تعقيباً على الموضوعات المطروحة في الجزيرة عن مرض العصر السرطان أقول إن احدى الصحف المحلية نشرت لقاء مع الدكتور شوقي بازار باتشي رئيس السجل الوطني للأورام واستشاري الأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وأفاد فيه بأن أعداد حالات السرطان خلال الأعوام من 1994م الى 1998م وصلت الى 37621 حالة أي بمعدل 26 حالة يوميا. هذا الرقم الذي يقف له شعر الرأس ليس اجلالا ولكن من شدة الخوف والذعر لا ندري ماذا فعلت وزارة الصحة تجاهه. هل أنشأت مراكز طبية متخصصة أم هل دعمت برامج البحوث والدراسات لاكتشاف واستقصاء أسباب المرض وماذا فعلت التوعية الصحية بالوزارة. مع الأسف والأسف الشديد لم نر أي مراكز متخصصة افتتحت أو حتى أدرجت في الخطط مع ان المراكز المتخصصة للأورام في المملكة لا تتجاوز عدد الأصابع. كما أفاد الدكتورشوقي ان ثلث الحالات السرطانية سببه الرئيسي هو التدخين. فماذا فعلت وزارة الصحة ووزارة التجارة تجاه الدخان وزارة الصحة يجب ان توقظ ادارة التوعية بالوزارة والادارة العامة للاعلام الصحي والنشر ليس للتوعية فقط بل للحد وتوضيح عواقب التدخين على المدخنين وعلى المجتمع. نقرأ عن اقلاع عدد من المدخنين عن طريق عيادات مكافحة التدخين ولكن كثيرون جداً يدخلون نادي المدخنين ولاسيما من الشباب اليافع في هذا الوطن المعطاء. يجب على جميع الوزارات بلا استثناء التكاتف واعلان الحرب الشعواء على التدخين وخصوصاً وزارة الصحة ووزارة المعارف ووزارة التجارة ووزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الاسلامية. يجب ان ينطلق الوعي ويجب توضيح العواقب الوخيمة من التدخين وذلك لا يعفي أبداً وزارة الصحة والقائمين عليها من اغفال جانب انشاء المراكز المتخصصة في علاج الأورام كما لا يعفيها مطلقاً من ابقاء دور التوعية قاصراً على حملات الشلل ونحوها بل يجب ان يدعم بشكل فعال سواء مادياً أو بالكفاءات القادرة على تحويل النظرة. إنني هنا أناشد كل أب وكل شخص أن يحشد ما يستطيع لايقاف التدخين وأناشد معالي وزير الصحة وجميع المسؤولين باعادة النظر مرات ومرات كثيرة لمكافحة وتقصي أسباب الانتشار الغريب للسرطان وانشاء المراكز المتخصصة للأورام.