السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: إشارة الى مقال الاستاذ عبدالله بن بخيت المنشور بجريدتكم الموقرة في عددها رقم 10938 وتاريخ 2/7/1423ه الموافق 9/9/2002م تحت عنوان «الكاميرات الخفية في الخطوط السعودية» بشأن عدم تمكنه من السفر على رحلة «السعودية» رقم 8251 يوم 1 اغسطس من الرياض الى القريات. بداية.. لقد أوتي الإنسان الحكمة ليزن الأمور بالعدل قدر المستطاع وينطبق ذلك على عامة الناس، أما اذا تعلق الأمر بحملة الأقلام وأهل الفكر فإن المسؤولية مضاعفة لأن الكلمة أمانة والمنطق هو المنهج المفترض لخروج الكلمة الى الوجود. لقد أكد كاتبنا الكريم أن بينه وبين الخطوط السعودية ومنذ ايام الكونفير والداكوتا، اتفاق بأن تكون العلاقة بينهما في أدنى الحدود بحيث لا يستخدم رحلاتها إلا اذا كان مضطراً ولا بديل عنها. وهذا حكم مطلق اطلقه كاتبنا منذ عشرات السنين على مؤسستنا الرائدة ولم يغير نظرته اليها ما حدث بها من تطور هائل تمثل في اسطول هو الأحدث عالمياً وخدمات جديدة ومكانة عالمية وتقدير دولي متواصل لخدماتها وإمكاناتها وتطورها. لقد ارتبطت الخطوط السعودية بكل مظاهر الحياة في بلادنا من تنمية وبناء وتقدم فهي موجودة حيث مشاريع التنمية وحيث التطور في مجالات التعليم والصحة والهندسة والتعمير في كل مكان، كما تلازمت مع الحياة اليومية لكل مواطن، وبقدر ما يحدث من تطور، تثبت الخطوط السعودية انها تقوم بدورها وان هذا التكيف هو من قبيل المنافع المتبادلة والذوبان في خدمة الوطن وليس تكيفاً مع «عاهة مستديمة او سجن او ظروف مناخية صعبة كما أشار كاتبنا الموقر». يشير كاتبنا بشكل عام الى «مخالفة موظف أو تأخير رحلة» دون تقديم أي معلومة محدودة مشيراً الى عدم رغبته في المساهمة «بتغيير شيء لا يمكن تغييره».. وهنا لنا عتب على استاذنا فملاحظات المسافرين المحددة والموضوعية تأخذ طريقها فوراً للدراسة والتطبيق وان أي خلل او تصرف مخالف نعلم عنه يتخذ بشأنه الإجراء المناسب ذلك لان المسافرين الكرام هم عيون المؤسسة والمراقبون لمستوى خدماتها مؤكدين لسعادتكم ان صفحات الجريدة بكاملها لن تتسع لحالات كثيرة تجاوبت معها الخطوط السعودية وبعضها خلال الاسبوع الماضي. من هذا المنطلق، فإننا نتقدم بالشكر العميق للاستاذ عبدالله بن بخيت على الإشارة في مقاله الى عدم تمكنه من السفر على الرحلة المشار اليها معبرين لسعادته عن خالص الاعتذار، والى سعادتكم الحقائق التي تتعلق بهذا الموضوع: - تُعاني الخطوط السعودية من ظاهرة تخلف الركاب عن السفر بعد تأكيد الحجز رغم حملات التوعية في كل وسائل الإعلام ورغم مبادرات كثيرة من كتّاب افاضل تحث الحاجزين على التصرف الايجابي وإلغاء الحجز عند العدول عن السفر او تغيير الموعد. ورغم تخصيص ارقام هاتفية لذلك والاتصال بالركاب انفسهم قبل السفر بيوم للتأكيد من عزمهم على السفر فعلاً. رغم ذلك، تخسر السعودية حوالي 3 ملايين مقعد في المتوسط تعادل مئات الملايين من الريالات. ومع الخسارة المادية، تتأثر صورة المؤسسة وجهودها عند عدم التمكن من خدمة ركاب آخرين في امس الحاجة للسفر وتتضاعف الخسارة اذا كان التخلف عن السفر في مواسم الذروة المختلفة. - لأن السعودية لا تفرض غرامات مالية على المتخلفين عن السفر كما تفعل شركات الطيران الأخرى، فإنها تقوم، مثل هذه الشركات، بوضع نسبة معينة ومدروسة من الحجز الزائد تمكنها ولوجزئياً من تجنب مغادرة الطائرة بمقاعد شاغرة لم يحضر اصحابها الحاجزون لسبب أو بدون سبب. - في حالات نادرة للغاية، يحضر جميع الحاجزين على الرحلة، وهنا يتم معالجة هذا الموقف بعد الاعتذار للمسافرين بترتيب البدائل والحجز على رحلات لاحقة والاستضافة الواجبة، الأمر الذي يجد تفهماً من المسافرين الكرام. وباستعراض ملامح سريعة وموجزة عن الحجم التشغيلي لرحلات الخطوط السعودية، يظهر للكاتب الكريم جوانب الصورة الحقيقية عن الخطوط السعودية: - خلال العام الماضي نقلت السعودية حوالي 14 مليون راكب على متن اكثر من 500 ،87 رحلة. - حققت السعودية خلال شهر اغسطس من هذا العام اعلى معدل لنقل الركاب يتم تحقيقه خلال شهر واحد منذ تأسيسها قبل اكثر من خمسين عاماً حيث نقلت «239 ،568 ،1» راكباً كما حققت نفس المعدل خلال شهر يوليو بنقل 225 ،525 ،1 راكباً وهذا المعدل ربما يفوق ما تنقله بعض شركات الطيران في عدة أشهر. - في مجال انضباط مواعيد الرحلات، حققت السعودية نسبة 91% وهي أعلي معدل يتحقق في هذا المجال منذ أكثر من اثني عشر عاماً متفوقة بذلك على معظم شركات الطيران العالمية من واقع تقارير هذه الشركات ذاتها ويمكن للأخ بخيت التأكد من ذلك إذا اراد الانصاف. أما حجم الحركة التشغيلية من محطة الرياض فقط فموجزه كما يلي: - في نفس اليوم، بلغ حجم الرحلات المغادرة والقادمة الى الرياض 150 رحلة نقلت على متنها 883 ،25 مسافراً. - منذ بداية العام وحتى اول اغسطس تم تشغيل 125 ،29 رحلة من والى الرياض نقلت 549 ،261 ،4 مسافراً. إن هذه الإنجازات والمعدلات التشغيلية الكبيرة والنسبة المتقدمة لانضباط مواعيد الرحلات قد أهلت الخطوط السعودية وعن جدارة لتصنف من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي الأياتا بين أكبر ثلاثين شركة طيران على مستوى العالم من بين 275 شركة طيران ونعتقد ان ايضاح هذه الحقائق لكاتبنا الكريم ومخاطبة ضميره المهني، ستجعله يحقق العدل في تغيير «الكاميرا الخفية» الى «كاميرا ظاهرة» تسجل في كل يوم ملامح جديدة من الإنجاز لمؤسستنا الوطنية العالمية الرائدة، وهي إنجازات مثل الشمس لا يستطيع أحد أن يخفي ضوءها بيديه أو أوراقه. نأمل التكرم بالإحاطة ونشر هذا الإيضاح عملاً بمبدأ العدل والانصاف في الطرح وإعطاء الفرصة للرأي الآخر كما عودتمونا. وتفضلوا بقبول فائق تحياتي وتقديري.. يعرب بن عبدالله بلخير مدير عام العلاقات العامة