حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ديوانية جدة تواصل عطاءاتها بمحاضرة قيمة للدكتور وليد فتيحي عن أضرار التدخين
نشر في البلاد يوم 31 - 01 - 2010

استطاعت ديوانية جدة خلال فترة وجيزة أن تتبوأ مركزاً اجتماعياً مرموقاً وأن تحظى بإعجاب وتقدير المتابعين والمرتادين ، وتحقق رغبة الشيخ خالد بن عبد اللطيف الفوزان والشيخ عماد بن عبد الله المهيدب من ترسيخها كديوانية راقية فريدة ومفيدة من خلال طرحها غير المسبوق للعديد من القضايا التي تهم المجتمع عبر محاضرات أسبوعية منتقاة لكوكبة من العلماء والمختصين والمسئولين لتقدم للجميع أنموذجاً متميزاً من المجالس الاجتماعية الهادفة والمناقشات المتخصصة والتجارب الواقعية التي من خلالها تتم معالجة بعض السلوكيات الضارة بالفرد والمجتمع وتشرح بالكلمة والصورة والخبرة والتجربة كيفية تعديل المسار للأحسن والأنفع وطرق الوقاية من واقع الكتاب والسنة المطهرة .
وقد كان لديوانية جدة موعد هام مع محاضرة جديرة بالمتابعة لابن بار من أبناء المملكة العربية السعودية استطاع أن يشق طريقه بالعلم والمعرفة وأن يحصن حياته بالقرآن الكريم وسير الصحابة والتابعين .. إنه الدكتور وليد بن أحمد حسن فتيحي والذي قدمه الشيخ خالد بن عبد اللطيف الفوزان لرواد الديوانية بعد الافتتاح بالقرآن الكريم.
د. وليد أحمد حسن فتيحي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي واستشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر بالمركز الطبي الدولي بجدة.
حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة وتحليل النظم بمرتبة الشرف الأولى، والأول على دفعة المتخرجين من جامعة جورج واشنطن - بواشنطن العاصمة – الولايات المتحدة الأمريكية عام 1987م.
تخرج من كلية طب جامعة جورج واشنطنبواشنطن العاصمة – الولايات المتحدة الأمريكية، دكتور في الطب (Medical Doctorate) عام 1991م.
تخصص في الأمراض الباطنية في المستشفيات التابعة لكلية طب جامعة هارفارد وحصل على البورد الأمريكي في الأمراض الباطنية 1995م.
حصل على الزمالة الأمريكية في الغدد الصماء والسكر من المستشفيات التعليمية لكلية طب جامعة هارفارد وحصل على البورد الأمريكي في الغدد الصماء والسكر 1999م.
حصل على الماجستير في الإدارة والقوانين الصحية من جامعة هارفارد للصحة العامة (Harvard School of Public Health) عام 1999م.
عمل كعضو هيئة تدريس كلية طب جامعة هارفارد وكاستشاري في الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر بمركز جوزلن (Joslin) العالمي للسكر في مدينة بوسطن وكمسؤول عن برنامج إدارة وعلاج مرضى السكر في العناية المركزة وعمليات القلب المفتوح بمستشفى ديكونس التابعة لكلية طب جامعة هارفارد 2000م - 2002م.
مؤسس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمستشفى المركز الطبي الدولي، بمدينة جدة، المملكة العربية السعودية.
عضو مجلس إدارة مستشفى دار الفؤاد في مصر.
عضو مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات.
نائب رئيس مجلس إدارة المعهد السعودي للخدمات الصحية.
عضو مجلس إدارة شركة أحمد حسن فتيحي وشركاه.
عضو مجلس أمناء الجمعية الإسلامية في بوسطن.
عضو الجمعية العمومية لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر.
نائب رئيس تحرير مجلة صحتك اليوم ”الطبية”.
له مشاركات عديدة في التدريس والمؤتمرات والندوات الطبية وله أبحاث علمية هامة نشرت في مجلات طبية عالمية.
له مشاركات أدبية في الصحف والمجلات وعمود أسبوعي في جريدة عكاظ.
ساهم في تمثيل الإسلام والدفاع عن القضايا الإسلامية في الوسائل الإعلامية الأمريكية المختلفة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقدم عشرات المحاضرات في الجامعات الأمريكية والكنائس والمعابد والدوائر الحكومية.
وبدأ الدكتور وليد فتيحي محاضرته القيمة إن التدخين عادة سيئة يصعب التخلص منها ، ولكن التخلص منها ممكن وليس مستحيلاً. يوجد في مواد التدخين أكثر من 4000 مركب كيميائي منها العديد من المركبات المسرطنة مثل مركبات القورمالديهايد والاسيتون والنيكل والنيتروزمين والسيانيد وهناك أمراض كثيرة يسببها التدخين ونسبة حدوثها في المدخنين أعلى من السرطان هي أمراض القلب والشرايين وكذلك الأمراض الرئة والجلطات الدماغية.وللتدخين آثاره السلبية على معظم أجزاء الجسم حتى الجلد والشعر هذا بالنسبة للآثار الصحية، ولكنّ هناك آثاراً أخرى مهمة كالآثار الإجتماعية والنفسية والاقتصادية والبيئية.وعندما يقرر المدخن ترك التدخين فإن الآثار الإيجابية تبدأ في الظهور عليه خلال أول 20 دقيقة من تركه التدخين فخلال هذه الفترة يحدث ما يلي:
ضغط الدم يعود لمستواه الطبيعي.
نبضات القلب تعود لمستواها الطبيعي.
حرارة اليدين والقدمين تعود لمستواها الطبيعي.
أما بعد 8 ساعات فيحدث ما يلي:
مستوى غاز أول أكسيد الكربون في الدم يقل إلى الحالة الطبيعية .
مستوى الأكسجين في الدم يرتفع لمستواه الطبيعي
أما بعد 48 ساعة فيحدث ما يلي:
أطراف الأصابع تتعود على غياب النيكوتين وتعمل بصورة أفضل.
تحسن حالة التذوق والشم.
أما بعد 27 يوماً فيحدث ما يلي:
القصبات الهوائية ترتخي فيتحسن التنفس.
ارتفاع قدرة الرئة على العمل بشكل طبيعي.
من 2 إلى 3 اشهر يحدث التالي:
يتحسن عمل الدورة الدموية.
المشي يصبح اسهل.
إرتفاع عمل الرئة يتحسن بنسبة %30 .
3 إلى9 اشهر يحدث التالي:
تقل بصورة واضحة الكحة، احتقان الجيوب الأنفية ، الكسل وصعوبة التنفس.
نمو شعيرات الجهاز التنفسي التي تعمل على تقليل الالتهابات بشكل عام.
طاقة الجسم بشكل عام تزداد.
بعد سنة يحدث التالي : تقل احتمالية الإصابة بأمراض القلب إلى 50% مقارنة بغير المدخنين.
بعد 5 سنوات يحدث ما يلي:
إحتمالية الإصابة بأمراض القلب تعود إلى المستوى الطبيعي كغير المدخنين.
تقل احتمالية الإصابة بسرطان الرئة إلى 50% مقارنة بغير المدخنين.
بعد 10 سنوات يحدث التالي:
احتمالية الإصابة بسرطان الرئة تعود للنسبة العادية أي كغير المدخنين
يتم تغيير وتبديل الخلايا التي قد تسبب السرطان.
احتمالية الإصابة بالسرطانات الأخرى غير الرئة كسرطان الفم، الحنجرة، البلعوم، المثانة البولية، الكلى والبنكرياس تقل إلى المستوى الطبيعي كغير المدخنين.
واستطرد الدكتور وليد فتيحي بالقول لا شك حينما اكتشف كريستوفر كولمبس أمريكا لم يكن يعلم أنه فتح أحد أخطر الأبواب لاكتشاف ستعاني منه البشرية ويصبح وباء على مر العصور وهو التبغ، وبعدها صقل الفرنسي نيكوت هذا الإكتشاف وغذاه بالنيكوتين وألبسه أصحاب المال حلية زادت من بريقه فأصبح مارداً لا يقهر. الدكتور أشرف عبد القيوم أمير إستشاري طب الأسرة والمدير الطبي بمستشفى المركز الطبي الدولي بجدة معنا في هذا اللقاء ليكشف عن المجهودات والحروب الضارية لوقف نمو هذا المارد والحد من خطر التدخين القاتل.
وبعد أن قدم الدكتور وليد فتيحي العديد من الأفلام الوثائقية المهمة التي توضح وتبين بالكلمة والصورة الواقعية جسامة أضرار التدخين ... بدأ بالرد على أسئلة الحاضرين والتي كانت كفيلة بتغطية كافة الجوانب المتعلقة بأضرار التدخين
- إكتشاف التبغ تم منذ 500 عام، وعلى الرغم من أن بداية مكافحة التدخين تمت منذ قرابة 400 عام إلا أننا لم نراها في ذروتها إلا في السنوات الأخيرة .. فما السبب؟
- إننا اليوم بصدد مناقشة موضوع يعتبر من أهم مواضيع الساعة ويهم المجتمعات عامة ومجتمعنا السعودي بوجه خاص، فمكافحة التدخين أصبحت في الوقت الحالي أكثر واقعية ووضوحاً لعدة أسباب منها ارتفاع نسبة الوعي الصحي لدى الأفراد، والذي جاء نتيجة لجميع الجهود المبذولة على جميع المستويات من حكومية ووزارة الصحة وقطاعي المستشفيات الخاص والعام، وحرص كثير من الأطباء وتبنيهم لهذه القضية كقضية شخصية وتكثيفهم للجهود من باب حرصهم على صحة الأفراد، وقد أثبتت الدراسات أن إهتمام الطبيب بصحة أفراد المجتمع وإثارة هذه المشكلة لدى المدخنين تساعد في الإقلاع على التدخين بنسب عالية، فمثلاً حينما يستفسر الطبيب من المريض إن كان مدخناً أو توقف أو حاول الإقلاع عن التدخين فإن ذلك كفيل بالإرتقاء بنسبة نجاح المكافحة إلى 7%. والعامل الآخر هو ظهور المشاكل الصحية والتي باتت التهديد الأول للمجتمع، ومنها الأمراض المعدية والأورام والإعتلال الوظيفي لبعض الأجهزة مثل الجهاز التنفسي وغيره، هذه العوامل أدت إلى وجود هذا الزخم الهائل للقضية في هذه المرحلة وأصبحت أحد أكبر الإهتمامات.
- على الرغم من المحاولات إلا أننا نجد فشل ما زال قائماً .. هل ضعف إمكانيات جهود المكافحة وعدم وجود كفاءات كافية أدى إلى الفشل في المواجهة أم قوة وكفاءة شركات التبغ في قدرتها على الإختراق وتغيير الدفة هو السبب؟
في إعتقادي مهما وصلت هذه الشركات في قدراتها ودعم منتجاتها في إنتاج التبغ بشتى أنواعه، فهنا تصبح القضية قضية المستهلك في الدرجة الأولى وقناعته في أن التدخين هو من أول الأسباب المؤدية لتدهور وضعه الصحي، حيث سيؤدي إلى مبادرته لتحسين وضعه. ومن جهة أخرى المنظومة الصحية بكامل أفرادها لديهم دور كبير في مكافحة التدخين. ولكن بالرغم من هذه الإمكانيات، ما زالت هناك نسبة متدنية في المكافحة وهذه لها علاقة بعدة متغيرات كالوعي الصحي والحالة السلوكية والإجتماعية والتركيبة النفسية للفرد والمجتمع، وإلى الآن ما زالت مشكلة التدخين مرتبطة في مجتمعنا ببعض السلوكيات، منها أن الشاب ما أن يدخل مرحلة المراهقة حتى يبدو له أن التدخين من أحد سمات الرجولة. والجهود المبذولة أعتبرها جيدة ووصلت إلى نسب لا بأس بها، ولكن أتوقع أن تكثيف هذه الجهود بطريقة جدية وبطرق علمية في ظل وجود الطرق العلاجية التي أحدثت في مجال مكافحة االتدخين سيكون لها الفعالية والنجاح الأكبر إن شاء الله.
- نجد أن تغيراً بسيطاً في أي مكان عمل (مثل تغير الإدارات في الشركات أو الوزارات) قد يغير من السماح بالتدخين إلى منعه؟ هل عدم وجود قانون حاسم من قبل الجهات يؤدي إلى ضعف المكافحة؟.
طبعاً يجب أن توجد نظم وقوانين قوية وصارمة تطبق على المدخنين والتي من خلالها تحمي الأفراد المحيطين به وتحمي الفرد المدخن نفسه، ولا يخفى أن الدول المتقدمة قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال من خلال سن قوانين صارمة في أماكن العمل وحتى الأماكن العامة وتحديد أماكن بيع التبغ والضرائب المرتفعة أدى إلى إنخفاض نسبة التدخين والمدخنين.
- تعليقاً على ذلك .. أليس من الغريب وجود علاقة بين التدخين والفقر؟
التدخين كما ذكرت له علاقة بالنواحي النفسية والإجتماعية، وحتى الخلفيات الإقتصادية كتدني المستوى المعيشي، والذي أوجد عملية التدخين كعادة مرتبطة بالضغوط النفسية مما جعل هذا الأمر المتنفس الوحيد للخروج من الضغط النفسي. وبالنسبة للناحية الإقتصادية فقد أدى هذا الأمر إلى اللجوء لنوعيات رديئة من التبغ وغيره مما يزيد من خطورته.
- ماذا عن الدول الغنية مثل السعودية والخليج؟
هنا السلوكيات الفردية والإجتماعية هي الحاكمة، والكثير من الأفراد لديهم قناعة أن التدخين لا يشكل خطورة. وهذه أول مرحلة نحاول عندها مساعدة المريض أو المدخن بأن نحوله من مريض غير مقتنع بالإقلاع إلى مريض مقتنع.
- هناك العديد من الأساليب أستخدمت للإقلاع عن التدخين مثل اللبان واللصق .. فهل لها فعالية؟ وهل للإبر الصينية نجاح في علاج التدخين كنجاحها في علاج السمنة؟
هناك نجاحات حققتها الإبر الصينية في مكافحة التدخين، ولكن يجب أن نعلم أنها ليست أحد طرق العلاج الأساسية وإنما الجانبية، ولكن الأساس في العلاج هو الدوائي والدعم السلوكي والإجتماعي، والذي حقق نسبة نجاح وصلت ما بين 40-45% دولياً، والنسب المحلية ما زالت متدنية إلى حد ما، وهذه كما ذكرت مرتبطة ببعض القناعات والسلوكيات وهنا تأتي أهمية وجود العلاج الشامل للمدخن نفسياً وسلوكياً بالإضافة إلى العلاج الدوائي.
- هل هناك طرق غير التي نسمع عنها للإقلاع عن التدخين؟
قبل ما يقارب الخمسين عاماً أو أقل كانت تستخدم بدائل النيكوتين (مثل اللبان واللصق وغيرها من الأنواع)، والتي تعطي المريض نسباً محددة من النيكوتين حتى لا تظهر عليه الأعراض الإنسحابية، وخلال الخمسة عشر عام الماضية بدأ إستخدام علاج يدعى الزايبان وهو علاج يستخدم في معالجة الأمراض النفسية مثل الإكتاب وغيره، وقد وجد أنه يساعد في تسهيل عملية الإقلاع عن التدخين بدون مضاعفات، وقبل فترة بسيطة جدا دخل دواء جديد في الأسواق لدينا وهو (الشامبكس)، وعلى حد إعتقادي فهذا الدواء يعتبر أحد الأدوية الحديثة المساهمة في الإرتقاء إلى نسب عالية في الإقلاع عن التدخين، حيث يقوم بالسيطرة على مستقبلات النيكوتين الموجودة في الدماغ عن طريق إيقاف إستقبال مادة النيكوتين في هذه المنطقة مما يؤدي إلى عدم وجود الشعور بالمتعة التي كانت يشعر بها المريض من قبل. وفترة العلاج بهذا الدواء تكون حوالي 12 أسبوعاً أو أقل على حسب الحالة وإحتياجها.
- هل هناك نسبة واضحة تدل على نجاحه؟
في الإحصائيات الدولية، حقق الشامبكس نسبة نجاح وصلت إلى حوالي 45%، وهذه أعلى نسبة نجاح في الإقلاع عن التدخين مقارنة بالأنواع السابقة التي كانت تصل إلى 25-30%، وهذه نسبة مقبولة جداً آخذين بعين الإعتبار تاريخ المدخن وإدمانه.
- عن عيادات الإقلاع عن التدخين، ماذا عن القطاع الخاص في تقديم دوره في المساعدة على دفع مسيرة المكافحة؟
القطاع الخاص أصبح الآن شريكاً لكل القطاعات الحكومية والخيرية، وأخذ على عاتقة المشاركة في تحسين المستوى الصحي. ونحن في مستشفى المركز الطبي الدولي ومن خلال قسم طب الأسرة لدينا عيادة خاصة لمكافحة التدخين، مجهزة بكامل الإمكانيات من خلال النماذج المتاحة لمساندة المريض في المكافحة، وقد نجحت هذه العيادة في تحقيق الكثير وإستقطاب الكثير من أفراد المجتمع والذين قدموا من أماكن عدة نتيجة لتوفر الخبرة والإمكانيات في التعامل مع الحالات بشكل إحترافي والنابع من تبنينا التوصيات الخارجية والنظم العلاجية.
- ماذا عن البرنامج المعد لعلاج التدخين في هذه العيادة؟
تسير خطة البرنامج العلاجي في خمس مراحل:
المرحلة الأولى: وهي مرحلة الإقناع، والتي يتم من خلالها تحويل المريض من غير مقتنع إلى مقتنع بالإقلاع عن التدخين، وتتم من خلال إجراءات معينة يدخل بها نخبة من المختصين، وتستمر فترة تعتمد على ما يحتاجة المريض.
المرحلة الثانية: التي نشرك بها المريض وعائلته وتوضيح المفهوم الإيجابي الذي سيناله عند الإقلاع.
المرحلة الثالثة: وهي التحضير، وهي مرحلة يتم فيها إمضاء إتفاقية ما بين المريض والطبيب تشتمل على تحديد يوم يقلع فيه المريض عن التدخين، وتستمر ما بين أسبوع إلى إثنين يلتزم فيه المريض بالإقلاع التدريجي ويحاول أن ينشر خبر إقلاعه أو محاولة الإقلاع حتى يجد الدعم من الأهل والأصدقاء، وهنا نبدأ مرحلة العلاج الدوائي.
المرحلة الرابعة: وهي مرحلة الإقلاع التام عن التدخين، ويتم فيها متابعة الوضع الصحي والنفسي للمريض، والتعرف على المضاعفات إن وجدت.
المرحلة الخامسة: وهي المتابعة حتى يكون هناك ضمان لعدم تعرض المريض للإنتكاس، ويتم هذا الأمر بالمتابعة الهاتفية أو من خلال الزيارات المتكررة.
- كم نسبة النجاح التي حققتموها على هذا الصعيد؟
حاليا لا توجد نسب محددة، ، ولكن المؤشرات لدينا تبشر والحمد لله إلى النجاح الذي يمكن تحقيقه ، ونحن على أمل كبير إن شاء الله في تحقيق نجاح أكبر في المستقبل القريب.
- ذكرت أن مدة العلاج ما بين 6-12 أسبوعاً على الأكثر .. هل تعتقد أن هذه فترة كافية لعلاج مدخني العشرين عاماً وأكثر؟
أهم ما في الأمر هو المريض نفسه وقناعته بالتوقف، وطبعاً كما ذكرت سابقاً، قد تمتد هذه الفترة على حسب الحالة.
- على ذكر المدخنين المعمرين في هذا العالم، هل يدخلون تحت لائحة نفس البرنامج أم لديكم تقنيات ووسائل خاصة بهم؟
طبعاً الأمر هنا يدخل تحت تكثيف الجهود واكتشاف إن كانت هناك جوانب أخرى مصاحبة مثل الأمراض وغيرها، وهنا نقوم بعملية الإيحاء للمريض بأننا نعمل على تخليصه من كل هذه الأمور. وأن الأقلاع عن التدخين سوف ينهي جميع مشاكله الصحية.
- أهم أسباب رجوع المدخن إلى التدخين تقع على أي جهه أكثر .. هل المدخن أم المجتمع أم الثغرات التي تكمن داخل البرامج العلاجية؟
يجب أن نعلم أنه لو كانت العيادات التي تقدم هذه البرامج موثوقة وتتماشى مع التوصيات الدولية لن تكون هناك نسب إخفاق كبيرة، ولكن في العادة يقع عامل إخفاق المريض في العلاج على العوامل الفردية والنفسية والتي قد تقع في فترة العلاج، فتؤثر على خط سير العلاج. وهذا ما نحاول العمل على منع حدوثه عن طريق متابعة المريض دائماً. ويجب العلم أن الإخفاق ليس فشل، ولكن خطوة تجعلنا نقف لننظر إلى أهم عوامل حدوثه، والتي غالباً ما تتواجد لدى المريض، ونتعامل من جهتنا بطرق أكثر صرامة بالتعاون مع فريق عمل طبي متكامل لإدخال المريض بدورة علاجية جديدة مع مراعاة تفادي العوامل المؤدية إلى الإنتكاس.
- رغم الجهود التي تبذل في المكافحة .. نجد إرتفاعاً كبيراً في نسب المدخنين؟ ماذا قد يكون السبب؟
هناك محاور أساسية لهذا الأمر، أولاً: المريض وطبعاً إذا كان لا يملك الوعي الثقافي الصحي فانه لن يقدم على البرامج المساعدة وهذا يعود بالفكر الراسخ أن التدخين أمر مبهج ولا يشكل خطورة. والمحور الثاني: الطبيب نفسه والذي لا ينظر إلى التدخين بجدية، وبالتالي لا يتعاطى معه كمشكلة يجب حلها.
وهنا أحب أن أوضح أننا في مستشفى المركز الطبي الدولي نتعامل مع هذا المحور كجزء من المؤشرات الحيوية للمريض، وهذه هي أحدى التوصيات الدولية التي تقر بوجوب معرفة وضع التدخين لدى المريض من ضمن الإشارات الحيوية للمريض، وعند تأكيد التدخين، فإننا نعمم على جميع أقسام المركز بإشارة توضع على ملف المريض بأنه مدخن، ومن هنا تبدأ كيفية التعامل مع المريض من خلال المنظومة الصحية كاملة، من حيث سؤال كل طبيب يتعامل مع هذا المريض وشرحه للبرنامج الخاص بالإقلاع. والمحور الأخير يقع على المنظومة الصحية عامة وذلك من خلال وجود أنظمة ولوائح تساعد الكادر الطبي في عمله.
- عفواً .. ولكن ماذا عن الإنتكاسات الدولية والتي نراها الآن تزداد يوماً بعد يوم؟
هناك متغيرات كثيرة جداً .. وأنا أعتقد أن هذه مشكلة ستأخذ حجماً أكبر من جميع النواحي، وخصوصاً إقتصادياً. وهذا العامل أثر دولياً وبشدة على جميع البلدان وبالتالي إنتقل للأفراد، ولذلك هذه تعتبر فرصة لنا لتكثيف جهودنا في مواجهه كثير من الأمور ومنها وباء التدخين.
- يقال إن فاقد الشيء لا يعطيه .. ونقصد هنا أن ما بين 30-50% من أطباء الخليج مدخنون؟
كما ذكرت إن فاقد الشيء لا يعطيه .. وطبعاً لكي يقنع الطبيب مريضه بالإقلاع لا بد من وجود عامل القدوة والذي يتحقق بوجود طبيب غير مدخن يهتم بمريضه ويتواصل معه بشكل مقنع لتحجيم المشكلة، وهناك دراسات أظهرت إرتفاع عدد الأطباء المدخنين في بعض الدول وبنسب عاليه وهذه من أحد أهم فشل الإقناع.
- ماذا عن التناقض في الدراسات .. مثل اكتشاف فريق طبي أن مدخني السجائر الخفيفة أقل قابلية للإقلاع بنسبة 50% عن مدخني السجائر العادية؟
سجائر خفيفة أو ثقيلة .. كلها تحمل نفس المكونات الخطيرة وتحمل نفس نسبة النيكوتين التي تساعد على الإدمان وإن إختلفت نسب المواد السامة المكملة في التصنيع، في النهاية السيجارة هي السيجارة تؤدي إلى نفس الأعراض والنهايات.
- دراسة قامت بها جامعة كينجز كوليدج في بريطانيا أثبتت أن النيكوتين يساعد في علاج الخرف؟ ألا تؤدي هذه الأنواع من الدراسات إلى الدخول في دوامة المتاهات في الإقناع عند أفراد المجتمع؟
طبعاً إن النيكوتين يعمل على مستقبلات خاصة في الدماغ، ولكن هناك أثر لمجموعة كيميائية عصبية أخرى غير النيكتوين، والتي تؤدي إلى تحسين الذاكرة والتركيز والإحساس بالسعادة. ومن الممكن أن هذه الدراسات أثبتت أنها قد تساعد من يعانون الخرف في تحسين الذاكرة لديهم. ولكن المفروض علينا هو الوزن ما بين الفائدة المكتسبة والضرر المتحقق، وهنا معرفة قوة ضرر النيكوتين من منفعته. وأنا أناشد أفراد المجتمع بالنظر إلى التدخين بالنظرة السوداء القاتمة لما يحمله من ضرر وبائي كبير.
- ما رأيك كطبيب أسرة تعتمد على التواصل النفسي والسلوكي والإجتماعي في المكافحة السلبية والمفتقرة للغة الحوار .. مثل القفز إلى النتائج النهائية حين يتم نصيحة المدخن (أنت مدخن = أنت ستموت)؟
طبعاً يجب أخذ حالة المدخن كحالة فردية في التعامل معها، وله نمط معين وسلوك مختلف في العلاج، ولذلك يجب أن تكون طريقة التواصل معه مدروسة ومقنعة حتى يتم النجاح.
- نجد للأسف بعض النظرات السلبية للمدخن كنظرة النبذ من المجتمع؟ ما نصيحتك للمجتمع؟
عملية التدخين لديها آلية في التواصل، والتدخين يعتبر كأي مرض، ولا يعتبر وصمة أو جريمة ارتكبها المدخن. ولكن يجب أن نضع في إعتبارنا أن توجه الفرد للتدخين قد يكون تحت ضغوط أو ظروف دفعته إلى ذلك. وهنا دورنا الذي نتحمل مسؤوليته، حيث يجب معاملة المريض بشمولية أكثر، والتعامل مع المشكلة بكل تبعايتها.
- إندفاع الشباب لدينا وجموحهم ورفض الإنصياع؟
الجموح بالتأكيد سيكون النتيجة لو كانت طريقة التعامل مع المدخن منفرة وغير مدروسة، وهنا يأتي دور التواصل مع السلوك والمشاعر والتغيرات التي يمر بها الشاب.
- نجد شكوى بعض الجمعيات من محاولة إيجاد عيادات لها داخل كبرى المستشفيات ولا تستطيع بسبب إرتفاع الرسوم وإعطاء مساحات مع قلة الرعاية الخيرية؟ ألا يؤدي هذا إلى الفشل في العلاج؟
طبعاً من المعلوم أن وزارة الصحة لها جهودها، ويجب على القطاع الخاص في الوقت نفسه أن يستثمر في هذا المجال من خلال إيجاد عيادات متمكنة وأطباء ذوي خبرة وبأسعار معقوله وتشجيعية، فنهاية الأمر التدخين هو مشكلة صحية إجتماعية، وهنا يأتي دور القطاع الخاص أيضا بتوفير الإمكانيات لجب هذه الفئة من المدخنين ومعالجتهم.
-هل تتوقع أنه وبكل ما يمر به العالم من إنتكاسات وتدهور في المجتمعات .. هل سيكون هناك نجاح؟
بالجهود إن شاء الله سيكون هناك نجاح، وبالتضافر بين المجتمع والقطاعات والحكومة والوزارة وإتاحة الفرص والتقنيات وإستثمار هذه الإمكانيات سيكون هناك سد لعدم تفاقم هذه المشكلة.
وأثناء النقاش تدخل سعادة السفير حمد البنخليل قنصل عام دولة البحرين بمداخلة حيث وجه سؤالاً للدكتور وليد فتيحي : هل سبق لكم التدخين .. حيث أنه يرى أن من يتحدث عن أضرار التدخين يفضل أن يكون قد سبق له التدخين وتركه عن اقتناع إلا أن الدكتور وليد فتيحي أجابه بأنه ولله الحمد لم يسبق له التدخين وأن يستطيع من خلال التجارب الحية الموجود تأكيد الأضرار الجسيمة التي تصيب المدخن منذ بداية التدخين وهي أضرار تصاعدية خطيرة تنتهي وللأسف الشديد بالموت والعديد من المشاكل الصحية التي ذكرتها بالتفصيل خلال المحاضرة .
في نهاية المحاضرة قدم الشيخ خالد الفوزان للضيف شهادة الديوانية وهي عادة سارت عليها الديوانية بتقديم شهادة من الديوانية للمحاضر تسجل اليوم والتاريخ الذي قدمت فيه المحاضرة وكلمة شكر تعبر عن شكر وتقدير وعرفان الديوانية بالضيف .
موعدنا السبت القادم مع تفاصيل المحاضرة القيمة التي ألقاها سعادة المهندس حسن حجرة رئيس بلدية الطائف سابقاً .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.