تسابقت القنوات الفضائية الرياضية في الآونة الأخيرة على جلب محللين رياضيين بمختلف الميول لقراءة مباريات كرة القدم في البطولات المحلية والخارجية وتحليلها، ما جعل الآراء تختلف والانتقادات تتوزع بين الأطراف ذات العلاقة حول جدوى تلك البرامج والدور الذي تقوم به. وسرعان ما انتقلت حمى المعارك وحمي وطيس النقاش الحاد داخل الاستوديوهات إلى الشارع الرياضي. وطرحت (شمس) بدورها هذا الأمر أمام طاولة عدد من المحللين الذين أبدوا آراءهم على النحو الآتي: الخبرة الفنية مطلوبة يرى خليل الزياني عميد المدربين الوطنيين أنه من الأفضل أن يكون المحلل مدربا سابقا ذا خبرة فنية عالية أو لاعبا دوليا سابقا ومن قادة المنتخبات على سبيل المثال وله استطلاع جيد في الأمور الفنية. وقال: ”يجب أن يفرق من أخذ على عاتقه مهمة التحليل بين الإنشاء والتحليل وأن من واجبات المحلل أن يقرأ المباراة جيدا وأن يتحدث عن طريقة اللعب والتغيرات التي تحدث أثناء المباراة. وعندما يريد الانتقاد يجب عليه أن ينتقد في حدود المعقول. وأخص بالذكر الجهاز الفني لأن المحلل عندما ينتقد مدربا ما على عدم مشاركة لاعب معين، أو أنه انتهج طريقة معينة، ربما يكون المدرب واجه بعض الأمور قبل المباراة من إصابات وقرارات إدارية لا علم للمحلل بها. ويجب على المحلل إذا أراد النجاح أن يتحدث عن ال90 دقيقة فقط، أي المباراة”. وأوضح الزياني أنه يقع على مقدم البرنامج مسؤولية نجاح الاستديو التحليلي من خلال طرح الأسئلة، وقال: ”يجب أن تكون الأسئلة واضحة وغير مثيرة ل(النرفزة) وأن يكون مقدمها مثقفا فنيا. ويجب على الإعلامي الذي تتم استضافته في البرامج التحليلية أن يكون ذا ثقافة فنية وعامة عالية وأن تكون نيته حسنة وأن يكون مرنا وذا ضمير حي، وأن يختار المصطلحات الجميلة ويقف عندها كثيرا ويتمعن فيها. وعلى الإنسان عامة أن يوظف لسانه جيدا ويجب احترام الناس حتى يحترموه وأن يعلم الجميع بأن القنوات الرياضية وضعت للتثقيف وليس للسب والشتم”. كيفية الاحتفاظ بالمشاهد وأبدى وليد الفراج مسؤول قنوات (ايه آر تي سبورت) دهشته لما يحدث في بعض القنوات الرياضية الفضائية من “تحريج وصراخ” دون فائدة يجنيها المشاهد خصوصا في دورة الخليج الأخيرة لكرة القدم وقال:” من حق أي قناة أن تقدم ما يجذب المشاهد إليها وأن يتمسك بها بأي طريقة كانت. وإذا كان المشاهد حريصا على متابعة هذه البرامج فإن هذا معناه أن القناة كسبت وربحت حتى بالتحريج والصراخ. وأصحاب القنوات يريدون أن يحتفظوا بالمشاهد ولا يريدونه أن يقوم بتغيير القناة”. وأضاف:” لكل قناة توجه خاص بها. ونحن مثلا توجهنا مركز على دوري المحترفين السعودي وبعض الدوريات الأوروبية. ولدينا طاقم وطني متكامل يغطي البطولة المحلية. وهناك قنوات أخرى لديها طاقمها المتكامل أيضا لتقديم البطولات المختلفة وقنوات تهتم بالدوري المحلي في بلادها ولديها الطاقم الخاص لتنفيذ هذه المهمة. ولكل قناة أسلوب وطريقة تجعل كل من يشاهدها يتسمر أمام الشاشة ويتحمس لبرامجها وهذا حق مشروع لهم بحدود الأدب طبعا”. الخلط بين الأحداث وأشار حمد الدبيخي المهاجم الدولي السابق إلى أن بعض المحللين لا يفرقون بين الاستديو التحليلي للمباراة والبرامج الرياضية الأخرى لأنهم يخلطون بين الأحداث أمامهم على أرض الملعب وبعض القضايا الخارجية بعيدا عن المباراة أثناء الاستديو التحليلي. وقال: ”هذا خطأ فادح لأنه يجب على المحلل أن يلتزم بأمور المباراة. وعندما يريد الإثارة، عليه أن يبحث عن البرامج الأخرى غير استوديوهات التحليل. أما عندما يريد المحلل أن يتقبل الآخرون انتقاده، فإنه يجب أن يتحدث في المعقول”. وأضاف:” للأسف يعتبر وجود الكثير من المحللين عالة على البرامج نفسها”. التركيز على الأشياء المطلوبة وطالب سمير هلال لاعب وسط الاتفاق الدولي السابق بعدم خروج المحلل من الإطار المرسوم للأستديو التحليلي المعني، وقال:” المفترض من المحلل وهو يشاهد الحدث أمام عينيه ألا يغادر حدود الحدث وهو الملعب. وألا ينسى أنه يوجد فرق بين الوصف والتحليل وأن يشاهد أخطاء اللاعبين من جميع النواحي كي ينتقد وهو واثق من نفسه. وألا ينتقد بألفاظ غير مقبولة مع اختيار الألفاظ المناسبة. ويفضل أن يكون المحلل من أصحاب الخبرة في الملاعب والمطلع الدائم حتى تتم الفائدة منه. ويجب عليه أن يبتعد عن الميول تماما حتى لايدخل في دوامة يصعب الخروج منها بسهولة. وكذلك من الواجب عليه أن ينصف الآخرين”. واختتم حديثه بأنه من الواجب على القنوات الرياضية إذا كانت تبحث عن النجاح أن تختار المحلل الذي يستطيع قراءة المباراة بشكل جيد. تصفية حسابات مع المدرب وأكد حمد الصنيع إداري نادي الاتحاد السابق أن بعض المحللين يعتمدون على الإثارة ويتجاهلون الرأي المحايد، وقال:” يتناسى بعض المحللين أنه ليس كل إساءة تعطيك كل ما تريد. والمطلوب البحث عن الجوانب الإيجابية والحديث الرائع. وإذا أجاد المحلل هذه الأشياء، فإنه سيبقي خالدا في ذاكرة المشاهدين. وللأسف لاحظنا في الآونة الأخيرة أن بعض الجماهير تأثرت بتلك النوعية من المحللين. وأوجه رسالة إلى المسؤولين عن القنوات الرياضية بأن ينظروا ماذا قدم المحلل من إضافة، وأوجه رسالة لتلك النوعية من المحللين وأقول لهم:” مكانكم على العين والرأس ولكنكم أناس مستهلكون ولن تقدموا أي نتيجة إيجابية وأكبر دليل على ذلك ماشاهدناه في كأس الخليج كيف كانت الإساءة موجهة لشخص ناصر الجوهر، وكيف كان البعض يسعي لتصفية حسابات مع المدرب”. الميول تطغى على التحليل وأخيرا يوضح حاتم خيمي لاعب وسط الوحدة السابق أنه يفترض أن يكون المحلل قادرا على أن يفرق بين التحليل للمباراة والعمل في البرامج الرياضية الأخرى. وقال:” مثل ما لاحظنا، فإن الغالبية من المحللين ثقافتهم ضعيفة وبعيدون عن الجانب الفني للمباراة. وتراهم يحبون الفلسفة. والشخص الذي يجيد التحليل تراه يشرح ما بين السطور وله مقدرة على جعل حتى المشاهد العادي يفهم ما الذى دار في الملعب. وللأسف ألاحظ في الآونة الأخيرة أن الميول طغت على الكثير من المحللين رغم أن النقد كلمة حلوة ولها أساس ومعايير. ولكن البعض من المحللين ينظر إلى كلمة النقد على أنها سب وشتم وطريقة النقد بأن تنتقد بطريقة لاتغضب الشخص المنتقد”. وأضاف:” أطالب المسؤولين عن القنوات الرياضية أن يختاروا المحللين الناجحين والمقدم المناسب القادر على السيطرة. وأطلب من المحلل الراغب في النجاح أن يركز على العمل الفني ويترك أمور الفلسفة ويستخدمها في البرامج الرياضية البعيدة عن ال90 دقيقة، وكذلك أطالب بالابتعاد عن المصالح الشخصية والميول للأندية”.