انتهت الاجازة وعاد الطلاب إلى مدارسهم وانتظم العقد، واختفت تلك الحشود التي تعج بها المصايف والمتنزهات والحدائق العامة وبدأ وقت الجد والاستعداد لعام دراسي جديد، والتفت كل أسرة إلى أبنائها وبناتها وازدحمت المكتبات وأماكن بيع اللوازم القرطاسية وتكون ما يشبه الصفوف عند الخياطين ومحلات الملابس النسائية وتكونت حركة متماوجة بين روحة وجيئة والانتقال من مكان إلى مكان وأسئلة تطرح هنا وهناك عن بعض المتطلبات، وكان مبعث هذا التزاحم مع ارتفاع في الأسعار هو سوء الإعداد والتخطيط فلو أن كل أسرة جمعت أمرها ورتبت شؤونها قبل بدء الدراسة بأسبوع واحد على الأقل بشراء متطلبات الأبناء والبنات لسلمت من زيادة الأسعار واستغلال الزحام من ذوي النفوس الضعيفة التي قد تعطي مبلغاً أكبر من قيمة المشتروات في موقف لا يستطيع مع الزحمة مراجعة حساب المشتروات مع البائع. فالتفكير السليم والتخطيط المدروس وسيلة حضارية مطلوبة في كل الأحوال لكنها في مثل ذلك آكد.