يواجه الحكم المحلي في الدوري هجوماً إعلامياً خارج الملعب، وضغوطاً سلوكة من اللاعبين والإداريين داخله، يكافح في سبيل السلامة من النقد والخروج من دائرة الشك في نواياه وقراراته في موقف صعب، ويحتاج إلى قلب مقدام لقبول هذه المهمة، تبدأ من مجرد تكليفه في مباراة معينة ليواجه أحكامًا مسبقة في منصة التواصل الاجتماعي والبرامج الإعلامية، وتنصب له المحاكم في كل خطواته ونظراته وتعليقاته، ويلاحق في ابتسامته ومحاولة تهدئة اللاعبين، يطالب أن يكون في كامل جهوزيته وبشكل مثالي في التعاطي مع مختلف الأحداث وكأنه روبوت مبرمج لإرضاء الجميع، وأكبر مشكلة تواجهه هي أنه شماعة الأندية والجماهير لتبرير خسارتها وتضييع الفرص، وكأنه هو من يهدر الفرصة السهلة وضربات الجزاء للمهاجم والأخطاء الشنيعة للدفاع، لكنه - للأسف - الحلقة الأضعف والأسهل في النقد. فمنذ صافرة الانطلاقة يواجه اعتراضات اللاعبين على كل قرار بدءًا من رمية التماس والكورنر والتسلل في مشهد يتطلب منه دمًا باردًا ليتحمل كمية الاعتراضات عليها، ويمتد هذا أيضًا على إداري الفريق والمدربين في توجيهه لاتخاذ القرارات التي يجب احتسابها إرضاء لهم ولفريقهم مهما كان الرأي القانوي، يسهم في إضعافه والهجوم عليه المحللون الرياضيون (النص كم) وحكام الاستديوهات في فرض عضلاتهم وقوتهم والتنمر عليهم في زهو وانتصار عند اصطياد أي خطأ أو قرار مشكوك فيه، ولم تسلم حتى حركته داخل الملعب وكأن الهدف محاربته وهزيمته وزعزعة الثقة به ليتنحى عن هذا العمل ولا يجد من يستقطبه، علماً أن الغالبية سواء محللين أو حكماء سابقين يروجون لفكرة أن هذا النقد موجه للارتقاء بمستوى الحكم المحلي ورفع كفاءته، لكنه للأسف أقرب إلى تطفيشه وتنفيره للهروب من هذا المجال. نأمل أن يتم دعم الحكم المحلي لفرض سيطرته في الملعب واتخاذ قرارات صائبة بعيدًا عن التجييش ضده وتصيد أخطائه، علمًا أن كرة القدم قانونها الأساسي قائم على أن الأخطاء جزء من اللعبة حتى في ظل وجود تقنية الفار، لأن بعض القرارات تقديرية وتخضع لرؤية الحكم من داخل الحدث بعيدًا عن تنظير الاستديوهات ومجالس الاستراحات، وأدعو كل حكم إلى تفعيل الصرامة وضبط إيقاع المباراة من خلال تطبيق أقصى درجات العقوبة مع اللاعبين عند الاعتراض، وكذلك مع كل إداري ومدرب يتجاوز في نقد كل قرار لك، ولا بد من لجنة الحكم على حمايتهم في قراراتهم وتصويبها بعيداً عن الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وكما يقال النقد المستمر وتصيد الأخطاء والعثرات لن يقود إلى التطوير بل على العكس، وعزيزي المدرب والإداري والمشجع والإعلامي والمحلل مارس على اللاعبين والإداريين ما تمارسه على أخطاء الحكم عل وعسى أن تكون محفزًا لهم لتقديم مستويات تتناسب مع رواتبهم وتخفف من سخطك على نتائج فريقك.