقي المناطق، فهي تنظر إلى الألعاب الفردية بالذات نظرة عنوانها أن التميز ليس للألعاب الجماعية، وهذا التوجه موجود لديها منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن بعض الأندية معروفة بألعاب معينة مثل نادي السلام الذي ظل مرتبطا بكرة الطاولة لعقود طويلة، وهذا الأمر انعكس على اللاعبين والراغبين في الانضمام للأندية»، مضيفا أن الألعاب الفردية ألعاب تحد وإثبات للذات، واللاعب يرى تفوقه ذاتيا وبشكل فردي ومختلف عن اللعبة الجماعية التي يصبح التحدي جماعيا فيها، وهذا ما يدفعها إلى تحقيق إنجازات مختلفة عبر هؤلاء الأفراد، كما أن مجتمعنا يقدر أصحاب الإنجازات الفردية ويدعمهم من مختلف شرائح المجتمع في حال تحقيقهم للبطولات. وتابع النمر: «أعتقد أن البيئة لها دور كبير في تمكين بعض الألعاب الفردية، من خلال توفير المتطلبات مثل البنية التحتية والمكان المناسب للتدريب، والاهتمام الإداري بلعبة معينة في ناد معين، هو أحد أسباب تفوق الألعاب الفردية لدينا، حتى وإن كانت التكلفة عالية في بعض الألعاب الفردية. وهناك احتضان للموهوبين والمتميزين في إدارات الأندية التي تسعى للتفوق ورفع مكانتها وتصنيفها»، مطالبا بتسليط الضوء على هذه الألعاب الفردية من قبل الاتحادات ودعم الأندية لإبراز لاعبين متفوقين». اهتمام كبير عبدالواحد المحيميد من جهته، برر المشرف الرياضي السابق في نادي الابتسام عبدالواحد المحيميد اهتمام أندية المنطقة الشرقية بالألعاب الفردية إلى أنها الأقل تكلفة من الألعاب الجماعية، الأمر الذي دفع الأندية بإمكاناتها الضعيفة إلى تطوير هذه الألعاب والصرف عليها، وبالتالي تحقيق الإنجازات، كما عزا هذا الاهتمام أيضا إلى ما سماه بتوارث الأجيال من الأبطال الذي يحمل المسؤولية للإدارات المتعاقبة بالحفاظ على هذه الألعاب، حيث يسعى كل رئيس ناد إلى تطوير الألعاب المتفوقة خوفا من أن تلتصق به تهمة الفشل»، وقال: «من السهل أن تستقطب لاعبين في الألعاب الفردية المتفوقة. وبعض أولياء الأمور مستعدون لدفع المال من أجل أن يلعب أبناؤهم في بعض هذه الألعاب». صناعة نجم من جانبه، قال مدرب ألعاب القوى في نادي الصفا، الوطني عاصم آل حزام إن من أهم أسباب تفوق أندية المنطقة الشرقية في الألعاب الفردية حبها لهذه الألعاب وممارستها والتدريب الجيد، مشيرا إلى أنه بالرغم من وجود خامات أفضل في أندية المناطق الأخرى إلا أنها لم تتوفق بسبب عشق الرياضيين في المنطقة الشرقية للعبة في وقت يلجأ الآخرون للعبة كرة القدم التي تصرف عليها كثير من الأموال. وأضاف: «لا يختلف اثنان على أن المادة هي العائق الوحيد في جميع الألعاب، ولو كنا نحصل على جزء بسيط مما يحصل عليه لاعبو كرة القدم، لتفوقنا أكثر مما نحن عليه الآن، وهذا تسبب في ترك بعض الأندية لألعابها واندثارها. ففي السابق كان هناك أكثر من 18 ناديا من المنطقة تتميز في ألعاب القوى، وكنا نستطيع تكوين منتخب خليجيي، أما الآن فقد تغيرت الظروف واهتم اللاعبون الصغار بالألعاب الإلكترونية، أو كرة القدم، مشيدا باتجاه بعض الأندية للاستعانة بالمدربين الوطنيين لتدريب فرق الألعاب المختلفة، مبينا أن بعض الأندية أولت المهمة للمتخصصين كما هو حالي في نادي الصفا وحسن العبندي في النور وأحمد عبدالنبي في مضر وجعفر سليس في الخليج، مؤكدا أنهم نجحوا في مهتمهم رغم عدم حصولهم على عائد مجز، مبينا أن تنظيم الوقت للاعب منذ الصغر يساهم في صناعة نجم كما يحصل مع نجلي حسين الذي حقق إنجازات كبيرة للنادي والمنتخب في الموسمين الماضيين في لعبة القفز وهو في نفس الوقت متفوق دراسياً». قلة الدعم أما لاعب نادي الساحل في لعبة المبارزة والحائز على فضية العرب في الموسم الماضي يحيى هزازي فقال إن هناك مواهب كبيرة في المنطقة تحتاج إلى من يهتم بها، ولذلك اتجهت إلى الألعاب الفردية لتفجير طاقاتها، وتحقيق النجاح، مرجعا عدم نجاح بعضهم على المستوى القاري والدولي إلى برامج الاتحادات الرياضية، وأوضح: «أعتقد أن الخلل في الاتحادات لأنها تنفذ برامج وأنشطة فقط، ولا تعمل على صناعة أبطال رغم وفرتهم في كافة الألعاب الفردية، وأكثر ما يصرف على الرياضة يصرف في لعبة كرة القدم، بل حتى ميزانيات الاتحادات المحلية تصرف على أمور لا تفيد اللاعبين، وبالرغم من كل هذه التحديات إلا أننا نحقق إنجازات محلية متميزة في ألعابنا المختلفة، ونطالب بدعمنا لتحقيق الأفضل على المستوى الدولي».