«سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    الإتحاد يُعلن تفاصيل إصابة عبدالإله العمري    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    نيمار: 3 أخبار كاذبة شاهدتها عني    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    جدة تستعد لاستقبال مهرجان "منطقة العجائب" الترفيهي    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    5 طرق للتخلص من النعاس    «مهاجمون حُراس»    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    «التعليم»: تسليم إشعارات إكمال الطلاب الراسبين بالمواد الدراسية قبل إجازة الخريف    لحظات ماتعة    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    الهايكو رحلة شعرية في ضيافة كرسي الأدب السعودي    ما سطر في صفحات الكتمان    الهلال يهدي النصر نقطة    رودري يحصد ال«بالون دور» وصدمة بعد خسارة فينيسيوس    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    «الدبلوماسية الدولية» تقف عاجزة أمام التصعيد في لبنان    لصوص الثواني !    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    الأزرق في حضن نيمار    جودة خدمات ورفاهية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    كولر: فترة التوقف فرصة لشفاء المصابين    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    المريد ماذا يريد؟    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثقفون.. يقرؤون المناسبة.. ويحللون الواقع.. ويستشرفون المستقبل!..
الدكتور إبراهيم العواجي: وحدة الوطن كانت ومازالت أعظم إنجاز حقيقي في حياتنا.. ومحاربة الإرهاب تكمن بالتلاحم الداخلي خارج دوائر الاختلاف..!
نشر في الجزيرة يوم 23 - 09 - 2002


«الوطن»..
المفردة.. المتوغلة في ومض الاحساس.. ومنها تتناغم ايقاعات القلب.. واليها يرتسم أفق تدركه الحدقات..
الوطن.. لتستحيل كل معاني الارتواء.. بمعنى الانتماء.. وتتجاسر تكويناته لتعطي للحياة مذاقا بالإباء والكرامة.. والعنفوان..
الوطن.. المتكون دماً.. ونبضاً.. يسري في تراتب حركة الزمن والمكان..
الوطن.. الآن.. كما كان دوماً..
يقف مهيبا.. والحدقات..
الوطن.. وفي جلاله.. وتاريخه.. وضوئه.. ننبت.. ونعشوشب.. ونهتف .. ونغني له في عرسه العظيم..
الوطن.. يمتد شامخاً في زمن المتغيرات..
طوراً أبياً..أصله ثابت وفرعه في السماء..
في زمن المتغيرات.. والتقلبات.. وتطاحن القوى.. وتباين الأصوات.. ورجس الحاسدين.. ودنس الضالين الحاقدين..وغوغاء التافهين.. يبقى.. ويدوم «وطناً من ذهب»..
في 11 سبتمبر.. وما تلاه من نتائج.. وما سبقه من ارهاصات.. وما نتج عنهما من مواقف.. ودعاوٍ.. وأحداث وخطابات..
استدعت ان تطل «الجزيرة» بسؤالها - وهي تحتفل بيوم الوطن المجيد - للمثقفين.. والمفكرين.. والمهتمين بشؤون الوطن.. وشجونه فكان أن استنبتت من صوت الحاضر الأسئلة ثلاثة:
- ما دور المثقفين والأدباء في استثمار هذه المناسبة في دعم وحدتنا الوطنية..؟
- كيف يرى المثقفون دورهم في التصدي للهجوم الإعلامي الذي يستهدف وحدتنا وسلامة وطننا ومعتقداتنا؟
- صفة الإرهاب.. التي يحاول الإعلام المعادي.. الصاقها بنا.. كيف نواجهها؟
وقد التقت الجزيرة بمجموعة من الأدباء والمثقفين.. للإجابة على هذه الأسئلة هم :
- معالي الدكتور ابراهيم بن محمد العواجي.. وكيل وزارة الداخلية سابقا والشاعر والأديب المعروف..
- الأستاذ الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان.. عضو مجلس الشورى رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي.
- الأستاذ الدكتور عاصم بن حمدان علي أستاذ الأدب بجامعة الملك عبدالعزيز والناقد المعروف
- الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي، وأستاذ الأدب والنقد بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية والناقد المعروف
- الدكتور محمد بن صنيتان الحربي الكاتب والمتخصص في علم الاجتماع السياسي.
وعن دور المثقفين في استثمار مناسبة اليوم الوطني في دعم وحدتنا الوطنية..؟
قال الدكتور العواجي:
إن الأمر لا يحتمل الأسئلة، لأنه واضح وضوح الشمس، مالم تحجبها ضبابات الفكر، ومتاهات الركض وراء البعد الآخر..
هو الوطن الذي منحنا الذات.. والهوية.. والمساحة التي تعلمنا بها كيف نخطو.. حتى صرنا قادرين على الركض، حتى خارج حدوده أو دائرة الضوء..! ضوء الوطن..!
هو لون بشرتنا وملامحنا.. ولغتنا أو لهجتنا ونبضنا.. وانفعالاتنا..
هو كل شيء فينا ماديا ومعنوياً.. فكيف يرقى أي هم.. أو اهتمام الى درجته أو مكانته وهو نحن..
وحدة الوطن.. كانت وما زالت أعظم انجاز حقيقي في حياتنا تشكلنا من خلاله كمجتمع واحد. وهوية واحدة. وانصهرنا في بوتقته، حتى صرنا نكوّن وطناً ذا قيمة أو مجموعة قيم. تجمع بين الطهر والمقدسات، والخير والعطاءات، حتى صرنا وطناً يحسده الجار قبل بعيد الدار، وحدة مثلت أهم انجاز حضاري في تاريخ الأمة المعاصرة، وما قبله كانت وحدة فريدة في طبيعتها ودلالتها وحجمها.. وثمراتها الانسانية والمادية..!
فهل مع هذا.. من سؤال..؟!
إنني أرى بأن الأمر يتجاوز حدود التصنيف للمواطن.. حينما يتعلق الأمر بوحدة الوطن.. تختفي الفوارق المصطنعة.. وتبقى المواطنة أو الوطنية وما سواهما مجرد اضافات وألوان وأزياء.. تساعد على معرفة الشرائح الاجتماعية أو المهنية ولكنها لا تصلح كمعيار لتحديد أدوار أبناء الوطن.. في مسيرته ومسؤولية المحافظة عليه.. كيانا موحداً شامخاً.. ولكنها وسيلة لربط درجة المسؤولية بدرجة الوعي.
أما الدكتور عبدالله عسيلان فيرى:
أن اليوم الوطني في ذاكرة الزمن.. تاريخ شامخ شموخ الوطن، ينبيك عن أمة وضعت نفسها بجدارة، في مصاف الأمم المتقدمة حضارةً وعلماً وعمراناً وسياسةً. وهذا اليوم المجيد يجعلنا نعود بالذاكرة الى عهد المؤسس الباني الملك عبدالعزيز رحمه الله تلك الشخصية الفريدة في تاريخنا المعاصر التي كانت مسيرتها الخيرة في بناء كيان المملكة العربية السعودية منار إعجاب ودهشة كل من عرف الملك عبدالعزيز أو كتب عن تاريخه. وما أكثر الذين كتبوا عن سيرتهً ومنجزاته وصفاته، ووقف الكثير منهم أمامها وقفة إجلال وإكبار وتقدير لما عرفوا عنه من مواقف وصور حية ورائعة في التضحية والفداء والإخلاص والورع.. والصدق والوفاء والكرم والبناء والحرص على مصالح شعبه خاصة وأمته العربية والإسلامية بعامة.
وسياسته الواعية داخل البلاد وخارجها، وتطلعه دائما الى مرامي التقدم والتطور لبلاده.. وجاء من بعده ابناؤه البررة ليسيروا على نهجه ويكملوا مسيرة الخير والعطاء على نحو أصبحت فيه بلادنا العزيزة تنافس أرقى بلاد العالم حضارةً وتقدماً في شتى ميادين الحياة. وحين أمسكت بالقلم لأكتب عن هذه المناسبة العزيزة على نفس كل مواطن.. أحسست أنني أمام سفر ضخم حافل بالمآثر الجمة لبلادنا العزيزة تحت قيادة ولاة الأمر من عهد المؤسس الباني.. الى عهد خادم الحرمين الشريفين عبر تلك السنين العامرة بكل مفيد وجديد ومثمر للوطن والمواطن.
ولا أدري ما الذي اختاره للحديث في هذه المناسبة فكل ما في الوطن جواهر في عقد ثمين، يعجب الناظرين، ويبهر المتأملين.
ومناسبة عزيزة كهذه توجب على أرباب الفكر والقلم، ان يقوموا بدورهم في استجلاب ما تومئ اليه من أمجاد الوطن وعطاء قادته عبر التاريخ الطويل الحافل بالعطاء.
ويرى الدكتور عاصم حمدان طبيعة هذه المناسبة بكونها تذكرنا بالماضي الذي كنا عليه من فرقة وشتات ونعرات وعصبيات قبلية ليس للاسلام أي صلة بها ثم كانت وحدة الكيان التي جسدت وحدة العواطف والمشاعر والهدف والمناسبة قائمة..! وما علينا إلا الاتعاظ.. والبعد عن هوى الذات وأباطيل الفرقة.!
ويعد الدكتور حسن الهويمل مناسبة اليوم الوطني مناسبة سعيدة والمناسبات الوطنية.. محطات للتذكر وتقويم الفعل، والسعي الحثيث للاستبدال بالأحسن.
فنحن نتذكر بها منجزات الرجال الأوفياء الذين قضوا نحبهم بعد ان وضعوا أسس الحياة الآمنة المطمئنة.
وتذكرهم يحفز على الدعاء لهم والمحافظة على منجزاتهم.. ودور النخبة لا يقتصر على الثناء والتباهي والتفاخر، دور النخبة يمتد الى التوعية والتذكير بأنعم الله، والحث على شكرها والمحافظة عليها، وتصحيح المفاهيم وتنوير الرأي العام.
ولاسيما في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أجمع والله المسؤول ان يسدد الخطى وان يجعل المناسبة مذكرة بأنعم الله.
أما الدكتور محمد بن صنيتان فيرى ان اليوم الوطني واحياء الاحتفال به كل عام، مناسبة تاريخية ووطنية ليست كأي مناسبة وطنية لأي دولة؟
فهي مناسبة توحيد الله بكل معاني الربوبية، وتوحيد الوطن بكل مكتسباته واحيائه كل عام. يذكرنا بعظمة الموحد. ووطنية رجاله الذين أوفوا ما عاهدوا عليه. وضحوا بأموالهم وأنفسهم طاعة لقائدهم حبا وتوقا لوحدة الأنفس والقلوب قبل وحدة الجغرافيا.
الملك المؤسس ورجاله من المحاربين القدامى، وحدوا الوطن بأنفسهم «والجود بالنفس أقصى غاية الجود» وقدموا كل ما يملكون رغم الشح في الامكانات فطعامهم الماء والتمر. ووسائل نقلهم الجمال أو مشيا على الأقدام «حفاة رعاة ما اقتنوا خبز ملة.. ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما»
كانت الجزيرة قبل ظهور الملك المؤسس.. امارات وقبائل مشتتة وضعيفة تتحارب أكثر مما تتصالح.. واليوم الكيان السعودي كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. توحدت القلوب قبل توحد الأجسام.. وتوحدت الأجسام قبل توحد الأوطان.. والحفاظ على هذه الوحدة؛ دور القادرين من السياسيين ورجال الفكر والأدب، وحديثنا يقتصر على دور المفكرين والأدباء الوطنيين في تجذير ورعاية الوحدة الوطنية.
وهنا.. اختزل المفكرين والأدباء.. بالمثقفين السعوديين الذين أعطيهم تعريفا محدداً. وهو اهتمامهم بالشأن الوطني وقضايا المجتمع وتجسيدهم لقضايا مجتمعهم والدفاع عنها أو تكريسها من خلال آرائهم ومنتدياتهم وتوجيهاتهم وترشيدهم لمسارات المجتمع عبر الوسائل المتاحة كالكتب والدوريات ووسائل الاعلام المرئية.
و فاعلين قادرين المثقفون يملكون وعيا ومكانة يسمحان لهم بصنع قدر الأمة باعتبارهم فاعلين قادرين على تحفيز الجماهير وتعبئتها للبناء انطلاقا من فهمهم للتناقضات التي تحكم نسق المجتمع، وتحويل الصراعات والتناقضات في المجتمع الى قوة ودمج وصهر وذوبان ليصبح الوطن كله نسيجا واحداً همه تحديد الأهداف والسير بها الى خيار المصلحة المشتركة والمنفعة المجتمعية فيستثمر مثقفون قوة زادهم المعرفي لتضييق زاوية الانحراف في المجتمع ومؤسساته. وبذلك يصبح المثقفون «النجوم» التي تهدي الأمة.
ويتداخل الدكتور ابراهيم العواجي مع ما ألمح اليه الدكتور ابن صنيتان في أننا نفترض ان مسؤولية المثقف والمتعلم مسؤولية أكبر تبعاً لدرجة الادراك والوعي لديهم.. غير ان الواقع ليس بالنسبة لوطننا فقط!
ولكن بالنسبة للمجتمعات الأخرى. ان تغرق فئات من المثقفين في متاهات قد تضعف من درجة أولوياتهم تجاه المسائل الحساسة المتعلقة بأوطانهم نتيجة لتعلقهم باتجاهات فكرية بعيدة عن مقتضيات مصلحة الوطن.
لذا فإن مسؤولية المثقف بصفة خاصة والمواطن بصفة عامة تقتضي الالتفات المبدئي لهذه المسألة.. وصولاً الى التفريق الأساسي بين اهتماماته النظرية والمثالية وبين كل ما يرتبط بوحدة وطنه ومناعته.
وعن كيفية التصدي للهجوم الاعلامي.. الذي يستهدف وحدتنا وسلامة وطننا.. ومعتقداتنا؟..
والذي أفرزته الأحداث الأخيرة.. ومتغيرات الخارطة الدولية.. يرى الدكتور محمد بن صنيتان هذه الموضوعة بقوله:
لا أتصور بعد رؤيتنا السابقة.. لأهمية المناسبة الوطنية ان نستثمرها فقط من خلال المدح والاطراء والتبجيل الزائف..!
إنما ما يستوجبه موقف المثقف.. والمنتمي الى حقل الخطاب الأدبي.. أن يتسامى بوعيه.. ليكون ضمير الدولة.. ووجدان المواطن.. وذلك إذا ما التزم الصراحة.. والجرأة العلمية.. ليدركها المشرع.. ويتفهمها المنفذ.
وبذلك يطمئن المواطن.. على ان قضاياه ومطالبه.. تعالجان معالجة علمية.. ومعلومة لدى المعنيين في الأمر، وإن تأكد المواطن من هذه الحقيقة فإنه لن يلجأ الى السراديب المظلمة. ولن تغريه الاشاعة، وربما لن يصدقها طالما ان قضايا المجتمع مطروحة للمناقشة أمام الرأي العام ومعلومة من قبل الجهات الرسمية.
إما من خلال الدور المناط بالمثقفين للتصدي للهجوم الاعلامي من الآخر لاستهداف الوحدة الوطنية والتشويش على سلامة المعتقد.
فأعتقد ان مهمة الدفاع عن الوحدة والتوحيد دور جميع المثقفين.. وان كان يقع العبء الخاص على كل مثقف على حدة.
بحسب قدراته المتاحة له.. وفق قابلياته.. واستعداداته.. ومرجعياته العلمية.
ومن هنا.. تبدأ أهمية وضع الاستراتيجية الشاملة.. لتحرك المثقفين من خلال توزيع الأدوار حسب الاستعدادات والقابليات، كما ذكرنا سابقا.
ويحيل الدكتور عاصم حمدان الى سبب رئيسي يجعل دور المثقفين مجتزأً عن سياقه المتكامل والأجدى:
حيث انهم من وجهة نظره.. يقومون بشيء من دورهم إزاء تلك الهجمة.. بما ورد عبر وسائل الاعلام والمنتديات والفعاليات الثقافية من أطروحات وتحليلات.. لصد تلك الهجمة.. وابراز أوجه عدم عقلانيتها وزيفها.. واعتقد انه ينقصنا وجود مراكز ومؤسسات متخصصة.. ترصد آراء المثقفين.. لتتحول الى منهج وسلوك تطبيقي.
ويعقب الدكتور عبدالله عسيلان على ما سبق من وجهة نظره حيث يرى ان النخبة المثقفة تتمتع بنظرة صائبة وعقل راجح وفكر نير.. وهم بذلك يملكون القدرة على الاقناع والتوجيه والتأثير بما يملكونه من مواهب أدبية وفكرية وثقافية.
وما أروع ان تُسخّر هذه المواهب في بث الوعي الصحيح والفكر السليم.
وتسعى الى استجلاء الحق.. وغرس القيم.. والمثل العليا، التي ترفع من مستوى الانسان.. وتصحح مساره في الحياة.. وفي هذا الاطار يكون من الرائع.. ان تتوجه هذه المواهب الى بيان الوجه المشرق لبلادنا.. وحضارتنا.. وتاريخنا المجيد.. الى جانب ايضاح الحقائق اللازمة.. لمن يحاول تشويه صورتنا المشرقة عن طريق المغالطات.. وقلب الحقائق.. في خضم ما تطالعنا به وسائل الاعلام الأجنبية من هجمة شرسة.. تستهدف تمسكنا بعقيدتنا.. وقيمنا والتحامنا.. ووحدة صفوفنا.. وتماسك وحدتنا الوطنية.. وفي مثل هذا الموقف يتضاعف الواجب على العلماء والمثقفين والمفكرين وكل من يملك موهبة الافصاح عن الحقيقة.. وبيان وجه الصواب.. حتى لا يغتر بما يُشاع.. أو يُقال.. من في قلبه دخل.. أو ضعف أو قصر نظر.. وغشاوة.. وفي غمرة هذه الزوابع.. يمكن للجهات التي تملك التوجيه.. وبقرار ان تستغل طاقات العلماء.. والأدباء والمفكرين والمثقفين والاعلاميين لمواجهة كل من تسوّل له نفسه تشويه صورتنا المتألقة الصافية صفاء ما تمليه علينا عقيدتنا وقيمنا ومثلنا السامية قبل الحق والعدل والسلام والخير والوفاء والأمن والأمان.. وكل ذلك بالحكمة التي وجهنا بها القرآن الكريم والحوار العقلاني بعيداً عن أسلوب العنف والتشنج وبكل ما نملك من وسائل الاقناع، والتأثير مما هو مستخدم لدى من يوجه أباطيله وسمومه وأوهامه.
ويلخص الدكتور ابراهيم العواجي منهج سلوك مواجهة تلك الهجمة عندما ذكر ان ذلك لا يكون إلا عبر التصدي بموضوعية ومعرفة بعناصر الهجوم والتفريق بين الأعداء المتنطقين بلباس الأصدقاء وهم في القرب كثر وبين الأعداء الذين لا تربطهم بنا إلا المصالح.
ويعقب الدكتور محمد بن صنيتان على ما عُرض حول هذا المحور بتأكيده على ان ثمة حتمية لوجود استراتيجية شاملة لتحرك المثقفين وفقا للقابليات ووفقا للقنوات المناسبة ومسؤولية النخبة القيادية في الوطن.
فالمثقف السعودي يجب ألا يتحرك من فراغ، فالمطلوب من النخبة تحريك بواعث المثقف من خلال حثه على التحرك.. لأن بعض المثقفين في حالة من التشويش الذهني.. فيحجم عن أداء الدور بدون قصد.!
لأنه فهم انه ليس مطلوباً منه التحرك.. أو لا يدري ما هو المطلوب منه.. والبعض الآخر.. لا يعرف الأهداف المحددة للمسار للدفاع عن هويته الوطنية حتى يعبر هذه المسارات..
وهنا يأتي دور النخبة وهو تجسير المسافة..!
ومن كل هذه المعطيات.. التي تدفعنا الى الاعتقاد في تقصير المثقف السعودي في تلمس القضايا الاجتماعية والاقتصادية والادارية والسياسية لمجتمعه واستيعاب احتياجات الوطن حتى في أبسط الخدمات الانسانية والاجتماعية.. فخلت الساحة من نقاش أي مضمون هادف..! دون أن ننسى بعض الاستثناءات النادرة التي جلّت بوضوح صبر المثقف السعودي وهدوئه.. في زمن التشنج والتوتر.. والأمثلة كثيرة بدأت تتنامى وتهمس من حين لآخر،، فيسمع صوتها..!
ويجب هنا.. على النخبة الرسمية.. والنخبة المثقفة تحديد الرؤية.. وتوحيد الكلمة.. ومن ثم الاشتراك في رسم المسار للوصول الى الهدف..
كما يقع على مسارات وقنوات الاتصال الوطني عبء تنفيذ هذه الاستراتيجية إذ إن كثيراً من الكتّاب.. يكتب ويتطوع للكتابة ولكن بعض هذه القنوات تحيل الى ارشيف النسيان.. مما يجعل المثقف المتطوع.. يحجم عن الكتابة مرة أخرى طالما تأكد أنه غير مرغوب فيه.
وبعض هذه المنابر والمعابر الاعلامية تبحث عن أسماء لامعة رسمياً.. أو اعلامياً وبعض المثقفين الوطنيين لا يتحركون إلا عندما يستدعيهم نداء الواجب فيكتبون.. ثم يكتبون..! وهكذا.. فالمطلوب للمرة الثانية تحفيز تلك البواعث في جميع الكوادر الوطنية.. وتجسير المسافة.. وتعميق اللحمة بين النخبة ومصادر وعاء الثقافة.. وتحسيسهم بحاجة الوطن لهم.. أو مطلوب لتعزيز الوحدة الوطنية..
ونعود للاستراتيجية التي لابد ان توجه أساساً للآخر وذلك من منطلقات عدة أهمها:
التأثر والتأثير.. فليس المطلوب من الأدباء والمفكرين ان يكونوا شعراء يغنون للوطن.. في سبيل ابراز ذواتهم أو تعميم الخطاب الابداعي الذي يعمق من نرجسية الذات.. أو اعلاء حزازاتها!! فلابد من ان ندق أوتار المصالح والمصالح المشتركة.. ولابد ان نعلوا اونسموا الى خطاب عقلاني يبرر ادعاءنا بفهم الواقع.. والوطنية كما أشار الدكتور ابراهيم العواجي.. تعني انصهارنا في بوتقة واحدة تؤكد تلاحمنا وتعزز من دعائم وطنيتنا وتماسك جبهتنا الداخلية.. والتي ستظل أبداً بحول الله متماسكة!!
وفي مثل هذا الظرف.. لابد من مراجعة الحسابات على المستويين الداخلي والخارجي.. ولابد من استثمار الصداقات.. والتعويل على الجبهة الداخلية وتعزيزها من خلال بنائها الوظيفي.. اجتماعيا واقتصاديا وسياسياً وتنمويا.. وكيفية معرفة الاتصال بالجماهير ولابد من تنشئة الشباب تنشئة سياسية واجتماعية وتنموية.
أما الدكتور حسن الهويمل فيناقش هذا المحور من واقع العالم اليوم وما يعيشه من حالة الارتباك والتخبط ولابد والحالة تلك، من التحرف لخطاب عقلاني متزن، بعيد عن الاثارة والعاطفية ولا يستطيع ذلك إلا أولو العلم والأدب والفكر.
والأمة بحاجة الى صياغة خطاب قادر على اجتياز هذه المنعطفات الخطيرة.
والمملكة تمتلك إمكانات سياسية واقتصادية ودينية وجغرافية ولها عمقها الاسلامي والعربي والعالمي.
كما ان لها تأثيراً ولابد ان تكون مادة حديث للاعلام العالمي.
وواجب النخبة المثقفة ان يتصدوا بحكمة وروية وأناة لكل هجوم على المملكة يكون له أثره.
أما الهجاء السخيف من بعض الموتورين أو المأجورين، فإن من الخير لنا ان نمر به وكأنه لم يقل شيئاً وكأننا لم نسمع.
وتتنامى محاور هذا الحوار.. من استثمار المناسبة الوطنية.. الى الدفاع عن سلامة الثوابت.. والمعتقد.. وترسيخ مبادىء الوحدة الوطنية.. ودور الخطاب الثقافي في تعزيزها..!
الى رؤية الآخر لنا.. وتصاعد وتيرة خطابه الاعلامي بمزاج عدواني.. وصل متوتراً الى وصمنا بالارهاب.
وهو المحور الثالث الذي طرحته «الجزيرة» وتساءلت عن كيفية التعاطي العقلاني لدحضه وتفنيده.. ودور المثقفين في ذلك؟.
ومن هنا يرى الدكتور عبدالله عسيلان ان الحكمة والحوار العقلاني هما السبيل الى ذلك.. بعيدا عن التشنج.. وقد سودت آلاف الصفحات وبحت حناجر المتحدثين عبر وسائل الاعلام المختلفة حول قضية الارهاب.. وتحديد مفهومه.. ومن المقصود به؟
والمنصفون من القادة والمفكرين والعلماء والسياسيين يدركون تمام الادراك من هو مصدر الارهاب..! وحقيقته.. والأسباب التي تؤدي اليه؟!
ومن الذي يرعاه.. ولا يخفى على كل ذي عقل وبصيرة إن ديننا الحنيف.. دين يدعو الى السلام.. ويحرم قتل النفس البريئة.. وينبذ العنف وكل أشكال الارهاب بل إن تعاليمه السمحة تدعو الى الحياة المستقرة الآمنة في ظل مبدأ الأخوة وحسن الجوار واحترام الحقوق وحفظ الدين والنفس والمال والعرض وليس من العدل بل من الجور والبعد عن الحقيقة ان نمس هذا الجوهر الصافي السوي بأي صفة أو تهمة هو منها براء.. وما يجري على ألسنة وأقلام بعض المغرضين والمغالطين من أعداء الاسلام؛ إنما هو دعاوٍ باطلة لا تتفق مع معدنه النقي وتعاليمه السمحة.
ويتفق الدكتور عاصم حمدان مع الدكتور عسيلان برأيه السابق ويرى ان نواجه هذه التهمة التي لا يقوم بها دليل بتقديم الاسلام الوسطى المعتدل.. ويفترض ان نجسِّده سلوكا في جميع مناحي حياتنا.
وإذا كان الاعلام الغربي والأمريكي.. يحاول الصاق التهمة بنا فيفترض ان نكون من الذكاء.. بحيث نفوِّت عليه مثل هذه الفرصة.. بحيث ننبذ الانغلاق.. والتشدد وأحادية الرأي والغلظة في الأسلوب والجفوة في الدعوة.
كل ذلك إذا ما اتبعناه فإنه يخدم أهداف هذا المخطط الغربي.
وفي رأيي.. فإننا نحتاج الى وقت كثير لنعي هذا الدرس.. فالمؤشرات للأسف غير مشجعة.
أما الدكتور محمد بن صنيتان فيحتم مواجهة دعاوي الارهاب بالفعل والممارسة وذلك بمراجعة المناهج والخطاب الديني مراجعة مرشدة في أهدافها راشدة وعقلانية في آلياتها.. لا تكون منحازة للأنا.. أو على حساب التنازلات للآخر ولكن مراجعة تصحيح وصقل واعداد مناهج تزود المتلقي بالمناقشة والتحدي والقدرة وتكريس ثوابت الوطن والأمة.. وأن تكون الخطوط العامة والعرضية للمناهج متفقا عليها بعيداً عن الخصوصيات وتعزيز الجبهة الداخلية.. يضع المثقف السؤال الكبير والمهم وهو:
هل تأمنت الجبهة الداخلية بالقدر الكافي.. وكيف يتم ذلك؟
ان تشخيص ذلك.. مهمة المثقف الوطني.. وعلاجها مهمة النخبة.
وهذا ما يقودنا الى ضرورة التحام النخبة مع المثقف والتفاف المثقف مع النخبة.
ولهذا فالاستراتيجية تدعيم للوحدة الوطنية.. ولابد ان نناقش بتوسع وتحديد أوسع مساحات الانفراج واتخاذ التدابير الكافية للتحصين.
إن ما يمور به الواقع من مفاجآت وأصوات.. وأخطار تلوح بالخطر، وتستهدف اختراقنا..
وتلك حقائق تاريخية وسياسية وأمنية واجتماعية.. ليست من مخيلة الباحث بل اعتماد على شواهد تأكدت بالوقائع عبر التاريخ والواقع.
ولابد للمثقف ان يكشف للنخبة حتى على افتراض ان النخبة تعرف أكثر من المثقف لا تركن رؤانا الى الصداقات التي سببها المصالح. ولابد ان نتهيأ باستمرار لمباغتات فكرية وسياسية لا يكون مواجهتها إلا من خلال تماسك والتحام وقوة جبهتنا الداخلية.
وألا تصاب رؤيتنا بضبابية الهدوء الظاهر وسماع لكلمات المدح والتبجيل.
بل من خلال التنمية المستديمة.. التي يلمسها كل مواطن.. ويدركها كل مراقب.
ويستأنف الدكتور عبدالله عسيلان الحديث عن انه ليس من الصواب ان نحمّل الاسلام ونلصق به ما ليس منه. بل يقتضي منطق الانصاف واحقاق الحق. ان نوجه اللوم والاتهام على من أساء فهم الاسلام ولم يلتزم بمبادئه السامية. ولعل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. قد وضع أمامنا الطريق السوي لمواجهة ما يدور في فلك أحداث سبتمبر من مغالطات وأباطيل وكان موفقا «في اجابته على سؤال حول الخطوات الاعلامية لتصحيح الصورة في الخارج.. ولمواجهة الهجمة في بعض وسائل الاعلام الغربية، وذلك في جريدة الشرق الأوسط يوم الأربعاء 4/7/1423ه» حين قال:« لقد تجاوزنا في حقيقة الأمر مرحلة الدراسة والتخطيط والاعداد لهذا الشأن.. وبدأنا تنفيذ بعض الخطوات في سبيل مواجهة تشويه صورة المملكة التي يقوم بها الآخرون.. وتصحيح ما روِّج عنها من مفاهيم مغلوطة في وسائل الاعلام الأجنبية، ندرك حقيقة دورها ودوافعها ومقاصد القائمين بها.
إلا أن هذه الجهود لا تزال بحاجة الى المزيد من التعزيز الذي يجعل ما تقوم به على مستوى ما نتعرض له من حملات، والأخذ بكل ما من شأنه ايضاح الحقيقة، وفتح قنوات الحوار مع الآخرين، وابراز وجهة نظر المملكة بالشكل الذي يقنع ولا يحرج.. وفي اطار قيمنا التي تحترم الانسان حتى لو كان خصما وتسعى الى الوصول الى الحقيقة بدون اساءة أو تجريح. فغايتنا شريفة ووسيلتنا لبلوغ تلك الغاية أشرف!. ولسنا مع من تبرر غايته وسيلته».
ومن جهة نظره.. يرى الدكتور ابراهيم العواجي ان مواجهة تهمة الارهاب تلك، تكمن في مواجهة النفس.. واستئصال الداء من داخل جسمنا بالحوار والجدل والتوعية.
ثم بالاصرار على ثوابتنا ومبادىء ديننا التي ترفض الارهاب بكل أصنافه ومبرراته.
ثم بالتلاحم الداخلي، خارج دوائر الاختلاف أو الاحساس بعدم الرضا عن بعض جوانب واقعنا.
وأخيراً باستخدام الوسائل التي يستخدمها العدو في شن حروبه التشويهية والتحريضية ضدنا.
ونقل المعركة الى دار العدو، مستخدمين نفس أدواته وآلياته، بقدر ما تسمح لنا امكاناتنا بذلك.
ويعوِّل الدكتور حسن الهويمل الى مهادات هذا المحور ويحدد أولويات لكيفية التعامل معه، حين يرى: أنه لابد من مفهوم مشترك للارهاب ولابد ان نصل الى بواعثه، وحواضنه، وأسبابه؟
وعند فهم الارهاب. ومعرفة أسبابه، سيتضح بما لا يدع مجالا للشك؛ أن الاسلام بريء من قول القائلين!..
الارهاب ليس مرتبطا بدين أو جنس..!
الارهاب ناتج عن أوضاع غير سوية يصنعها الأقوياء كالتدخل في شؤون الأمم وكبت حرياتهم ومناصرة أعدائهم الوقيعة بينهم واثارة مشاكلهم الاقليمية والطائفية والعرقية.
والعالم وان اضطربت آراؤه حول الارهاب ومفهومه ومصدره..! إلا انه سيعود الى رشده ويعرف من يصنع الارهاب ومن يدرب الارهابيين؟!
والمواجهة تتم بالحوار العلمي الرزين، البعيد عن الخطابات العاطفية وممارسة الاسقاط.
لابد للأمة الاسلامية والعربية من أسلوب رزين متمكن لتبصير العالم بالحق.
ويختتم الدكتور محمد بن صنيتان الحديث حول هذا المحور بقوله:
ان تعزيز الجبهة الداخلية «الوحدة الوطنية» يتم من خلال متابعة المجتمع واستدامة التنمية والعدل في الفرص، ومحاربة التطرف، والتزمت واشاعة روح التسامح والارهاب ليس حكراً على المملكة العربية السعودية، كتهمة تواجه بها، ثم نحاول تلمس أسبابه ومعرفة مواجهته وعادة الذين يتحدثون عن الارهاب يمثلونه بالسرطان، إذا عالجت بقعة منه في الجسم ظهرت بقعة أخرى.
إلا ان محاربة الارهاب تتم من خلال اصلاحات حقيقية جوهرية تزيل أسباب التذمر المتخفي والعلني أحيانا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.