هناك ارتباط كبير بين الإعلام والدعوة الإسلامية، فقد أصبحت وسائل الإعلام أداة قوية لتقديم الصورة الحسنة من الإسلام والمسلمين والتثقيف والتوعية لكافة الدول الإسلامية وهو ما يرسخ دوره في الدعوة الإسلامية، ويخلق أمامه مهام وتحديات في ظل الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات. فما هي التحديات التي تواجه الإعلام العربي والإسلامي في الوقت الراهن، وما هي المهام التي يجب أن يقوم بها الإعلام العربي في ظل تلك التحديات؟ وهل هناك علاقة واضحة بين الإعلام والمنظومة الأمنية؟ وما هي الأسس التي يقوم عليها جهاز الإعلام الإسلامي الموحد؟ محاور تناولها السيد عبدالرؤوف المفكر ورئيس تحرير جريدة عقيدتي في كتاب جديد حول الإعلام والدعوة الإسلامية وتداعيات أحداث سبتمبر، صادر من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر. الإعلام والأمن في البداية تناول الكاتب دور الإعلام في التوعية الأمنية داخل المجتمع مشيراً إلى أن هذا الدور يتلخص في تأصيل الانتماء الوطني في اطار السياسة العامة للدول مع التأكيد على ضرورة التفاف الجماهير حول مؤسستها الأمنية وتلاحمهم معها، مؤكداً على أن تحقيق الأمن الإعلامي يأتي عن طريق انسياب وتدفق المعلومات الصحيحة للمواطنين وأجهزة الإعلام عبر قنوات شرعية مسؤولة وبأسرع وقت ممكن بما يكفل قطع الطريق على أية معالجات مفترضة أو تأويلات لا تحتملها الظروف الدقيقية على المستوى المحلي والإقليمي، هذا بجانب التفاعل الخلاق مع الرأي العام والمساهمة في الارتقاء بالسلوك العام للمواطنين في إطار حضاري لا يصطدم بموروثنا وقيمنا الإسلامية والانفتاح الواعي على العالم والتسليح بمعطيات العصر الحضارية في ظل ثورة الاتصالات، وطرح البديل العربي الذي يتسق مع منظومة القيم الأخلاقية لمجتمعنا. وأكد المؤلف أن التوعية الأمنية ليست مهمة جهاز الأمن أو جهاز الإعلام الأمني فقط، بل هي مهمة وطنية من الدرجة الأولى ومن ثم فيجب أن تشارك فيها كافة الأجهزة في الدولة من تعليمية ودعوية وإعلامية وثقافية. وتطرق الكتاب في فصله الثاني إلى أهم التحديات التي تواجه الإعلام العربي في الوقت الحالي مشيراً إلى ثورة الاتصالات باعتبارها أكبر تحدٍ يفرض على الإعلام العربي في مواجهة الغزو الثقافي للمنطقة العربية، ويحتم عليه خلق استراتيجية دفاع عن قيمنا وثقافتنا الإسلامية ومحاولة تحسين صورة العرب والمسلمين في الخارج وتقدم الصورة الحقيقية عن الإسلام، هذا بجانب التحديات التكنولوجية التي تعرقل صناعة الإعلام العربي، ويشير المؤلف إلى أنه أمام هذه التحديات يستوجب على الإعلام العربي القيام بعدة أدوار منها تخصيص وسائل الإعلام برامج مكثفة لنشر التوعية الاجتماعية التي من شأنها ابعاد الرأي العام من مخاطر الانغماس في الآفات والاغراقات، وضرورة الاستفادة من ثورة الاتصالات والمعلوماتية، وأهمية التوصل إلى قواعد كفيلة بمنع وسائل الإعلام من انتهاك حريات الأفراد والجماعات، وعدم تحويلها إلى أبواق دعاية للمصالح الخاصة أو التيارات الفكرية الهدامة.