مع انتشار الألعاب الإلكترونية وإقبال الأطفال المتزايد عليها أصبحت تأخذ الكثير من أوقات الأطفال داخل المنازل وأصبح الهاجس الوحيد لديهم هو البحث عن الألعاب الجديدة مبتعدين عن اللعب والرياضة والحركة التي تحتاجها أجسامهم في مثل هذه المرحلة المهمة للنمو العقلي والجسدي لدى الطفل مما يؤثر عليه مستقبلا من الناحية الصحية والفكرية وأيضا بعض تلك الألعاب قد تؤثر على الطفل من الناحية الدينية لما تحتويه على مشاهد إثارة جنسية وصورا لها تأثير على معتقداتنا وعاداتنا الإسلامية السمحة ومن خلال هذا التحقيق نسلط الضوء على نقطة مهمة وهي إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية وسلبياتها المستقبلية عليهم . ولدي يلعب من الظهر حتى الفجر تقول أم ريان : ولدي مدمن العاب إلكترونية لدرجة أنه منذ بداية الإجازة الصيفية يبدأ من الظهر مواصلا حتى فجر اليوم التالي في اللعب على البلاي ستيشن لايفصله عن اللعب إلا تناول الوجبات الغذائية وفي يوم من الأيام تفاجأت به يشكو من صداع شديد في رأسه ويزداد مع اللعب مما اضطرنا إلى أخذه للطبيب وشرحت له السبب وكان العلاج الذي أكد عليه أن يبتعد عن اللعب المتواصل وأصبحت أحدد له أوقاتا للعب وقد زال الصداع عنه ولله الحمد. أحدد أوقات اللعب لأبنائي: تقول أم حسن : أن ممارسة أطفالي لهذا النوع من الألعاب حققت لهم متعه شديدة خصوصا وأنهم دائما في المنزل ولا يخرجون إلا معي في بعض المناسبات أو الزيارات وأنا أحدد لهم أوقاتا للعب بحيث لكل واحد منهم وقتاً محدداً ومن ثم يعطي الدور لأخيه وهكذا ولم أجد أي متاعب أو مشاكل يعاني منها أبنائي. يمكن أن يضعف البصر على المدى الطويل: يقول الدكتور محمد قاسم (استشاري العيون في مركز الصالح الطبي ) : ان الجلوس لساعات طويلة أمام مثل هذه الأجهزة ومن الناحية العلمية لها دور مباشر في أن تضعف البصر ولكن وبصورة غير مباشرة فإن بقاء الشخص بحالة تركيز لما يزيدعن 6 ساعات يوميا بشكل مستمر يؤدي لحالة إجهاد لعضلات العين الإرادية وغير الإرادية مع انهاك للعصب البصري وخلل بالتفاعلات الكيميائية داخل طبقات الشبكية بالعين بسبب الأضواء الناتجة من الألعاب الإلكترونية والإشعاعات الكهرومغناطيسية المؤثرة وقد تحدث أعراض أخرى مثل الصداع المزمن وجفاف بالعين واحمرار بسبب التركيز والإجهاد المستمر. أضرارها على الاعصاب: بالنسبة للأضرار على الأعصاب بشكل عام فإن الجلوس لساعات طويلة يولد حالة من عدم التركيز واستنفاذ للمواد الضرورية المخزنة في الجسم مثل البوتاسيوم والكالسيوم وفيتامين A وهذا يؤدي إلى نوع من المزاج الحاد والتوتر عند الشخص وخاصة مع عدم الأكل الجيد ويجب عدم الجلوس أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا وبخاصة للأطفال لأن أجسامهم بحاجة إلى الحركة واللعب مثل السباق والمشي وكرة القدم وذلك لبناء أجسامهم ونموها النمو الطبيعي. وحبذا أن يعوّدالآباء أبناءهم على الخروج للتنزه والتمشي على البحر أو بالحدائق العامةوذلك لأن فيها فائدة لهم وخصوصا في مثل هذه المرحلة من العمر. أضرارها اجتماعيا ونفسيا: يقول الدكتور منذر البدري طبيب نفسي بمركز الممتاز الطبي : أضرار الإدمان على الألعاب الإلكترونية كثيرة منها إضاعة الوقت في شيء لا فائدة من ورائه سوى الترفيه وحتى هذا النوع من الترفيه إذا زاد عن حده تسبب للطفل بأمراض عضوية وغير عضوية هذا بالإضافة إلى أن بعض تلك الألعاب فيها مشاهد خادشة للحياء العام وغريبة على مجتمعنا المسلم فبالطبع سوف تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سلوكيات أطفالنا ان لم تكن في الحاضر فسوف تؤثر عليهم في المستقبل. وهذه الألعاب تسبب للأطفال نوعاً من التعود على العزلة وقد تسبب لهم الاكتئاب. إدمان الألعاب الإلكترونية وسلبياتها: واسترسل الدكتور منذر قائلا : الإدمان على الألعاب الإلكترونية فيه مضيعة للوقت وضياع للصلاة في أوقاتها وترويج الأفكار الغريبة على مجتمعنا ملاحظ من العروض التي تصاحب تلك الألعاب وفيه ضياع لتطوير الفكر لدى الأطفال لقلة مصادر المعلومة المفيدة وبسبب العروض المخلة بالمعتقدات والتقاليد تتولد لدى الطفل أفكار مدمرة عليه وعلى أسرته. واختتم حديثه في كلمة وجهها للوالدين والمربين والمسؤولين على التربية بأن ينتبهوا لأطفالهم ويوجهونهم على حسن استغلال أوقات فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة وهذا لا يعني حرمانهم من تلك الألعاب بل يحددون لهم وينتقون منها المفيد لهم ويحددون لهم أوقاتا مخصصة للعب فترشيد الاستخدام أمر ضروري. وفي النهاية فإن التوجيه السليم لأبنائنا وانتقاء الألعاب المفيدة لهم وتحديد أوقات اللعب لهم هو حماية لهم من إدمان الألعاب الإلكترونية لذا يجب على ولي الأمر انتقاء الألعاب المفيدة لأبنائه بحيث يختار ما يرتقي بحسهم الثقافي والمعرفي مثل الألعاب التي تزيد من قدراتهم الحسابية والعقلية وأيضا الألعاب التي تفيدهم في تعلم اللغة الإنجليزية والألعاب التي تزيد من معارفهم الدينية مثل العاب مواقيت الصلاة وغيرها من الألعاب المفيدة ولا مانع من اختيار العاب مثيرة لهم ولكن بشرط أن يتأكد ولي الأمر من خلوها مما يخالف الدين ويخدش الحياء العام وأيضا تحديد أوقات لهم في الجلوس أمام الشاشة أثناء اللعب وتحديد مسافة بعيدة لهم عن الشاشة حتى لا تتضرر صحتهم وتتحول تلك الألعاب من وسيلة للتسلية إلى كابوس الإدمان.