بالرغم أن التدخين يعد من المواضيع التقليدية إلا أن الموضوع لم يأخذ حقه أبداً من الشرح والتوضيح يكفي أن نقول بأن نسبة المتوفين السنوية من التدخين بالمملكة تشكل 28% من مجموع المتوفين وحسب تقديرات منظمة الصحة العاليمة يبلغ عدد المدخنين في المملكة ستة ملايين مدخن بنسبة 20% من التعداد السكاني العام ويقدر أن يصل عدد المدخنين إلى عشرة ملايين مدخن في السنوات القادمة، للأسف المملكة التي تعد من أقل دول العالم في معدلات الوفاة بفضل الاستقرار السياسي والوعي الغذائي ان يكون اغلب وفياتها نتيجة التدخين وحوادث السيارات. أيضا من الإحصائيات المخيفة محلياً ان عدد المصابين بالسرطان نتيجة التدخين يصل عددهم الى عشرة آلاف وأعمارهم ليست متقدمة منهم 80% مصابون بسرطان الرئة -أعاذنا الله وإياكم-. والسبب هو هذه العادة السخيفة التي يتمت الكثير وأرملت الكثير، استمرار ارتفاع عدد المدخنين يعني اننا مازلنا لم نحل المشكلة رغم كل الحملات السابقة. ما اتمناه هو أن تتعاون جميع الجهات المعنية وان تبدأ اولاً وزارة الشؤون الاجتماعية بتوضيح عدد الأسر التي تيتمت نتيجة التدخين وعانت بعد ذلك، وان تقدم وزارة الصحة نسبة تكاليف علاج سرطان التدخين المكلف والمجهد للرأي العام والتحضير لقانون يحذر المدخن بأن بوليصة تأمين علاجه غالية قياساً بغير المدخن وهذا بناء على مبدأ التأمين بسعر المخاطر أو عدم تغطية تكاليف علاجه من قبل الدولة بالكامل ليكون لدى المدخن وعي بخطورة ما يفعل مع عدم التهاون وأجزم أن حجم التبع المستورد يشكل نسبة غير قليلة من حجم الواردات وهذا لابد من توضيحه وعلى جميع الجهات المشاركة في هذه الحملة وأولها وزارة التعليم. لا شيء يؤلم أو يحزن من ان ترى ضياع الصحة والشباب والعمر وأن تفقد دولة ومجتمعاً خيرة شبابها نتيجة عادة لم تحارب كما يجب، وكلما تذكرت الأب المصاب بالسرطان نتيجة التدخين يتأمل ابنه ذا الأربع سنوات وهو يعبث بمغذي والده والأب يطلب ترك الطفل وهو يقول سوف أرحل قريباً ولم أشبع من رؤيته... استغرب، لمَ لا نحارب هذه العادة كما ينبغي؟.